في البلدِ المحاصرِ اهلُه بكلِّ انواعِ الازماتِ المفتعلة، حوصرَ بسام الشيخ حسين بينَ المرضِ والجوعِ ووديعتهِ، محتجزةٍ في احدِ البنوك، فشهَرَ سلاحَ الغضبِ واقتحمَ احدَ المصارفِ في بيروتَ محتجزاً عدداً من الموظفينَ والمواطنينَ المظلومينَ مثلِه، سبيلاً للوصولِ الى اموالِه التي يحتاجُها لعلاجِ والدِه ..
هو تعنتُ المنظومةِ المصرفيةِ وادواتِها السياسيةِ التي رَفضت علاجَ هذه المعضلة، فاَقدمت على اكبرِ سرقةٍ في تاريخِ لبنان، وحوَّلت شريحةً كبيرةً تملكُ اموالاً من جنا عمرِها الى فقراءَ او متسولينَ على ابوابِ البنوك. فكانت رسالةُ بسام قاسيةً شكلاً ومضموناً، اَظهرت حالَ اليأسِ التي وصَلَها هؤلاء، فيما نَجَحت هذه المنظومةُ بضربِ الناسِ بعضِهم ببعض، ووَضعوا الامورَ على حافةِ الخطرِ الشديد..
ارادَ بسام المالَ لعلاجِ والدِه، لكنْ ماذا تريدُ هذه المنظومةُ بعدُ لِتَعِيَ خطورةَ ما تقومُ به؟ وكيفَ السبيلُ لعلاجِها وعلاجِ جَشَعِها وسياسةِ حاكمِها؟ اَلا يكفيها انكاراً وتعجرفاً بدلَ الذهابِ فوراً الى حلولٍ ولو تدريجيةً لاموالِ المودعين؟
في تدرجِ الازمةِ حَلَّت العتمةُ ثانياً اليوم، ومن عمقِها كانَ الخبرُ العراقيُ عن تمديدِ الاتفاقِ لاعطاءِ مادةِ الفيول للبنانَ معَ زيادةِ مليونِ طن هبةً اضافيةً كما اعلنَ رئيسُ الوزراءِ العراقيُ مصطفى الكاظمي باتصالٍ معَ المديرِ العامّ للامنِ العام اللواء عباس ابراهيم ..
اما الخطوطُ التي تُوصلُ الى النفطِ اللبناني في البحرِ فلا يزالُ يُعملُ عليها بجديةٍ كما قالَ نائبُ رئيسِ مجلسِ النواب الياس بو صعب، الذي جددَ انه ليس لدينا ولا لدى الطرف الآخرِ ترَفُ الوقت..
وفي التوقيتِ اللبناني الملحِّ كانَ لقاءُ رئيسِ الحزبِ التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط معَ المعاونِ السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل ورئيسِ وحدةِ التنسيقِ والارتباطِ في الحزب الحاج وفيق صفا. لقاءٌ اتسمَ بالودِ والصراحة، حَيَّدَ النقاطَ الخلافيةَ كما قال جنبلاط، وناقشَ في المساحةِ المشتركةِ للوصولِ الى قواسمَ مشتركةٍ بحسَبِ الخليل، والجلساتُ مفتوحةٌ وللنقاشِ تتمة..
في الجنوبِ زينبيةٌ أتمت كلَّ سِنِيِّ الجهادِ وقَدَّمت على مذبحِ الوطنِ ثلاثةَ شهداء، انها والدةُ فاتحِ عهدِ الاستشهاديينَ احمد قصير الحاجة فوزية حمزة التي اَسلمت الروحَ اليومَ كاجملِ الامهات، مُكلَّلةً باجملِ الاوصاف: أمُّ المجاهدينَ والشهداء..
المصدر: قناة المنار