أيامٌ عصيبة تمر على رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون. ثمانيةٌ وعشرون استقالة في فريقه بينها حقيبتان سياديتان،(وزير الصحة ساجد جافيد والمالية ريشي سوناك). الأمر لا يقتصر على موجة الاستقالات، إذ رافقها ايضاً تحذير شخصيات كبيرة داخل حزب المحافظين بينهم لورد فروست، والزعيم السابق ويليام هيغ، لجونسون من أن “اللعبة قد انتهت”.
في التفاصيل، فقد شهدت الأشهر الأخيرة زيادة في وتيرة الانتقادات لرئيس الوزراء، بسبب حفلات أقيمت في مقار حكومية، عرفت إعلامياً بـ”بارتي غيت” خلال فترة الإغلاق الذي شهدته البلاد بسبب فيروس كورونا. كما تعرض جونسون لضغوط متزايدة من جانب أعضاء البرلمان بعد أن غرمته الشرطة بسبب حضوره حفلاً في مقر رئاسة الوزراء.
إضافةً لذلك، فقد سبق أن أشارت صحيفة “التايمز” البريطانية إلى أن جونسون “يتعرض لضغوط شديدة من المحافظين لاعتماد سياسة اقتصادية أكثر انسجاماً مع القيم المحافظة، أي خفض ضرائب مقابل الزيادة المثيرة للجدل في مساهمات الضمان الاجتماعي التي قررتها الحكومة أو الضريبة المعلنة على أرباح عمالقة النفط. وهو تنازل تبدي الحكومة استعدادها لدراسته”، بحسب ما قال وزير الصحة، ساجد جاويد، مذكراً في الوقت نفسه بوطأة وباء كورونا على المالية العامة.
في ظل ذلك كله، وبالرغم مما يقوله مؤيدو جونسون، عن إنه “يتمتع بقدرات خاصة في الخروج من الأزمات على الرغم من تواليها عليه، إذ عادة ما يلجأ إلى الإعلان عن سياسات كبرى تلقى قبولاً شعبياً كلما واجه أزمة كبرى”، فإن تاريخ الحكم الإنجليزي الحديث يشير إلى أنه طوال العقود الأربعة الأخيرة، كان كل زعماء حزب المحافظين الذين مروا باقتراع داخلي بحجب ثقة، إما خسروا الانتخابات العامة بعدها، مثل ما حدث مع جون ميجور في انتخابات عام 1997، أو اضطروا للاستقالة من زعامة الحزب ورئاسة الحكومة مثل ما حدث مع مارغريت تاتشر عام 1990، وتيريزا ماي عام 2019.
والجدير بالذكر أن جونسون نجا من محاولة سحب الثقة، بعد أن دعمه العدد الأكبر من نواب حزبه، إذ حصل على دعم 59 في المئة من النواب المحافظين (صوّت لصالحه 211 من أصل 359 نائباً)، وهذه النتيجة أقل من تلك التي حققتها رئيسة الوزراء السابقة، تيريزا ماي، التي حصلت على دعم 63 في المئة من نواب حزب المحافظين في 2018، لكن انتهى بها الأمر بالاستقالة بعد ستة أشهر.
وفي السياق، كتب وزير الخارجية البريطاني السابق ويليام هيغ، في صحيفة التايمز أنه “بعد نتيجة الاقتراع الأخير بشأن سحب الثقة من جونسون، فإن على الأخير البحث عن مخرج مشرف”.
المصدر: مواقع