كلمة السيد نصر الله خلال احتفالية حجر الأساس لمعلم جنتا – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

كلمة السيد نصر الله خلال احتفالية حجر الأساس لمعلم جنتا

السيد نصر الله

كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله حفظه الله خلال الإحتفالية التي أقامها حزب الله بمناسبة وضع حجر الأساس لمعلم جنتا السياحي الجهادي 19-08-2022

جنتا-

أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، الحمد الله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا ونبينا ‏خاتم النَّبيين أبي القاسم محمَّد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطَّاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع ‏الأنبياء والمرسلين‎.‎

السَّلام عليكم  جميعاً ورحمة الله وبركاته.

أولاً أُرحب بإخواني وأخواتي جميعاً في هذا اللقاء المبارك والطيب، والذي يُؤسس أيضاً لمسارٍ مباركٍ وطيبٍ إن شاء الله، لكن إسمحوا لي في البداية كما العادة أن أؤدي بعض الواجب الأخلاقي بين حطاب وخطاب.

في الأيام القليلة الماضية رحلت والدة فاتح عصر الإستشهاديين، الإستشهادي أمير الإستشهاديين أحمد قصير، صاحب أضخم عملية في تاريخ المقاومة منذ قيام الكيان، منذ قيام ووجود هذا الكيان إلى اليوم، الحاجة فوزية حمزة ، وهي أيضاً أُمٌ لشهداء، هي أُم الشهيد أحمد قصير والشهيد موسى قصير والشهيد ربيع قصير، الذي أُستشهد في حرب تموز 2006، أتقدم إلى الحاج أبو موسى قصير إلى زوجها المجاهد والصابر أبي الشهداء، إلى عائلتها فرداً فرداً، إلى عائلتها الكريمة والشريفة بأحر التعازي ومشاعر المواساة، وطبعاً لحاجة إلتحقت بأبنائها وشفعائها الشهداء، وهي التي كانت طوال عمرها إمرأةً سيدةً مجاهدةً مقاومةً مؤمنةً صابرةً محتسبةً بحق، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يُلهم الصبر والسلوان ويُعظم أجورهم.

أيضاً يجب أن نتوجه بالمواساة والتبريك إلى عائلة الشهيد القائد إبراهيم النابلسي وعوائل إخوانه الشهداء الذين أُستشهدوا معه والذين أُستشهدوا بعده إلى اليوم، الضفة الغربية وغزة وفلسطين تقريباً كل يوم تُقدم شهيداً أو أكثر على طريق الصمود والمقاومة والتحرير، لعائلة الشهيد القائد إبراهيم النابلسي، لأبيه وأُمه، لكل أفراد عائلته، لكل عوائل الشهداء أيضاً، نحن في حزب الله في المقاومة الإسلامية نعيش مشاعرهم، نعيش ألمهم وإعتزازهم، حزنهم وإفتخارهم، نُواسي ونُبارك لكل عوائل الشهداء بفقد الأعزة وبالحصول على الوسام الإلهي الرفيع، وبهذه الروحية العالية التي يتمتعون بها، والتي نُراهن عليها جميعاً في مواصلة طريق المقاومة حتى النصر القادم والآتي بعون الله إن شاء الله سبحانه وتعالى وليس ببعيد.

أعود إلى لقائنا الكريم، هذا هدف الإحتفال هو وضع حجر الأساس امعام جنتا الجهادي السياحي، الآن فيما بعد الإخوان سيعملون له تسمية رسمية نهائية، لكن الآن نقول هكذا.

حديثي يتشكل أو يتألف من قسمين، القسم الأول ما له علاقة بالمناسبة، والقسم الثاني إشارة إلى بعض النقاط السياسية بإختصار، لأنه إن شاء الله في الموضوعات السياسية في يوم الاثنين إن شاء الله نكون بِخدمتكم،  ونتكلم في الإحتفال الذي سنختتم فيه إحتفالية أو إحتفاليات على مدى أشهر إحتفاليات بين هلالين ( الأربعون ربيعاً)، وأيضاً نحتفل فيه بذكرى الإنتصار في حرب تموز وبذكرى التحرير الثاني في البقاع في جبالها وجرودها.

أولاً: لماذا جنتا؟ نحن منذ وقت طويل منذ سنوات كُنا نُفكر بأنه يجب أن نعمل في البقاع مَعلم جهادي سياحي، يُحقق مجموعة من الأغراض والأهداف، وكان هناك تجربة ناجحة هي مَعلم مليتا في الجنوب في إقليم التفاح، وكان لها بركاتها المعنوية والثقافية وأيضاً لها بركاتها الإقتصادية، فكُنا ندرس منذ سنوات، الإخوة فيما بينهم، أنه لم يكن النقاش في المبدأ، مبدأ إقامة مَعلم في البقاع هذا أقل الواجب إتجاه التاريخ والذاكرة والشهداء والتضحيات وأهل المنطقة الشرفاء، لكن دائماً النقاش كان أين؟ طبعاً لم نحتاج إلى وقت طويل لنختار المكان، وإنما احتجنا بعض الوقت نتيجة الظروف التي مررنا بها، سنوات الكورونا والوضع المالي الصعب، في كل الأحوال وقع الإختيار على جنتا، وهنا يأتي السؤال: لماذا جنتا؟

أُريد أن أتكلم قليلاً عن جنتا، لأن هذا الخطاب في النهاية يُصبح خطاباً توثيقياً، يعني غداً عندما إن شاء الله يتأسس المَعلم ويُبنى، هذا الخطاب يكون في أرشيفه، أن هذا الخطاب وضع حجر الأساس نُريد أن نتكلم فيه بشيء من التوثيق.

عندما نَرجع أربعين عاماً إلى الخلف إلى العام 1982، هذه المقدمة كُلكم تعرفونها لكن لا بد من قولها، على أثر الإجتياح الإسرائيلي لجزء كبير من لبنان، وكانت توجد احتمالات قوية، لأنه لكن واضحاً إلى أين سيصل الإجتياح؟ كان يوجد احتمال أن الإجتياح سَيُكمل على بقية المناطق اللبنانية، وتُحاصر دمشق، وقد يكون هناك أيضاً هجوم بإتجاه دمشق.

في تلك الأيام، سماحة الإمام الخميني ( قُدس سره الشريف) يتخذ قراراً تاريخياً كبيراً، ويُرسل طليعة قوات إلى سوريا، ويُرسل وفداً عسكرياً رفيع المستوى، مُؤلف من قادة في الحرس وقادة في الجيش الإيراني، في الحرس الثوري حرس الثورة الإسلامية في إيران وقادة من الجيش الإيراني، ويَأتون إلى دمشق ويلتقون بالرئيس الراحل حافظ الأسد (رحمه الله)، ويحصل تداول مع القيادة السورية، القيادة السياسية والقيادة العسكرية، يتبين في ذلك الوقت أنه كلا الإجتياح وصل إلى نقطة، النقطة المعروفة في البقاع الأوسط وفي جبل لبنان، وسوف يقف عند هذه الحدود، وبالتالي تقدم  أكثر بإتجاه مناطق لبنانية جديدة لا يوجد، وتهديد لسوريا ولدمشق لا يوجد، ولذلك لا حاجة لمجيء قوات إيرانية، لأنه أصل المشروع كان أن تأتي قوات إيرانية لتقاتل إلى جانب سوريا وإلى جانب اللبنانيين في بقية لبنان الذي ما زال خارج الإحتلال، مع العلم أن إيران كانت تُواجه حرباً ضروساً، تتذكرون تلك الأيام الحرب التي شنها نظام صدام حسين على الجمهورية الإسلامية، بقرار أميركي وغربي وتأييد من كثير من الدول العربية وتمويل خليجي غني وسخي وبلا حدود وفوق الطاقة، مع ذلك رغم أن إيران كانت تُقاتل على جبهة ممتدة على آلاف الكيلو مترات، قرر الإمام أن لا يَترك لبنان وأن لا يترك سوريا، وأن يُرسل شبابه ورجاله ليقاتلوا إلى جانب اللبنانيين والسوريين ويُوقفوا الإجتياح الإسرائيلي.

تغيرت الخطة، صارت الفكرة هي بقاء قوة من الحرس، حرس الثورة الإسلامية في إيران، أن تبقى في سوريا وتدخل إلى لبنان، وهدفها ومهمتها المساعدة، مساعدة المقاومين اللبنانيين، تدريبهم ونقل التجربة العسكرية إليهم وتقديم الدعم اللوجستي لهم، فُتح خط دغم لوجستي من إ|يران وسلاح وذخائر ومدافع وإمكانات، والمساندة المعنوية والروحية وما شاكل…

تغيرت المهمة، من مهمة قتالية في الجبهات إلى مهمة تدريبية وتعبوية وإعدادية، ولذلك لم تكن مهمة القوات، القوة الإيرانية المتبقية، أن تذهب إلى الجبهات وتُقاتل نيابةً عن اللبنانيين ونيابةً عن السوريين، وإنما أصبحت المهمة مساعدة اللبنانيين لأن السوريون لم يكونوا يحتاجون في الحقيقة إلى مساعدة، مساعدة اللبنانيين في مقاومة الإحتلال وتحرير أراضيهم المحتلة.

الامين العام-

كان تواجد القوة الأساسي في منطقة الزبداني، في معسكر قدمته سوريا للإخوة الحرس، ومن هناك تَقرر أن يدخلوا إلى لبنان، طبعاً نحن نتكلم في مرحلة الإجتياح، دخلوا من الزبداني إلى جنتا، وكانت أول منطقة لبنانية يَصل إليها الإخوة الحرس، مثلما قال الأخ في التعريف، رُسل الإمام الخميني وصلوا إلينا، أول منطقة وصلوا إليها هي هذه الأرض التي نُقيم فيها إحتفالنا هذا، على أرض جنتا في محيط البلدة الكريمة كان يوجد معسكر للتدريب منذ سنوات، وكان هذا المعسكر بعد الإجتياح الإسرائيلي والتطورات الداخلية التي حصلت في عهدة حركة أمل الإسلامية برئاسة الأخ العزيز السيد أبو هشام، السيد حسين الموسوي (حفظه الله).

بناءً على ذلك، تم تقديم هذا المعسكر للإخوة الحرس، وهم أقاموا فيه وتوسعوا وأقاموا الخيم في محيط المعسكر القديم، واستقبل هذا المعسكر الدورة الأُولى المعروفة بالدورة الأولى في أدبياتنا، عندما نَرجع إلى الأربعين سنة نقول:  الدورة الأولى عند الحرس، معروفة عند أدبياتنا، وكان أول المُلتحقين بالدورة الأولى سيد شهداء المقاومة الإسلامية  الشهيد السيد عباس الموسوي ( رضوان الله تعالى عليه)، وكان معه أيضاً عدداً من الإخوة القياديين، الآن بعضهم قادة، كانوا منذ البداية قادة، قادة سياسيون وقادة عسكريون، في مواقع تنظيمية وعسكرية وجهادية منذ أربعين عاماً، وكان فيها عدد كبير من المجاهدين من مختلف المناطق اللبنانية.

انتهت الدورة الأُولى، وأصبح شائعاً إسم جنتا ومعسكر جنتا ووجود الإخوة الحرس في جنتا وتجربة الدورة الأولى العسكرية والروحية والمعنوية والعاطفية.

كانت الدورة الثانية وبعدها الثالثة والرابعة والخامسة، وفيما بعد توقف العد،  لأن حجم الإقبال أصبح كبيراً جداً، ولم تعد المسألة مسألة دورات معدودة ومحدودة، وأصبحت جنتا، معسكر جنتا، تهفو إليها القلوب والأفئدة، ويتطلع إ|ليها المُشتاقون ويتنافسون على الإلتحاق بدوراتها، وأنا أذكر في تلك المرحلة، كُنت أعمل في مجال إستقبال المتطوعين وقبولهم وفرز الأسماء للإلتحاق بالدورات، وجاء إليها الشباب من كل المناطق، من الجنوب من الشمال من الضاحية من بيروت من جبيل لبنان فضلاً عن البقاع وقراه المتنوعة والمختلفة، حصل الإقبال الكبير، وأخذت جنتا ومعسكر جنتا موقعها.

إذاً هنا كان أول معسكر تدريب للمقاومة الإسلامية في لبنان، وهنا كانت أول دورة عسكرية لتدريب وتخريج مقاتلين في المقاومة الإسلامية في لبنان، وهنا كانت البدايات العسكرية المُنظمة الأولى، يعني هنا بدأ التنظيم والتشكيل والترتيب لأنه متزامن معهم كانوا الشباب في الجنوب وفي الضاحية وفي بيروت وفي جبل لبنان وفي المناطق الخاضعة للإحتلال كانوا بدأوا مجموعات وعمليات …الخ، لكن هنا لأنه كانت “رايقة” معنا فبدأ  التشكيل “الرايق” والتنظيم بناءً على تخريج الدورات القتالية.

توسعت المعسكرات ومخيمات التدريب، لم يبقَ معسكر واحد في جنتا، صارت أُسمها معسكرات جنتا، مخيمات، في الوديان وفي التلال، الإخوان الحرس أين ما زال يوجد وادٍ يُمكن أن يُعمل فيه مخيم، فإنهم يذهبون إليه ليعملوا فيه مخيم، توسعت المعسكرات في جنتا ومحيطها، واحتضنت عدداً كبيراً من الدورات لسنوات طويلة، أيضاً تعرضت للقصف الإسرائيلي منذ البدايات لمراتٍ عديدة، وعانى أهالي البلدات المُحيطة، بالتحديد أهالي بلدة جنتا الكرام وأهالي بلدة يحفوفة الكرام وأهالي بلدة النبي شيت، باعتبار جوارها أيضاً، تعرضت لمعاناة بسبب العدوان الإسرائيلي المتكرر على معسكرات جنتا، وكان أهالي هذه البلدات الكريمة والشريفة، كانوا بحق حسينيين ولم ‏يكونوا كأولئك الذين بايعوا وخذلوا الحسين عليه السلام في الكوفة لأنه طوال مرحلة تعرض ‏هذه المنطقة للقصف لم يأت سكان جنتا ولا سكان يحفوفا ولا سكان النبي شيت ولا سكان ‏البلدات المجاورة الى حزب الله او الى الحرس ليقولوا لهم ما الذي فعلتموه بنا، دمّرتمونا ‏وهدّمتم منازلنا، نحن نتعرض للقصف وخائفين نحن ونسائنا وأطفالنا، على العكس لم يلق ‏الأخوة الا المزيد من الوفاء والاحتضان من أهالي هذه البلدات الكريمة والشريفة، في هذا ‏القصف استشهد العشرات من الاخوة وجرح المئات، وفي هذا القصف اختلط الدم اللبناني بالدم ‏الايراني، وسقط من الاخوة المدربين الايرانيين من حرس الثورة الاسلامية العديد من الشهداء.

هنا التحق آلاف المجاهدين من كل المناطق اللبنانية وتدربوا وتعلموا، الجيل الاول في ‏المقاومة، الجيل الثاني في المقاومة، الجيل الثالث تقريباً في المقاومة في الحد الادنى المتأكد ‏منه هو الجيل الاول والجيل الثاني كله تدرب في هذه الارض وهذه التلال وهذه الوديان ‏وكثير من هؤلاء الذين التحقوا بمعسكرات التدريب، هنا كثير منهم استشهدوا، والاكثر ما زالوا ‏ينتظرون وما بدّلوا تبديلا.

في هذه التلال التي تحيط بكم لانها تلال ووديان، في هذه التلال ‏والوديان والطرقات والسواقي والانهار وعند كل مغارة وتحت كل شجرة، هناك ذكريات ‏كبيرة وكثيرة يجب أن تجمع وتحفظ.‏

هذه الارض التي نقيم فيها احتفالا الآن كانت ارضا عنوانها معسكر التدريب ولكنها في ‏الحقيقة كانت ارضا للعبادة، للصلاة، للدعاء، للتوسّل، للبكاء، للإرتباط بالله سبحانه وتعالى، ‏هذه الارض كانت ارضا للإعداد والاستعداد والتعبئة المعنوية، كانت ارض الاستجابة لقول ‏الله تعالى: وأعِدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل تُرهبون به عدوّ الله وعدوّكم، هذه ‏الارض كانت ملتقاً لتعارف المجاهدين من كل المناطق اللبنانية وتآخيهم وتحاببهم وتعانقهم.

‏أنا أذكر ليس فقط في الدورة التي شاركت فيها لأنه في الدورات اللاحقة كنا نأتي ونخطب ‏والى حفلات التخريج والحفلات الأخيرة كيف كان يودّع الأخوة بعضهم بعضا بالعناق، ‏بالدموع، بالمصافحة، وداع المحبين الصادقين هنا سالت دموع من خشية الله لانهم كانوا في ‏الخيام يقرؤون الدعاء ويبكون، وسالت دماء في سبيل الله في القصف الاسرائيلي، هنا سالت ‏دموع حزنا للحسين عليه السلام، كانت تُقرأ في الخيام والباحات مجالس العزاء واللطم وسالت ‏دماءٌ في طريق الحسين عليه السلام، ومن هنا خرج رجال الله وصنعوا الانتصارات ‏والمعجزات، نحن بشر طبيعيون – الان هناك اناس في لبنان وفي غير لبنان ممكن ان يتوقفوا ‏قليلا انه بمناسبة معينة المرء ممكن ان يتأثر أو يبكي او تدمع عيناه – لأننا نحن بشر طبيعيون ‏والبشر الطبيعيون يبكون ويضحكون ليس فقط يضحكون، الذين يضحكون ولا يبكون هؤلاء ‏ليسوا بشرا طبيعيين، يتألمون ويفرحون ويحزنون ويبكون، لهم ايضا مناسبات للسعادة والعلاقة ‏التي تكون قائمة فيما بينهم هي على اساس الحب والرحمة وليس على أساس المصلحة ورفيق ‏نصف الطريق ويطعنه في ظهره وهو معه، الانسان الطبيعي هو الذي يعيش هذه القيم وهذه ‏المفاهيم وليس الذي يصبح قلبه أسود وقاسٍ، على كل هذه المعسكرات والمخيمات ‏في جنتا احتضنت هؤلاء، عندما نقول رجال الله نحن لا نتكلم فقط عن – قبضايات- وشجعان ‏وأشداء، نتكلم عن اشداء ولكن ايضا نتكلم عن رحماء، قلوبهم عامرة بالايمان، بالحب، ‏بالأخوة، بالعطف، وبالاحساس بالمسؤولية، لذلك وفي هذا المكان ايضا قادتنا، علماؤنا، إخواننا ‏المجاهدون جاؤوا، انا أتذكر في الحوزة العلمية في بعلبك هذا اذا لم يكن الكل، الاغلبية الساحقة ‏من الاساتذة من الطلاب، من المشايخ التحقوا بهذه الدورات متدربين ليس فقط انهم جاؤوا ‏ليصلوا إمام جماعة ومبلّغين، لا جاؤوا متدربين مثلهم مثل كل الشباب، يركضون ويتسلقون ‏الجبال ويمشون حافين القدمين في البلّان – وياكلو قواس كمان – الان هناك احد الجالسين ‏معكم يتذكر القواس – لذلك لهذا المكان وهذه الارض موقع وجداني وعاطفي وروحي كبير ‏في مسيرتنا وفي مقاومتنا وفي ذاكرتنا، لذلك كان اختيار جنتا، جنتا فيها هذا الحضور، ‏التاريخ، البدايات، اول معسكر، اول دورة، السيد عباس، عوائل الشهداء في البقاع كانوا في ‏القصف الاسرائيلي بعد اشهر قليلة شهر شهرين ثلاثة من قيام المعسكر وكل ما جرى في هذا ‏المعسكر وخرج من هذا المعسكر من ابطال ورجال وشهداء، حسناً نحن نطمح في هذا المعلم ‏الى ان يحتضن، اي الفكرة، نحن نتكلم بالفكرة ولاحقاً الفنانيين والاختصاصيين والمهندسين ‏والرسامين ووو هم وظيفتهم ان يحددوا كيف يترجموا هذا ويقدموه ويستعرضوه بصورة، ‏بصوت، بمشهد، بمنشأة ومكان وخيمة ومجسم وطريق ومعبر ومغارة وهذا اصبح عملهم نحن ‏لا نتدخل عادة بالفنيات. نحن نطمح في هذا المعلم الى ان يحتضن ذاكرة، معسكرات التدريب ‏في جنتا كلها ليس فقط في المكان الجالسين به لاني قلت بأنه كان هناك مجموعة مخيمات في ‏هذه المنطقة وطبعا حركة المخيمات لم تكن فقط هنا، كنت اذهب الى جنتا، يحفوفا، الطريق ‏على يحفوفا كل يوم صباحا رياضة ركض الى هناك والطلعة في الجبل العالي باتجاه النبي ‏شيت وما شاكل، كل ذاكرة هذه المعسكرات في جنتا وما مرّ عليها ومن مرّ عليها، ايضاً ‏نضيف اليها – الان لم يعد الموضوع بجنتا فقط بل سنذهب به الى البقاع كله – كل ذاكرة ‏بقية المعسكرات التي انتشرت في منطقة البقاع، لانه اولا معسكر جنتا لم يعد كافيا، ثانيا ‏تعرض بمواد عديدة للقصف واصبح الافضل هو التوسّع وتقسيم المقاتلين الى مجموعات ‏صغيرة وتم فتح معسكرات عديدة وبالتالي هناك تجاوب أيضاً  في تلك المعسكرات وتاريخ ‏طويل في تلك المعسكرات وايضا تضحيات جسام، اعتقد انا واخواني واخواتي بالبقاع عموما ‏لا ننسى عين كوكب وشهداء عين كوكب والذين كانوا من كل المناطق اللبنانية.‏

كل ذاكرة في البدايات منذ مجيء الحرس الى جنتا هذا كله ممكن ان يكون فيه افلام وصور ‏ويجب ان يوثّق ويجب أن يُحكى والمحفوظ في الصدور يجب ان يقال ويكتب ويسجّل ويتم ‏التعبير عنه، ووصول الحرس أيضاً الى بلدات البقاع اتذكر وقتها تشكيل المقرات للآن لا ‏زال الاخوان في البقاع يقولون المقرّ اي لا يزالون على نفس الادبيات أحيانا ونشاطهم ‏التعبوي في تلك المرحلة كل ذاكرة، تبني أهل البقاع للمقاومة هذا يجب ان نستحضره على ‏جنتا على المعلم، أهل البقاع من الايام الاولى من الساعات الاولى تبنوا هذا الخيار، كانوا ‏مؤمنين فيه ومؤيدين له ومساعدين له وكانوا يعلمون ان هذا له تبعات، لذلك القصف لم يكن ‏فقط على جنتا وانما ايضا على مدينة بعلبك وعلى محيط مدينة بعلبك وعلى مواقع الدفاع ‏الجوي وعلى بقية معسكرات التدريب في منطقة البقاع ووصل القصف الى محيط الهرمل ‏وهذا كله في البدايات قبل التحرير وغير موضوع 2006.‏

احتضان اهل البقاع للمقاومة إيمانهم بهذا الخيار واحتضانهم له وتبنيهم له وأعطوه كل شيء، ‏فلذات اكبادهم، بيوتهم، امنهم، امانهم، راحتهم، مالهم، انا اتذكر في واحدة من السنوات كانت هناك ‏ظروف صعبة ببعض المعارك وذهبنا نجمع تبرعات من البقاع وكان يوجد اناس ليس لديهم ‏المال، كانوا يحضرون بعض الصابون وبعض الكشك والمكدوس، نقول لهم يا اخي نحن على ‏الجبهة فيقول يا اخي هذا ما لديّ! كنت انا اقول للأخوة هذه الصابونة وهذه الليرة وحبة ‏المكدوس تلك تساوي ملايين الدولارات لان هذه بنية صافية، كل ما لديهم قدموه لك ولو ‏عندهم اغلى من ذلك كانوا قدموا لك اغلى من ذلك، هذا كله يجب ان يجمع، كل ذاكرة ما ‏تعرضت له المنطقة من قصف اسرائيلي  تتذكرون مدينة الامام الصدر، سيارة درك بعلبك، ‏ثكنة الامام علي ولاحقاً اصبحت ثكنة الشيخ عبدالله وسقوط اعداد كبيرة من الشهداء وما ‏تعرّضت له من سيارات مفخخة نتيجة هذا الخيار سواء في سوق بعلبك او على مدخل رأس ‏العين امام مقر محبي الشهادة وما شاكل، كل هذه الذاكرة والحوادث والتفاصيل يجب ان ‏نستحضرها، ايضا ذاكرة احتضان البقاع لبقية المقاومين الذين جاؤوا من مختلف المناطق ‏اللبنانية لانها هي اصبحت القاعدة الخلفية، المناطق كلها اغلبها تحت الاحتلال، الامن، ‏الامان، التدريب، معسكرات، جلسات، تخطيط، دعم لوجستي، لقاءات، اجتماعات، اذا  ‏كان هناك احد يريد ان يتنفس كان يأتي الى البقاع، هذا ايضا له تاريخ طويل، طبعا هذه ‏المسؤولية تراجعت عندما حدث الانسحاب عام 1995 وتحررت بيروت والضواحي وصيدا ‏وصور والنبطية وكل هذه المناطق خفّ الضغط عن البقاع، والا كل الضغط في السنوات ‏الاولى هو على منطقة البقاع، حضور ابناء البقاع في كل محاور المقاومة في البقاع الغربي ‏وفي الجنوب وفي كل الجبهات هذا ايضا يجب ان نستحضره، الشهداء الجرحى الاسرى ‏التضحيات، ايضا هذا المعلم يجب ان يضم ذاكرة التحرير الثاني التي تطل بعد أيام قليلة ‏الذكرى السنوية لهذا العيد للتحرير الثاني التي كانت بلدات بعلبك الهرمل هي الخط الامامي ‏والجرود والسلسة الشرقية هذه الذاكرة يجب ان تحفظ طالما انها ما زالت طرية وحديثة يجب ‏ان لا تُنسى ويجب ان لا تضيع، إضافة الى ما يتصل بالمقاومة عموما. ‏

الان ان شاء الله هذه الفكرة العامة وكيف يتم التعبير عنها بطريقة فنية ومشوّقة وجذّابة قلت ‏هذه مسؤولية الجهات المتخصّصة والجهات الفنية. لجهة العلم حتى لا يتم القول لاحقا عمّرتم ‏على ارض الغير ومشاعات بلدية ومشاعات دولة ووو، نحن منذ سنوات حيث كنا نخطط ‏لشيء من هذا النوع،

اشترينا مساحات واسعة جداً من الأراضي الموجودة في المعسكرات ومحيط المعسكرات، قد يحتاج الإخوة إلى شراء بعض المساحات أيضاً – نتمنى من أصحابها التسهيل والتوصية بنا – وإن شاء الله هذا المعلم سيقام كله على أُسس قانونية، يعني يُأخذ رُخصة قانونية والأبنية قانونية ويكون معلم قانوني وهذا طبعاً له فوائد جمّة.

هذا فيما يتعلق بجنتا له ملحقان، نحن نطمح أنه عندما يُنشأ معلم جنتا للسياحة الجهادية أن يفتح الباب أمام أمرين ويُشجع على أمرين، الأمر الأول هو السياحة الدينية، لأنه نحن هنا في الحقيقة نفكر بهذا المثلث، جنتا – يحفوفا – النبي شيت،  عندما نتحدث عن السياحة الدينية، في بلدة النبي شيت يوجد مقام معروف ومشهور   مقام النبي شيت عليه السلام وهو مقام معروف ومشهور منذ مئات السنين، لا أحد يقول مستحدث منذ عدة سنوات ويُناقش وله أصل أو ليس له أصل، بالنهاية هذا مقام مبارك ومشهد مقدس قديم وإحدى الوثائق كما ذكر بعض المحققين تعود في تاريخها إلى ما قبل 518 هـ، يعني 1124 م، يعني نتحدث من قبل 900 سنة بالحد الأدنى، هو موجود قبل ولكن هناك وثيقة تاريخية خطية قديمة تتحدث عن وجود هذا المقام وهذا الضريح وزوار وأوقاف ومنذ مئات السنين هذا المشهد وهذا المقام وهذا الضريح يُزار من قبل مختلف الطوائف الدينية في لبنان وفي المنطقة، يُقدموا له نذورات وشاهدوا خلال مئات السنين كرامات وما شاكل، من الملفت جداً وهذا شاهد مشجع بالحقيقة أنه قبل ما يزيد على 400 سنة، بين 400 و 500 سنة، تعرفوا كان أكبر مراجع الدين الشيعة في بلاد الشام بل في العالم الشيعي كان الشيخ زين الدين بن علي الجباعي المعروف بالشهيد الثاني من أعاظم فقهاء الشيعة وكان وقتها المرجع الأول في بلاد الشام عموماً وأيضاً في كل العالم الشيعي، وما زال معروفاً إلى الآن، كتبه ومؤلفاته وآراؤه تناقش وتدرس، مواليد 911 والشهادة 965 هـ، بالميلادي 1505 الولادة و1558 الشهادة، يعني نتحدث عن أكثر من 400 سنة، الشهيد الثاني رضوان الله تعالى عليه جاء إلى بعلبك من جباع ودرس في بعلبك في المدرسة الدينية هناك، طبعاً عند إخواننا أهل السنة الكرام وبقي قرابة السنتين وكان يدرس على المذاهب الخمسة، المذاهب الأربعة المعروفة إضافة إلى المذهب الجعفري، وفي عودته من بعلبك إلى جباع مرّ على مشهد – هو يكتب بخط يده، هذا موجود في سيرته الذاتية التي كتبها هو – مرّ على مشهد نبي الله شيت وتعبد هناك وإلتجأ إلى الله سبحانه وتعالى هناك لأنه كان يعيش في ظروف صعبة جداً وقاصية جداً. إذاً لدينا هذا المقام الديني الشريف المبارك.

أيضاً لدينا مرقد سيد شهدائنا الشهيد السيد عباس الموسوي رضوان الله عليه وعلى زوجته أم ياسر ونجلهما حسين، والسيد عباس وأم ياسر كانت كذلك، السيد عباس كان مؤمناً مجاهداً تقياً ورعاً خالصاً مُخلِصاً مُخلَصاً، واقعاً الإنسان يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بزيارة ضريحة ومرقده الشريف.

عندنا هذا التراث الديني العميق والقوي أيضاً في هذه الدائرة، في هذا المثلث، نحن نطمح أيضاً أن يفتح ذلك باب السياحة الترفيهية، السياحة السياحية، لا أعرف ما تسمونها، أنا أعرف الجهادية والدينية ولكن عندما نصل إلى ترفيه نضيع لأنه مسجونين، السياحة المعروفة، لأن العالم عندما تأتي إلى معلم جنتا إن شاء الله مثل ما يحصل بمليتا، بالنهاية يأتون قبل الظهر أو الظهر أو بعد الظهر هذا أدى إلى أن يُفتح مطاعم وأماكن استراحة وأماكن استقبال وهنا المناخ بالمنطقة مناخ هواء نقي ومياه لذيذة – لأني قد تذوقتها كثيراً – وأشجار باسقة ما شاء الله وإن شاء الله يُعمل ضمن المشروع على تشجير بقية التلال والوديان والمنطقة، هذا سيكون جزء من المشروع، فهذا يفتح باباً للجانب الاقتصادي، يعني يفتح هذا المعلم لحياة روحية وحياة جهادية وحياة دينية وحياة اقتصادية أيضاً، والناس الذين تحملوا كل هذه السنين، أهالي جنتا، أهالي يحفوفا، أهالي المنطقة إن شاء الله أن يكون بسبب هذا المعلم هناك تعويض يبارك لهم عن صبرهم وتحملهم خلال كل السنوات الماضية ببركة دماء الشهداء والجرحى والتضحيات على هذه الأرض.

بطبيعة الحال المعلم يحتاج إلى وقت سيتم إنشاؤه على مراحل، مثل ما حصل بالمعالم الأخرى، يعني لا أحد يستعجل على الإخوان بعد عدة أشهر ويقول لهم أين أصبحتم انتهيتم أو بعد؟ طبيعة هذا النوع من العمل أنت لا تعمر بناء عادي، بالنهاية هناك تخصص وجانب تقني والجدوى وسيأخذ معنا بعض الوقت، التمويل إن شاء الله الله سبحانه وتعالى يُيسر، بالتجربة هذا النوع من المشاريع عندما تكون لله وفي عين الله عز وجل الله سبحانه وتعالة يُيسر أمرها بسهولة، بالتأكيد نحتاج إلى تعاون مع بلديات المنطقة، مع الاتحاد البلدي، مع الأهالي، مع الوزارات المعنية لأن نقطة الضعف الأساسية، الإخوان قدموا لي دراسة نقاط القوة لانتخاب جنتا للمعلم ونقاط الضعف، هناك نقطة ضعف أساسية هي الطرقات الموصلة، أنها بعيدة قليلاً، بعيدة ليست مشكلة فكل شيء بعيد، لكن الطرقات ضيقة وإن شاء الله عندما يحصل بركة وحضور وإقبال هذا الأمر سيتزامن مع إنشاء المعلم، يعني مثل ما نتحدث عن التشجير يجب أن نتحدث عن الطرقات حتى يكون معلم كامل الأوصاف ومهيأ لتحقيق الأهداف المرجوة منه.

أتحدث بكلمتين سريعتين بالموضوع السياسي ونختم أخيراً بموضوع وضع الحجر الأساس، نقطتين ثلاثة سريعات، النقطة الأولى، اليوم أصبح لنا أسبوع عشرة أيام تقريباً كلام كثير عن موضوع الاتفاق النووي الايراني والعودة إلى الاتفاق والإخوة بإيران ردوا جواب على الأوروبيين والأميركان ما زالوا يدرسون الرد الايراني، وهبّة باردة هبّة ساخنة، يعني ساعة الأجواء ايجابية وساعة الأجواء سلبية، مثل قصة ترسيم الحدود البحرية عندنا، في كل الأحوال أنا لن أتحدث عن الاتفاق النووي الايراني، لكن أريد أن أقول بلبنان للأسف الشديد كل الذين يقاربون لأنه نحن بعد أيام قليلة عندنا استحقاق مهم له علاقة بترسيم الحدود البحرية وله علاقة بموضوع استخراج النفط والغاز وله علاقة بكاريش وما أدراك ما كاريش، في لبنان جالسين يحللون وينظرون ويكتبون مقالات والعين على فيينا، يربطون كل شيء بالاتفاق النووي، يمكن الاسرائيلي يربط شيء بالاتفاق النووي، يمكن الأميركي يربط شيء، لكن نحن ليس عندنا شيء يرتبط بالاتفاق النووي، الذي سأقوله اليوم أن هناك أناس ماذا يفترضون؟ أنه إذا وقع الاتفاق النووي حزب الله في لبنان كل شيء قاله بموضوع الحدود البحرية والنفط والغاز وكاريش سيغض النظر وليس هناك شيء، هذه “الهيصة” كلها و”الهياهو” والضجيج هذا من أجل الاتفاق النووي وليس من أجل الحدود البحرية. يوجد أناس عقولهم تظهر كبيرة ولكن في هذه النقطة ‏عقولهم صغيرة كثيراً، ما أريد أن أقوله هو أن موضوع الحدود البحرية وكاريش ‏والنفط والغاز والحقوق اللبنانية التي تطالب بها الدولة اللبنانية لا علاقة لها بالإتفاق ‏النووي لا من قريب ولا من بعيد، سواء وقع، وهنا الجملة الاساسية، سواء وقع من ‏جديد الاتفاق النووي الايراني أو لم يوقّع، إذا جاء الوسيط الأميركي وأعطى للدولة ‏اللبنانية ما تطالب به ذاهبون إلى الهدوء، سواء وقّع الإتفاق النووي، أو لم يوقّع،  ‏لأنه يوجد من يفترض أيضا أنه إذا لم يوقع الإتفاق النووي فإن حزب الله والمقاومة ‏سوف يأخذون البلد إلى التصعيد، هذا أيضا قلة عقل، مع إحترامي لهم، ولذلك أقول ‏سواء وقع الإتفاق النووي أو لم يوقع، إذا قدّم للدولة اللبنانية ما تطالب به نحن ‏ذاهبون إلى الهدوء، وسواء وقع الإتفاق النووي أو لم يوقع، إذا لم يعطى للدولة ‏اللبنانية ما تطالب به نحن ذاهبون إلى تصعيد، يعني حتى لو حصل الإتفاق النووي ‏وعادوا وجلسوا ووقعوا الأميركيون والاوروبيون والصين وروسيا وإيران والكون ‏في الدنيا والعالم، بعض الإخوان يتذكرون هذه الأدبيات، هذه من مزحات السيد ‏عباس أو من المزح مع السيد عبّاس، لو كل الكون إجتمع على الإتفاق النووي ‏ومضى ووقع وسلكت الأمور لكن نحن هنا لبنان لم يحصل على حقوقه التي تطالب ‏بها الدولة اللبنانية هذا يعني أنه نحن ذاهبون إلى التصعيد وإلى المشكل، وهذا هو ‏سيكون على كل حال الإمتحان الأساسي الذي يجب أن ينهي النقاش للذي لا زال ‏لديه منطق وإستدلال ومكان للإيجابية، ولكن ” من مقفّل مقفّل على الإتهام” هذا لا ‏تستطيع أن تفعل له أي شيء، هؤلاء أصلا نحن خارج دائرة الإهتمام، ولكن هذه ‏هي النقطة الاولى، إذا العين، عين اللبنانيين يحبون أن يضعوها على فيينا، ليس ‏في ذلك مشكلة، ولكن بالنهاية بالعودة إلى الإتفاق النووي حدث مهم، وعدم العودة ‏حدث مهم، لكن العين يجب أن تكون على كاريش وعلى الحدود اللبنانية وعلى ‏الجنوب اللبناني وعلى شمال الكيان، العين على الوسيط الأميركي الذي إلى الآن لا ‏يزال يضيّع الوقت، ووقته ضاق، هذه أول نقطة.

النقطة الأخرى هي أيضا لبنانيا ‏يوجد بطولة عالمية في الفنون القتالية المختلطة في أبوظبي، بإعتبار التطبيع هناك ‏يعمل بشكل طبيعي، حدث أن تكون نوبة شاب لبناني عمره 15 سنة اسمه المحترم ‏شربل أبو ضاهر، تُخرج النوبة مقابله إسرائيلي، فيُحجم  وينسحب من المسابقة، ‏هذا عنوان من عناوين المقاومة، هذا موقف وطني وموقف بطولي، هذا موقف نحن ‏الشعب اللبناني كلنا يجب أن نفتخر به، وهذا يعني أن المقاومة هي عابرة  ‏للطوائف بكل ما للكلمة من معنى، وهذا شكل من اشكال رفض شعوب منطقتنا ‏للتطبيع، التطبيع إرادة بعض الأنظمة، إرادة الأميركيين والإسرائيليين، أما شعوبنا ‏فليس لديها إرادة التطبيع، على كل حال آخر إستطلاعات الرأي التي قامت بها ‏مؤسسات أميركية موالية لإسرائيل، لأنه كان هناك الكثير من الكذب والتضليل ‏خلال السنوات الماضية وتقديم إستطلاعات رأي كاذبة تتكلم عن 60 و70 و80 % ‏من قبول للتطبيع وعلاقات طبيعية مع إسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية مع ‏إسرائيل تبين أن هذا كله صنع الأنظمة، عندما ذهبوا إلى الناس، الناس وجدوا أن ‏هناك نسبة متدنيّة جدا تؤيد التطبيع والنسبة الاعلى جدا هي ما زالت تنظر وستبقى ‏تنظر إلى إسرائيل على أساس أنها كيان غاصب محتل لفلسطين وعدو لكل شعوب ‏هذه المنطقة، لذلك أيضا في مناسبة معلم المقاومة في جنتا نتوجه إلى هذا الشاب ‏إلى شربل، إلى عائلته الكريمة لنعبّر لهم نحن في المقاومة عن إفتخارنا بموقف ‏نجلهم الوطني والإنساني والأخلاقي الشريف.

النقطة التي تليها، الدولار الجمركي، ‏نريد أن نناشد رئيس الحكومة، يمكن القرار لم يوقع بعد، فخامة رئيس الجمهورية ‏لأنه لا يوجد حكومة اليوم، إذا قال قائل بأن الحكومة أخذت القرار، لا يوجد حكومة ‏تأخذ القرار، هذه حكومة تصريف أعمال، القصة سوف تذهب على مرسوم على ما ‏يبدو، يعني سوف يوقعه وزير المالية ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، نحن ‏سوف نعبر عن موقفنا أن هذا المبلغ 20 الف ليرى قفزة كبيرة ومضرّة، ومؤذية، وغير ‏مناسبة، نحن نتفهم أن الدولار الجمركي لا يبقى 1500، هذا صعب على الدولة ‏لأنه في النهاية الجمارك هي من موارد أن يدخل شيء إلى الخزينة وهي تشكل أحد ‏أشكال تمويل الموازنة التي تناقش الان في المجلس النيابي، ولكن من 1500 إلى ‏‏20000 ضربة واحدة بهذه الطريقة خصوصا أنه حتى الآن النواب يناشدون ‏المعنيين بأن يقدموا لهم عرضاً لأضرارها، كله كلام عام، قبل أن يؤخذ أي قرار ‏يجب أن يكون هناك دراسة حقيقية وواقعية على تداعيات هذا الأمر.

النقطة التي ‏تليها، نؤكد على أهمية مواصلة الجهد لتشكيل الحكومة، حكومة فعليّة، حكومة كاملة ‏الصلاحيات، حصل حراك في الأيام القليلة الماضية وأرجو أن لا يتوقف، ندعو ‏إلى مواصلة هذا الجهد للتوصل إلى تشكيل حكومة حقيقية وفعليّة.

النقطة الأخيرة ‏قبل الختام، في موضوع ما حصل على سلمان رشدي في إحدى مدن الولايات ‏المتحدة الاميركية هو حدث مهم جدا، لكن لن أعّلق عليه الآن، لأننا ما زلنا نحتاج ‏إلى بعض المعلومات ولبعض المعطيات وبعض التفاصيل وعندما يكتمل المشهد ‏لدينا بالتأكيد هناك حاجة ملحة وأكيدة أن يكون لنا موقف من هذه الحادثة المهمة، ‏هذا ما أحببنا ان نتكلم به اليوم لا نريد أن نطيل عليكم أكثر من ذلك، أنا معتاد أن ‏أتكلم ساعة أو ساعة وثلث ساعة ونصف اليوم إنتهينا باكرا، أن لا أعرف إن كان ‏الطقس حارا عنكم أو جيد لا أعرف، لا أريد أن أثقل عليكم أكثر من ذلك، في كل ‏الأحوال أنا كان واجبي أن أكون بينكم، كان يشرفني أن أكون معكم وإلى جواركم، ‏لكن الظروف المعروفة، إن أولى الناس بمعسكر جنتا وبأن يضع الحجر الأساس ‏لهذا المعلم الجهادي السياحي الذي سيحفظ هذه الذاكرة التاريخية هو أخونا الكبير ‏والعزيز وختيارنا الأخ السيد أبو هشام، السيد أبو هشام، السيد حسين الموسوي ‏حفظه الله، لذلك أنا أدعوه وأرجوه أن يتقدم، نريد أن نزاحمه ونعذبه اليوم مثل ما ‏سلمت أن تعود وتستلم يا سيد، موفقون إن شاء الله ومتباركون ويعطيكم ألف عافية ‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ‏

 

لمشاهدة الفيديو