افادت مؤسسة القدس الدولية انه تكررت في الأيام الماضية حوادث تساقط الحجارة من السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك وتحديداً في تسوية الأقصى القديم الواقعة تحت المسجد القبلي مباشرة، وقد تكرر ذلك في أيام 14 و16 من شهر حزيران/ يونيو 2022 وفي 1 تموز/ يوليو 2022.
اضافت: يأتي هذا التساقط بعد مرور أكثر من 18 عاماً على آخر ترميم حظي به السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، وبعد التنبيه المتكرر من جهات عديدة للحالة الإنشائية للتسوية الجنوبية الغربية للأقصى.
ووجهت نداء إلى الأمة بأن الأخطار الإنشائية باتت كبيرة على الأقصى وهي تفرض التحرك العاجل بشكل لا يحتمل التسويف ولا التقاعس.
ووضعت جملة من الحقائق المهمة أمام الأمة:
*أولاً:* يقوم المسجد الأقصى بجهته الجنوبية بالكامل فوق مجموعة من التسويات التي ترفعه لتصبح أرضيته مستوية، وهذه التسويات من الشرق إلى الغرب هي: المصلى المرواني الذي بادر أهلنا في الداخل المحتل عام 1948 مع الأوقاف الإسلامية إلى ترميمه على مراحل ما بين أعوام 1994 حتى عام 2000، والتسوية الوسطى منها هي الأقصى القديم الذي يشهد هذه التساقطات للحجارة، أما الغربية منها فهي مشابهة في البنية للمصلى المرواني لكنها مقطعة إلى آبار لتخزين مياه الأمطار، وتمتد على مساحة تزيد عن 5 آلاف متر مربع تصل المسجد القبلي بباب المغاربة غرباً، وتمتد من سور الأقصى جنوباً إلى ما بعد مصطبة أبي بكر الصديق شمالاً.
*ثانياً:* كانت الساحة فوق هذه التسوية هدف الاحتلال الأول للتقسيم المكاني منذ عام 2004 وما بعده، وقد أدت يقظة المرابطين والمرابطات إلى تحويل مصطبة أبي بكر الصديق إلى نقطة مواجهة أساسية دفعت المتطرفين إلى البحث عن زوايا أخرى في الأقصى فاتجهوا إلى الساحة الشرقية، وقد سبق لمؤسسة القدس الدولية أن وثقت ذلك بالشواهد في النسخة الأولى من تقرير عين على الأقصى التي صدرت في عام 2006.
*ثالثاً:* تثبت المراجعة التاريخية التي أجرتها المؤسسة بالتعاون مع عدد من الباحثين أن آخر عهد هذه التسوية بالترميم كان قبل 94 عاماً، وتحديداً في الإعمار الذي أجراه المجلس الإسلامي الأعلى عام 1928، وهناك جزء ألحق بها جرى إغلاقه من مصلى البراق عام 1936، أي قبل 86 عاماً.
*رابعاً:* اغتصبت سلطات الاحتلال صلاحيات ترميم الجدار الغربي من المسجد الأقصى والمطل على هذه التسوية مباشرة في شهر كانون الثاني / يناير من عام 2019، وهي تواصل منذ ذلك الحين أعمالها من دون أدنى اطلاع للأوقاف الأردنية أو لأي جهة عربية أو إسلامية.
*خامساً:* توثقت المؤسسة من أن شرطة الاحتلال بدأت في شهر رمضان الماضي منع مرور سيارات وجبات الإفطار من فوق هذه التسوية، وهذا ما يشير إلى أن هذه التسوية لا تحتمل الأوزان الكبيرة ومرشحة للانهيار بتقديرهم، خصوصاً أن حفريات الاحتلال قد أزالت 6 أمتار من الردم المحيط بالزاوية الجنوبية الغربية للأقصى على مدى عقود من أعمال الحفر العدوانية.
وقالت المؤسسة، انطلاقاً من هذه المقدمات جميعاً فإنا نوجه نداءنا بأن الزاوية الجنوبية الغربية للأقصى قد باتت خاصرة رخوة تتزايد فيها احتمالات الانهيار الجزئي أو الكلي، وأن الاحتلال يقف متربصاً بهذه الزاوية ليفرض تغييراً كبيراً في الوقائع بالأقصى، ونرى أن الانهيارات في الأقصى القديم الملاصق لها مرتبطة بشكل مباشر بالأخطار الإنشائية الأكبر التي تهدد الزاوية الجنوبية الغربية للأقصى.
وتوجهت إلى القوى الشعبية في أمتنا بأن تعدّ خطر فقدان التسوية الجنوبية الغربية للأقصى خطراً مركزياً محدقاً تعطي له الأولوية، وإلى أوقاف القدس والحكومة الأردنية بضرورة تبيان الحالة الإنشائية لهذه التسوية المعرضة للخطر، وبالنظر إلى تساقطات الحجارة باعتبارها مؤشرًا خطرًا يحدق بكل التسويات الجنوبية للمسجد الأقصى، والتي يقوم المسجد القبلي فوقها.
المصدر: مؤسسة القدس الدولية