وصلاً لليلة العاشر من محرم الحرام، ووصولاً لنهاره، لم ينَم المسلمون الذين أحيوا ليالي عاشوراء العشر.
بكل خشوع وشعور بألم المصاب، راحت القلوب تندب سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)، بين التلاوة والقراءة والاستماع، مضت الليالي العشر، وفي صباح العاشر من محرم الحرام، بدأت تلاوة المصرع.
العيون الدامعة والقلوب المحزونة على مصاب المسلمين هذا، هي من تولّت الحديث ورسمت المشهد المؤثر لأُناس متأثرين بصدق لِما ألّمَّ بإمامٍ عاش مظلومية لن تُمحى عبر التاريخ، ومهما مرت العصور.
نعم انتصر الدم على السيف، فما زال أنصار الإمام السيد الحسين (عليه السلام) مستمرون في هذه الحياة، وما تزال الأجواء المليئة بالحزن لمصابهم ولا زال الامام الحسين عليه السلام حياً بقيمه وتعاليمه وبما حققته هذه الثورة من نصرة واستمرار لدين الاسلام.
في مقام السيدة زينب (عليها السلام) انهالت دموع الآلاف بمسيرة العاشر، حيث اجتمع المسلمون من جنسيات عربية واسلامية عدة، مشكلين اجتماعاً كبيراً، أصواتهم تعلوا بنداء “يا أبا عبد الله الحسين” وأكفّهم مرفوعة نحو السماء بالدعاء واللطم، والمنشدون لسيرة المصرع كما لو أنهم يتكلمون بحبال صوتية تتعلق بالسماء طلباً من الله تخفيف وقع المصاب عن قلوبهم وعن إمامهم، ملتفين نحو الإمام الحسين (ع)لا يبرحون ذكره والبكاء عليه.
من سوريا ولبنان والبحرين والعراق وعُمان والكويت وإيران، ومن الهند وأفغانستان وباكستان وحشد من المسلمين شباباً وشيباً، رجالا ونساءً، جاؤوا حاملين في قلوبهم كل مشاعر الإخلاص والولاء لسبط رسول الله (ص) وأهل بيته، ملبين نداء العاشر من محرم الحرام.
المصدر: موقع المنار