وصلت سفينة “انرجين باور”، الى المياه الفلسطينية المحتلة، عبر قناة السويس، قبل ان تحط في حقل كاريش للغاز الطبيعي، على الحدود البحرية المتنازع عليها بين لبنان والكيان الاسرائيلي، وتعد السفينة أحدث وحدة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال وتخزينه، وهي تابعة لشركة “إنرجين العالمية”.
سفينة “إنرجين باور”، التي صنّعت خصيصا لاستخراج الغاز من حقل كاريش، وفق المعلومات، تعد أحدث وحدة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال وتخزينه، وهي تابعة لشركة “إنرجين العالمية”، والوحدة الكبرى التي تعبر قناة السويس مقطورة بغاطس يتجاوز 18.5 متراً.
وتعتمد الوحدة على القطر فقط لتوجيهها وتحريكها، ما يتطلب مراعاة الدقة في التوجيه بالقاطرات ودراسة حركة واتجاه التيارات الهوائية والمائية؛ للحفاظ على تمركزها في منتصف القناة خلال رحلتها.
في تشرين الأول/أكتوبر 2009، تعاقدت شركة “إنرجين العالمية” مع شركة كوسكو الصينية لصناعة السفينة “إنرجين باور ” لتخزين وتصدير الهيدروكربون، تحت إشراف شركة تكنيب إف إم سي Technip FMC. بينما صنعت الجوانب العليا من الوحدة وتم تجميعها في حوض سمبكورب أدميراليتي في سنغافورة.
اذا رحلة بناء السفينة بدأها كيان الاحتلال، منذ العام 2009 بالتزامن مع التنقيب في الآبار في حقل كاريش، حيث تمّ تكليف شركة صينية – سنغافورية لتصنيعها، كان من المتوقع سابقاً، أن ينتهي العمل في هيكل السفينة، في أواخر عام 2019. ومع ذلك، تم تأجيل موعد الإبحار حتى نهاية آذار/مارس 2020.
وبسبب انتشار جائحة كوفيد 19 في شهر شباط/فبراير في الصين، تمّ تأجيل موعد التسليم للمرّة الثالثة الى العام 2021، الى أن عبرت السفينة الى سنغافورة، حيث أضيفت لها الجوانب العلوية، وتمّ الاعلان عن افتتاحها رسمياً، لتبدأ رحلتها الى الاراضي الفلسطينية المحتلة، عبر قناة السويس.
السفينة، يبلغ طولها 227 متراً ، وعرضها 59 متراً، بحمولة كلية 92.680 طناً وارتفاعها عن سطح الماء 69.5 متراً، وهي سفينة استخراج للغاز، ويجب تثبيتها على أحد الأبار لتبدأ بعملها.
ومن المقرر أن تقوم إنرجين باور، بإنتاج ومعالجة الغاز في حقل كاريش في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بقدرة تصل إلى 775 مليون قدم مكعب يومياً وقدرة لتخزين السوائل تصل إلى 800.000 برميل.
البنى التحتية لحقل كاريش من شبكات ربط وأنابيب جاهزة لاستخراج الغاز ونقله وتصديره
وبالموازاة مع رحلة بناء سفينة انيرجين باور، التي خصصت لاستخراج الغاز الطبيعي المسال من حقل كاريش، كان كيان الاحتلال، يعمل بشكل متسارع على انجاز البنية التحتية الضرورية، لتهيئة الحقل لبدء استخراج الغاز، من الحقل الواقع في المنطقة المتنازع عليها مع لبنان، لتكون جاهزة لبدء استخراج الغاز وتصديره.
ففيما كان المسؤولون اللبنانيون، يدخلون في جدال حول الابار التي يجب بدء التنقيب منها، عمل الكيان الاسرائيلي، بالمقابل، على استثمار الوقت لاتمام البنية التحتية لاستخراج الغاز الطبيعي من حقل كاريش، بالموازة مع استخراجه الغز من حقول ليفياثان وتامار وتانين.
فمنذ اكتشاف حقل كاريش في العام 2003، سارع كيان الاحتلال الى البدء بالأعمال التمهيدية لعمليات التنقيب، التي انطلقت فعلياً عام 2007 في الحقل الذي يبلغ عمقه 2 كيلومتر، ويوجد فيه 29 بئراً شماله، و3 أبار جنوبه.
سفينة “انيرجين باور” تموضعت قرب الخط 29 المتنازع عليه مع لبنان، على بعد 4 كلم عن الأبار المنتشرة في الحقل، الذي يقع على بعد 4 كيلومترات فقط من حدود المياه الاقليمية اللبنانية، بينما يبعد 90 كيلومتراً من مدينة حيفا، على السواحل الفلسطينية المحتلة.
مساحة حقل كاريش المتنازع عليه، تبلغ 150 كيلومتراً مربعاً، ويبلغ احتياطات الغاز المتوقع فيه بين ترليون ونصف وترليوني مليون متر مكعب، ونحو 12.7 مليون برميل من المكثفات، وتمتد فيه شبكة من الانابيب المتشعبة، لنقل الغاز وتصديره.
الأنابيب المصنعة، تتميز بقدرتها على تحمّل ضغط الغاز والماء معاً، وتتضمن 14 خط ربط، والتي تنقسم بين قطاع أعلى السلسلة، وحبلاً من البوليستر في المنتصف، وقسماً أسفل السلسلة سيتم ربطه بمرساة الشفط، وتتألف خطوط الربط من 512 حبل مرتبة في حزم 2×4 و2×3 على عمق 1750 متر تحت سطح الماء.
وستساهم خطوط الربط، بأعمال شفط الغاز وتحويله الى المنصة العائمة “إنرجين باور”، التي ستتولى تجميع الإنتاج من الآبار بمعدل 800 مليون قدم مكعب يومياً، قبل أن يتم نقله الى مصر او الى حيفا لإعادة تصنيعه، لاستخدامه في الأسواق المحلية، او في الخارج، حيث يسعى كيان الاحتلال، الى تصديره الى اوروبا، في ظل أزمة الغاز التي تعاني منها الأخيرة، نتيجة الحرب الأوكرانية.
وخط أنابيب بيع الغاز الذي يبلغ طوله 90 كيلومتراً سينقل الغاز إلى محطة الصمامات البرية DOR GAZ VALVE STATION في الأراضي المحتلة، بموجب اتفاقيات بيع الغاز من الحقل مع شركات كهرباء ومعامل التكرير، اضافة الى تصدير الفائض الى مصر ، وباقي الدول.
وكانت شركة “انرجين العالمية” التي صنعت السفينة، أكملت بنجاح حفر ثلاثة أبار في حقل كاريش تتوقع أن يتم سحب 800 مليون متر مكعب يومياً ، كما تم شحن خط أنابيب مبيعات غاز كاريش من اليونان الى ميناء ليماسول في قبرص، ومنها الى حقل كاريش.
اضافة الى أنّ الاحتلال الاسرائيلي، يبدأ أعمال استخراج الغاز من منطقة متنازع عليها، فإنّ الخطورة تكمن في امكانية أن تسمح التقنيات الحديثة بالحفر بشكل مائل او حتى أفقي، في حقل كاريش، بالوصول الى الحقول الواقعة ضمن حدود لبنان البحرية.
المصدر: يونيوز