يوقع الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته الى الكيان الصهيوني مع رئيس وزراء الاحتلال يائير لابيد بيانا مشتركا يعرف باسم “إعلان القدس”، ذلك وفق الاعلام العبري، هذه الوثيقة التي لم يتم الكشف عنها حتى الان بالرغم من الأعداد لها منذ أشهر عدة، حيث تتمحور حول ثلاثة نقاط رئيسية اولها الملف النووي الايراني والاتفاق، حيث ذكر مصدر أمني رفيع المستوى في الكيان الصهيوني أن التزام الولايات المتحدة بعدم السماح لإيران بالحصول على الأسلحة النووية، واستغلال كافة مكونات “القوة الوطنية للدولتين” لمنع إيران من الحصول على الأسلحة النووية هو جزء لا يتجزأ من هذه الوثيقة، وكان لابيد، قال في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية، إن الرئيس بايدن، الذي سيهبط في إسرائيل اليوم الأربعاء، هو أحد أفضل الأصدقاء الذين امتلكتهم إسرائيل منذ تأسيسها، في الحلبة السياسية الأميركية، وهو من قال عن نفسه: “لكي تكون صهيونياً لا تحتاج بالضرورة لأن تكون يهودياً، فأنا صهيوني”. وأوضح لابيد أن “هذه الزيارة ستتناول المخاطر والفرص على حدّ سواء. وستتركز المناقشات في الدرجة الأولى على الملف الإيراني. لقد تمَّ الكشف عن خبر مفاده استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم من خلال أجهزة طرد مركزي متقدمة، وهو ما يتنافى بشكل مطلق مع الاتفاقيات التي أبرمتها. يجب أن يكون الرد الدولي حازماً، بمعنى العودة إلى مجلس الأمن وتطبيق آلية العقوبات بأشد قسوتها. ومن جانبها، تحتفظ إسرائيل بحقها في حرية العمل الكاملة، دبلوماسياً وعملياتياً، في كفاحها ضد البرنامج النووي الإيراني”. وبهذه المناسبة، تابع لابيد، “أشكر مجدداً الرئيس بايدن على عدم قيام الولايات المتحدة برفع العقوبات عن حرس الثورة الإيرانية، علماً بأن إيران تقف وراء حزب الله، وتدعم حماس”.
وبالرغم من موقف يائير لابيد الا ان التشاؤم كان بارزا في تصريح رئيس مجلس الأمن القومي سابقاً، اللواء احتياط يعقوب عميدرور، أن الاتفاق النووي مع إيران لم يكن جيداً في العام 2015، والآن ليس فقط هو غير جيد، بل غير ذي صلة، لذلك فإن العمى الأميركي في موضوع النووي الإيراني ليس أمراً جديداً، وهو مستمرٌ منذ سنوات طويلة، والأميركيون لا يريدون العمل، ويحاولون تجاهل الواقع. وأضاف عميدرور في مقابلة مع القناة الـ 12، إن المنطق الإيراني هو استغلال الوقت من أجل التقدم برعاية الاتفاق، وهم حالياً يقومون بذلك حتى من دون اتفاق، معتبراً أن أسوأ تفصيل من ناحية العالم وإسرائيل هو دمج إيران بشكل كامل لأجهزة الطرد المركزي (في فوردو)، ولأنها أسرع، فإنَّ وقت التخصيب أقصر، ويمكن الوصول إلى تخصيبٍ متطورٍ بسرعة كبيرة. ورأى عميدرور أن الأميركيين لن يغيّروا موقفهم في الموضوع الإيراني، ولذلك لن يستمعوا إلى إسرائيل ولا إلى السعودية، وسيتوجهون إلى الاتفاق (النووي).
بالإضافة لذلك فان النقطة الثانية في اعلان القدس هي تثبيت بند الحفاظ على التفوق النوعي للكيان الصهيوني في المنطقة والتزام الولايات المتحدة بحماية وتعزيز قوة الكيان لكي تتمكن من الدفاع عن نفسها من كافة التهديدات ومن تهديدات أخرى مختلفة ونقطة أخرى ستدخل الى هذه الوثيقة وهي التزام الدولتين بتعزيز عملية التطبيع مع الدول العربية بالشرق الأوسط. وفي هذا السياق عنوان يتعلق في نهاية زيارة بايدن للسعودية حيث قالت مصادر عبرية ان التغيير بالشرق الأوسط سيحدث فقط عندما تدخل السعودية لدائرة الدول التي قامت بالتطبيع مع الكيان الصهيوني وقد كان لافتا تصريح رئيس الحكومة السابق، ورئيس المعارضة الحالي بنيامين نتنياهو، حيث قال أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، كان له دور في “الاتفاقيات الإبراهيمية”. وقال نتنياهو في بيان سياسي لوسائل الإعلام في الكنيست: “أودّ الإعراب عن تقديري لوليّ العهد السعودي، على إسهامه في انجاز أربعة اتفاقات سلام تاريخية حققناها – الاتفاقيات الإبراهيمية. إذا عُدت إلى قيادة دولة إسرائيل، فإنني أعتزم تحقيق اتفاقيات سلام كاملة مع المملكة العربية السعودية، وكذلك مع دول عربية أخرى”.
وكانت قناة “كان” الصهيونية قد ذكرت “أن المسؤولين الأميركيين والسعوديين يناقشون نطاق الإعلان عن التطبيع بين اسرائيل والمملكة العربية السعودية. ومن المتوقع أن تُعلن خلال زيارة بايدن المرتقبة عن إيماءات سعودية ورحلات جوية إسرائيلية فوق السعودية، لكن لا يزال من غير الواضح ما الذي سيقوله بايدن بشأن مستقبل العلاقات بين الطرفين. وتجري المناقشات حول مسألة ما إذا كانت إسرائيل والسعودية ستعلنان عن خارطة طريق لتنظيم أوسع للعلاقات، وما إذا كان هناك رغبة في رؤية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وفي الأيام الأخيرة، قام رئيس قسم الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، بريت ماكغوراك، بزيارة الرياض، لمناقشة هذه القضية. وصرَّح مسؤول إسرائيلي لقناة “كان” أن زيارة بايدن لإسرائيل ستشمل إحراز تقدّم في التفاهمات بين إسرائيل والسعودية”.
لا شك ان “اعلان القدس” هو شهادة حية على العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ويعبر عن العمق الفريد والعلاقة الحميمة للعلاقة الأمريكية الصهيونية، ولكن في المقابل يوجد محور متماسك على مستوى التعاون والتنسيق ويشكل حائطا تتحطم عنده كل الاحلام الصهيونية من محاولات انهاء القضية الفلسطينية عبر “اتفاقات ابراهام”، والتي اظهرت العمليات الاخيرة للمقاومة وللشعب الفلسطيني مدى هشاشة هذه الاتفاقات وصولا الى التناقض بالموقف ما بين الكيان والولايات المتحدة حول الاتفاق النووي الايراني.
المصدر: موقع المنار