أكد رئيس تحرير جريدة الأخبار ابراهيم الأمين، مساء الاثنين، أن الوقائع السياسية خلال السنتين الماضيتين في لبنان تشير إلى “وجود عملية احتيال مهنية وتورط لوسائل الإعلام”، داعياً إلى “إعادة الاعتبار للمهنة”، بعد أن سادت “فكرة الإقصاء التي مارسها بعض الإعلام بقوة”.
وخلال مقابلة في برنامج “بانوراما اليوم” على قناة المنار، رأى الأمين أن “الانقسام السياسي الحقيقي في لبنان لا يزال موجوداً بقوة، وما جرى هو مجرد تعايش”، وأضاف أن “أزمة النظام تتفاقم، إلى الحد الذي يقضي على الاستقرار الاجتماعي”، معتبراً أن نتائج الانتخابات أظهرت أن هناك “إدعاءات” بتغير في النظام، فما جرى قد يكون “نقلاً في الوجهة السياسية، وليس في النظام، والتصويت كان طائفياً بقدر كبير بنسبة تعادل أكثر من 60 %”.
وقال رئيس تحرير جريدة الأخبار إن “القوى التغييرية من خارج النادي التقليدي، صحيح أنها حققت اختراقات عابرة للطوائف والمناطق لكنها غارقة في الانقسام السياسي الكبير وخلفياته الطائفية، والذي كان جزءاً من السعار غير المرئي، من شكل إدارة الدولة والسياسة المالية للدولة”.
وجزم الأمين بأن “معركة “القوات اللبنانية” ليست سلاح المقاومة، بل الخصخصة”، وأن “التحدي الحقيقي أمام حزب القوات اللبنانية، بالنسبة لها، خصخصة الدولة، وهناك عمل على أن تأخذ شركات بريطانية وأميركية قطاعات كبيرة من بينها الكهرباء”، وتحدث عن أن “هناك إلغاء للمشتركات العامة مقابل البديل الذي ينحو نحو الفدرالية الخدماتية، وجعل للفدرالية طابعاً مالياً اقتصادياً تتحول فيه مع الوقت إلى فدرالية ذات صفاء اجتماعي لها بينة اجتماعية خاصة”.
وبالنسبة للواقع المسيحي الذي أفرزته الانتخابات، رأى رئيس تحرير جريدة الأخبار أن “هناك من اعتبر أن على المسيحيين الانخراط في الدولة واستعادة وظائفهم، وهناك من يعتبر أن هذه الدولة ليست لهم ولنخرج منها، ولكن الاشكالية في الطوائف الأخرى”، معتبراً أن “هناك احتيالاً على الناس” في موضوع التعايش، وحذر من أن “هناك قلقاً حقيقياً من احتمالات الحرب الأهلية لأن هناك قوى محلية لديها تجاربها خلال الثلاثين سنة الماضية وقد تقوم بهكذا مغامرات”، وأشار إلى أن “هناك قادة رئيسيين مجدهم السياسي قائم على المغامرات العسكرية”، وخلص إلى أن “القوى المشكلة للمجلس النيابي تمتلك القدرة على التعطيل لأي خيار مفروض من خارج التوافق”.
وأقر الأمين بأن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط “أحسن استخدام الأصوات الاحتجاجية في الطائفة الدرزية، لتصيب جهة سياسية دون أخرى”، واستدرك بالقول إن “جنبلاط استخدمهم بمعركة إلغاء، وارتكب خطأ تاريخيا كبيرا، وخاض حرب إلغاء داخل الطائفة الدرزية”، ونبه من أن ذلك “مكلف جداً لجنبلاط لأن الإلغاء لا يحميه، وهو أشعل ناراً داخل الطائفة الدرزية”.
واعتبر رئيس تحرير جريدة الأخبار أن ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان لا يريد للبنان الخير، ولا يريد (رئيس تيار المستقبل) سعد الحريري الذي دُفع إلى هذا الخيار الذي تحول من إنكفاء إلى انتقام قام به الحريري، واستخدمه بوجه السعوديين، ونجح”، مؤكداً أن “نتائج الانتخابات لم تفرز عنواناً سنياً يمكن الاتفاق معه في هذه التركيبة الطائفية”، وذكّر بأن “التصويت السني كان متراجعاً بشكل كبير في بيروت وصيدا والشمال والبقاع، وهناك تحدي أمام القوى السياسية التي تمثل الطوائف كيف ستتعامل مع السنة؟ والحريري قادر على أن يكون من خارج المشهد الانتخابي مرشحاً جدياً للحكومة وهو لا يحتاج إلى انتخابات نيابية أو كتلة نيابية ليكون رئيساً للحكومة”.
ورأى الأمين أن “الفرنسيين يفضلون ميقاتي، لأنه من خارج الانقسام السياسي الحاد، ولأنه كان متعاوناً معهم، ومن بين ذلك ما قام به من تهريب خطة التعافي، لكن بقاء ميقاتي لا يمكن أن يحصل إلا من خلال أمرين: إما عبر تصريف الأعمال، أو القوى السياسية تقول إنها في مرحلة انتقالية والهدف رئاسة الجمهورية….”
وحذر رئيس تحرير جريدة الأخبار من أن “نشهد في المرحلة المقبلة، في حال لم تصبح التسوية واقعاً يعيد الاعتبار للدولة، فيدرالية إنمائية كأمر واقع تقوم بها كل القوى، من كهرباء إلى طرقات إلى نفايات”…
ونقل الأمين تأكيدات من قوى سياسية من بينها “أناس في القوات أن (رئيس التيار الوطني الحر النائب) جبران باسيل صمد”، وقال “حتى داخل التيار فإن الكتلة المترددة صوتت، وما تعرض له جبران باسيل لم يتعرض له أحد”، ووصف ما تعرض له باسيل وفريقه بأنه الأقسى في حرب تموز سياسية خلال الانتخابات.
المصدر: موقع المنار