في 16 تموز عام 2008، وعند الساعة التاسعة والنصف صباحاً، بدأ بتنفيذ المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى بين حزب الله والكيان الصهيوني، والتي أطلقت عليها قيادة المقاومة الإسلامية تسمية “عملية الرضوان”، حيث تم تسليم جثتي الجنديين الإسرائيليين الأسيرين مارك ريغيف وإيهود غولد فاسر، إلى “الصليب الأحمر الدولي” عند نقطة رأس الناقورة الحدودية بين لبنان وفلسطين المحتلة.
في موازاة ذلك، كانت سلطات الاحتلال قد نقلت عند الخامسة فجراً الأسرى اللبنانيين الخمسة وعلى رأسهم عميد الأسرى الشهيد القائد سمير القنطار، وماهر كوراني، وحسين سليمان، وخضر زيدان، ومحمد سرور، من سجن “شطة”، إلى النقطة المحدّدة، تمهيداً لتسليمهم إلى الوسيط الدولي، الذي سيسلمهم بدوره إلى حزب الله.
منذ 12 تموز 2006، حتى 16 تموز 2008، بقي مصير الجنديين مجهولاً، حتى لحظة التبادل؛ رغم الحرب التي دارت 33 يوماً لأجل استعادتهما، والضغوطات المختلفة التي مورست على حزب الله لكشف مصيرهما.
سنتان من المفاوضات غير المباشرة، أدارها بصلابة ومتابعةٍ دقيقة القائد الجهادي الكبير الشهيد مصطفى بدرالدين (السيد ذوالفقار). تمكّن في محصلتها من إبرام الصفقة على مرحلتين، “أوهم” خلالها الوسيط الألماني أن أحد الجنديين لا زال حيّاً. تابوتان أسودان ضمّا جثتي الجنديين، شكّلا صدمةً للمفاوض وكيان العدو ــ بمختلف شرائحه ــ في آنٍ معاً. قضت المرحلة الأولى بعودة القنطار ورفاقه، مقابل تسليم الجنديين.
أما في الثانية، وتحديداً في 17 تموز 2018، بدأ بتنفيذ المرحلة الثانية من العملية، حيث تم تسليم حزب الله 12 جثماناً، بينهم ثمانية لمقاومين استشهدوا في حرب تموز 2006، إضافةً إلى جثامين مجموعة الشهيدة دلال المغربي، إضافةً إلى 190 جثماناً آخراً، من مختلف الجنسيات العربية، تم نقلهم إلى بيروت، عبر أوتوستراد صور ــ صيدا ــ بيروت.
المصدر: موقع المنار