صدر عن “فنيي مصلحة الأرصاد الجوية” في المديرية العامة للطيران المدني، بيان استهل بشكر المدير العام للطيران المدني على “التعاون والجهود التي بذلها لمحاولة إستنباط الحلول لمعالجة أوضاع الموظفين المزرية لتمكينهم من الإستمرار في العمل”، مشيرا الى انه “رغم الظلم اللاحق بفنيي مصلحة الأرصاد الجوية (الحاصلين على شهادات من منظمات دولية وعالمية)، سواء على مستوى الترفيع والترقية أو التدريب والتطوير والتمييز، إلا أنهم دأبوا على العمل ليلا ونهارا بالمناوبة على مدى 24 ساعة متواصلة على مدار السنة من دون عطل رسمية ولا حتى عطل قسرية ( أكان بسبب جائحة كورونا أو أعمال الشغب وقطع الطرق.). بذلك يؤمن الموظف عشرة أيام عمل كاملة شهريا بمعدل 140 ساعة عمل نهارا ( لقاء أساس راتب 80$)، ومئة ساعة عمل ليلي مرهق جسديا ونفسيا وبغياب أي تغطية صحية (لقاء 70$ شهريا). بينما كان يمكن لأي موظّف تقاىي آلاف الدولارات في أي من الدول المجاورة. ذلك كله في الوقت الذي يتقاضى فيه الموظف الاداري في القطاع العام راتبه كاملا مقابل 6 إلى 12 ساعة عمل أسبوعيا.
فموظف الأرصاد يؤمن كافة الخدمات المتعلقة بأحوال الطقس (لبنان والجوار)، البيئة والمناخ وسلامة الطيران، وتسيير أهم مرفق عام في لبنان يضخ ملايين الدولارات للشركات على حساب صحة الموظفين الفنيين الذين يتقاضون رواتب زهيدة بالليرة اللبنانية من دون بدل نقل منذ ما يزيد عن أربعة أشهر، فيما موظّوي الشركات العاملة في المطار يتقاضون رواتبهم بالدولار الأميركي، كما أن بدل التعويض عن الساعات الليلية والإضافية للفنيين تآكل بأضعاف مضاعفة، فضلا عن تأخره لشهور وسنوات وخسارته 97 في المائة من قيمته الشرائية، ليتم بعدئذ تقاضيه بموجب مصالحة متآكله آلاف المرات، فبات لا يؤمن بدل نقل أو علبة دواء لمعالجة تداعيات سهر الليل المرهق”.
أضاف البيان :”كما يكافح الموظفون كي يجدوا حلولا للعيش بالحد الأدنى وتأمين سير العمل في مطار رفيق الحريري الدولي، والقدرة على ممارسة مهامهم الوظيفية ليلا نهارا، فضلا عن أعمال كانوا قد كلفوا بها مجانا بالإضافة لعملهم الأساسي بسبب حالات الإحالة على التقاعد والوفاة، ما نتج عنه نقصا فادحا وحادا في عدد الموظفين (نقص بلغ 72 في المائة، ويقوم 28 في المائة الباقون بالمهام المطلوبة) ما زاد الضغط النفسي على الموظفين وأجبرهم على الإستقالة أو اللجوء للهجرة أو الإستيداع أو الوضع المؤقت خارج الملاك لتأمين لقمة العيش”.
وتابع البيان :”وبعد التواصل المستمر مع المدير العام على مدى شهور، وتأجيل التحرك الذي كان مقررا ليل الأربعاء بتاريخ 15/6/2022 نزولا عند رغبته وإفساحا له في المجال والوقت الكافي لتحقيق الوعود بالمطالب وإنتظار ما ستؤول إليه جهوده، إلا أن الظروف المأسوية حالت دون تحقيق ذلك.
رغم أننا على دراية بان لبنان هو عضو مؤسس في منظمة الطيران المدني الدولي – الايكاو التي هي جزء من وكالات الأمم المتحدة التي تعنى بشؤون الطيران المدني الدوليّ، وانطلاقا من أحكام اتفاقية شيكاغو للطيران المدني الدولي التي جعلت منها المرجع الأول في شؤون الطيران المدني الدولي والناظم للطيران المدني الدولي، تصدر القواعد القياسية وأساليب العمل الموصى بها الآيلة إلى توفير سلامة الملاحة الجوية وانتظام وفعالية النقل الجوي بشكل آمن وسليم.
وكما أننا نعي بأن توقف أي خدمة من خدمات المطار تجعله غير مستوفي الشروط الفنية للسلامة الملاحية، وتكون لها عواقب وخيمة على سلامة حركة الطيران في لبنان، إلا أن واقعنا المعيشي المرير بات أكبر من قدرتنا على القيام بمسؤولياتنا الوظيفية في ظل غياب أية إجراءات من قبل الجهات المعنية لمواجهة هذا الوضع المزري.
لذلك نجد أنفسنا مرغمين لا راغبين بالغياب القسري والتوقف عن العمل بدءا من صباح يوم الإثنين 18 تموز 2022 والى حين تأمين الحد الأدنى من العيش والإستمرارية”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام