نوع من الأجواء الرمادية خيّم على نتائج يومين من المفاوضات غير المباشرة لرفع الحظر بين طهران والولايات المتحدة الأميركية بوساطة قطرية في الدوحة. طهران من جهتها، حرصت على إشاعة أجواء ايجابية، من خلال اعلانها الانفتاح على جولة ثانية للوصول إلى اتفاق “جيد ومستديم”، وفي هاتين الكلمتين تأكيد على شروطها وخطوطها الحمراء التي تحاول واشنطن التملص منها و “عدم التحلي بالواقعية”، التي دعاها وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان إلى التحلي بها. فبالرغم مما نقله “موقع أكسيوس” عن مسؤول أميركي عقب انتهاء المفاوضات بأن الأخيرة “لم تحرز أي تقدم”، وهو ما صدر ايضاً عن مبعوث الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، وزعم المسؤول الأميركي أن الإيرانيين “أثاروا قضايا قديمة تمت تسويتها وقضايا أخرى جديدة لا علاقة لها بالاتفاق النووي”، إلا أن واشنطن والأوروبيين يرزحون تحت وطأة أزمة النفط والغاز التي تفرضها الحرب في أوكرانيا، وطهران تدرك ذلك جيداً، فإلى جولة ثانية؟
وفي التفاصيل، وصف وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان، الجولة الجديدة لمفاوضات الغاء الحظر في الدوحة بالـ “ايجابية”، معلناً تصميم بلاده على “استمرار المفاوضات وصولاً الى اتفاق جيد ورصين ومستديم”، لافتاً إلى أن الاتفاق سيكون في متناول اليد “لو تحلت امريكا بالواقعية”. كلام عبد اللهيان جاء خلال اتصال هاتفي الخميس مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وأعرب عبداللهيان في هذا الاتصال، عن “تقديره لدولة قطر على استضافة مفاوضات الغاء الحظر”؛ مؤكداً أن المفاوضين الايرانيين “أخذ بزمام المبادرة على الدوام وهو يواصل المضي باتجاه الحصول على اتفاق مطلوب”.
من جهته، رأى وزير الخارجية القطري، أن سير المفاوضات الثلاثية وغير المباشرة الأخيرة (بين ايران والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة) في بلاده، “ايجابية وبناءة”. وأشار إلى اللقاءات التي عقدها على انفراد مع الوفود المفاوضة؛ معلناً أن بلاده “لن تدخر أي جهد في سياق استضافة هذه المباحثات وتحقيق النتائج التي تؤكد عليها ايران وعودة جميع الاطراف الى تعهداتها”.
في السياق وفي تصريح صحافي قال مستشار الفريق الإيراني المفاوض محمد مرندي إن “التوقعات لم تكن تشير إلى أنّ المفاوضات ستنتهي إلى حلّ إيجابي في يومين فقط”، معلناً أن “مفاوضات الدوحة لم تفشل وستستمر”. واضاف مرندي أنّ طهران “لا تأخذ تصريحات المسؤولين الأميركيين الإعلامية بجدية”، مشيراً إلى أنّ “على الأميركيين توفير الضمانات التي تطالب بها إيران، ليؤكدوا أنهم لن يطعنوها في الظهر كما فعلوا في السابق”.
وأوضح مرندي أنّ “الأوروبيين اليوم أكثر اهتماماً بإيران، لأنهم بحاجة إلى نفطها، بسبب الحرب في أوكرانيا”، لافتاً إلى “ضرورة رفع العقوبات لكي نتمكن من تطبيق الاتفاق النووي من جديد”. وقال إنّ “التواصل لم ينقطع ما بعد وقف محادثات فيينا، ولكن ما شهدناه خلال اليومين الماضيين هو محادثات مركزة”. ورأى مرندي أنّ “الرئيس الأميركي جو بايدن يتعرض لضغوطات كبيرة من معارضي الاتفاق، لكنه في الوقت نفسه يعاني من جراء أزمتي الطاقة والنفط، وسنرى أي الكفتين سترجح”، مشيراً إلى أن “الضغط الأوروبي ينمو لحث الأميركيين على القيام بخطوات جدية”.
وفي وقت سابق أعلن الاتحاد الأوروبي، أن المباحثات “لم تحرز التقدّم المرجو”.
المصدر: موقع المنار