لليوم الثالث على التوالي تغيب التعليقات الصهيونية على المستويين السياسي والامني ،على عملية اغتيال الشهيد خدايي حيث تركت الساحة للمستوى الاعلامي، فتضمّنت كثافة تلميحات وإشارات حول مسؤولية “الكيان الصهيوني” عن الإغتيال “الإستثنائي” و”المؤثّر” إستخبارياً وتنفيذياً.
تناول الاعلام الصهيوني عملية الاغتيال من نواح متعددة وكان من ابرزها التركيز على ان عملية الإغتيال تتعلّق بكون الشهيد خدايي، خلافاً لباقي عمليات الإغتيال في إيران، ليس له علاقة بالبرنامج النووي، الأمر الذي يدلّ على أنّ “إسرائيل” انتقلت الى مرحلة جديدة وان عملية الاغتيال تمثل ارتقاء درجة في المعركة الصهيونية ضد التمركز الايراني في سوريا .
بينما اشار معلقون أنّ إغتيال الشهيد خدايي يمثل تغييراً في الأهداف في حملة المعركة بين الحروب الإسرائيلية، فهو يدلّ على أنّ إسرائيل بدأت باستهداف مسؤولي حرس الثورة على أرضهم و أضافوا أنّ “إستهداف الأفراد في إيران هو شيء جديد، من المحتمل أن يكون قراراً اتخذته الحكومة بقيادة نفتالي بينيت لنقل الحرب إلى الداخل الإيراني”.
ورغم تجنّب وزير الحرب الإسرائيلي بني غانتس التعليق (من واشنطن) على العملية، رغم أنّه سُئل عنها من قِبَل مراسلة القناة الـ 12 في نيويورك، حيث قال إنه “لا يعلّق على ذلك. جئت إلى هنا في نيويورك للمشاركة في هذه المسيرة الجميلة جداً التي تدعم دولة إسرائيل… أقوم بهذا بعد محادثات عميقة جداً مع مستشار الأمن القومي الأميركي، ومع وزير الدفاع، وأيضاً الاجتماع مع الجاليات اليهودية. دولة إسرائيل قوية، ولا تتعامل مع مختلف الأنباء التي تظهر في أماكن مختلفة” ،ورغم ذلك استمر الاهتمام الاعلامي بعملية الاغتيال حيث توزّع على مرحلتَين: الأولى، ركّزت على مجريات الإغتيال وشخصية الشهيد وأدواره العسكرية والأمنية فقال مُعلّقون “يبدو أنّ من نفّذ الإغتيال، أراد توسيع المعركة ضدّ التمركز الإيراني في المنطقة (المعركة بين الحروب).
في المرحلة الثانية، شَهِدت زيادة في جرعة التلميحات حول مسؤولية الموساد، وتركّزت التعليقات على وضع الإغتيال في سياق الردّ على “سلسلة محاولات إيران المسّ بإسرائيليين في العالم حيث قال قال رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الأمن سابقاً، اللواء احتياط عاموس غلعاد للقناة ال13 الاسرائيلية، إن “إيران فتحت جبهة مواجهة واسعة متعددة الأبعاد مقابل إسرائيل، ومن ضمنها مسارات استراتيجية ومحاولات اغتيال إسرائيليين في الخارج، وتجنيد مخبرين داخل إسرائيل، حتى وزير (إسرائيلي) سابق يجلس اليوم في السجن وهو الدكتور رونين سيغف”. وأضاف غلعاد أن على “إسرائيل الدفاع والاستعداد مقابل تهديد ثقيل جداً، بالستياً ونووياً”.
وذهب بعض المعلقين الى القول ان العملية أيضاً رسالة للخارج بأنّه سواءً مع إتفاق نووي أم بدونه، فإنّ “إسرائيل” ستحافظ على حرِّية عملها ضدّ إيران. وثمّة مَنْ أشار إلى أنّ الإغتيال هو ترجمة للسياسة التي دعا إليها رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، بشأن ضرب رأس الأخطبوط بدلاً من الإنشغال بأذرعه، وأنّه إذا كانت “إسرائيل” هي المسؤولة فإنّ ذلك يمثِّل رصيداً كبيراً لرئيس الموساد، دافيد برنياع، الذي يواصل الخطّ الهجومي للرئيس السابق يوسي كوهِن.
وعلى نحو عامٍ، يمكن القول إنّ المقاربة الإعلامية جاءت مشبعة بالزهو والتباهي والتلميح بوقوف الموساد خلفها، باعتبار أنّ العملية “تُذكِّر بعمليات سابقة للموساد ضدّ العلماء النوويين”.
وحول توقُّع ردّ إيراني، أفاد المعلقون الصهاينة أنّه بحسب تجربة الماضي، فإنّ إيران ستردّ لتصحيح ميزان الردع، في حال إتهمَت “إسرائيل” بالعملية. وأضافوا أنّه في الآونة الأخيرة هناك رفع للجاهزية في سفارات وممثليات “إسرائيل” في العالم، والتقدير أنّ الجاهزية والإستنفار كليهما من المتوقع أن يستمرّا في ضوء هذه الأحداث حيث تطرَّق اللواء (احتياط) يعقوب عميدرور في حديث صحفي لموقع واينت العبري إلى عملية اغتيال العقيد في حرس الثورة الإيرانية، صياد خدايي في طهران وقال “الإيرانيين سيحاولون الرد حيثما أمكنهم ذلك… وكل شيء مفتوح”. وأضاف عميدرور: “من المحتمل أن نلمس سعياً واضحاً أكثر من قبل إيران للعثور على نقطة ضعف بغية اختراق النظام الأمني والمسّ بإسرائيل أو الإسرائيليين”.
وذكر مُعلّقون أنّه بعد التهديدات التي صدرت من إيران فإنّ “الجيش الإسرائيلي على جهوزية عالية جداً في إطار المناورة الأركانية، ويستعدّ الآن أيضاً لخيارات الردّ”.
ودعا مُعلّقون إسرائيل لأن تأخذ بجدّية التهديدات الإيرانية، وأضافوا أنّ إيران ترى في سفارات إسرائيل وممثلياتها، وسفنها أهدافاً طبيعية، كما أنّها يمكن أن تسعى للرد عند الحدود أو عبر السايبر.
المصدر: موقع المنار