يشقّ مرض نادر طريقه مجدّدًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أبلغ عن حالة إصابة بـ”جدري القردة”، الأربعاء، بعد دخول مريض إلى المستشفى في ولاية ماساتشوستس.
في عام 2021، شُخّص إصابة شخصين آتين من نيجيريا إلى الولايات المتحدة بهذا المرض، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).
ورُصدت حالات “جدري القردة” غالبًا في غرب ووسط افريقيا، لكن شوهدت حالات إضافية في أوروبا، وضمنًا المملكة المتحدة، وأجزاء أخرى من العالم، في السنوات الأخيرة.
وقالت الوكالة إن هذه الحالات تتصل عادة بالسفر الدولي أو استيراد الحيوانات المصابة بالجدري.
وأكدت إسبانيا، الخميس، تسجيل 7 حالات إصابة بمرض “جدري القردة” في مدريد، ويتم التحقيق بـ22 حالة أخرى.
وفيما أكدت إيطاليا حالتها الأولى، أعلن مسؤولو الصحة العامة الكنديون أنهم يحققون في 17 حالة يشتبه بإصابتها بـ”جدري القردة” في مونتريال.
وقال الدكتور فيفيك مورثي، الجراح الأمريكي العام، الخميس، لـCNN في برنامج New Day: “في هذا الوقت، لا نريد إثارة قلق الناس.. هذه الأرقام ما زالت متدنية.. نريدهم أن يطّلعوا على العوارض والتواصل مع الطبيب إذا كان لديهم أي شكوك”.
ما هي العوارض الأولية لـ”جدري القردة”؟
أوضحت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) أنّ هناك فترة حضانة تتراوح بين 7 و14 يومًا.
وتشبه العوارض الأولية تلك التي نصادفها عند الإصابة بالإنفلونزا، مثل الحرارة، والقشعريرة، والإرهاق، والصداع، ووهن في العضلات، يليها تورّم بالغدد الليمفاوية، ما يساعد الجسم بمكافحة العدوى والمرض. “السّمة التي تميّز الإصابة بجدري القرود عن مرض الجدري هو تورّم الغدد الليمفاوية”.
بعدها يظهر طفح جلدي على نطاق واسع على الوجه والجسم، يطال داخل الفم وراحتي اليدين وباطن القدمين. ويكون الطفح الجلدي عادة مؤلمًا، عبارة عن حبوب تحتوي على سائل، محاطة بدوائر حمراء.
وقالت الوكالة إن الحبوب تتقشّر وتختفي خلال فترة تتراوح بين أسبوعين و3 أسابيع.
وفي بيان، أوضح جيمي ويتوورث، أستاذ الصحة العامة الدولية في مدرسة لندن للصحة العامة وطب المناطق الحارة أنّ “العلاج مفيد عمومًا، لكن ما من أدوية محددة متاحة.. رغم ذلك، ثمة لقاح يمكن إعطاؤه لمنع تطور المرض”.
كيف ينتشر “جدري القردة”؟
يقول الخبراء إن الاتصال الوثيق بالفرد المصاب هو المسبب لانتشار فيروس “جدري القردة”.
وأوضح الطبيب، مايكل سكينر، العضو بكلية الطب في قسم الأمراض المعدية في “إمبريال كوليدج لندن”، في بيان: “عندما تلتئم التقرحات، يمكن أن تتساقط القشرة (التي قد تحمل فيروسًا معديًا) على شكل غبار يمكن استنشاقه”.
وقال مايكل هيد، زميل أبحاث أول في الصحة العالمية بجامعة ساوثهامبتون في المملكة المتحدة: “يمكن أن يشكل جدري القردة عدوى خطيرة، إذ أسفرت عن معدل وفيات جراءه ناهزت نسبة 1٪ من حالات تفشي أخرى.. وغالبًا ما يحصل ذلك في الأماكن منخفضة الدخل جراء عدم التمكن من الحصول على الرعاية الصحية”.
وبحسب ما ذكرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، يمكن للمطهرات المنزلية الشائعة أن تقتل فيروس “جدري القردة”.
نشأة “جدري القردة”
وجاءت تسمية “جدري القردة” عام 1958، عندما “تفشى مرض شبيه بالجدري مرتين في مستعمرات أبحاث خاصة بالقردة”.
وأضافت الوكالة أن الناقل الرئيسي لمرض “جدري القردة” ما زال مجهولًا رغم أن “القوارض الأفريقية يشتبه في أنها تلعب دورًا بانتقال العدوى”، وأول حالة معروفة من “جدري القردة” لدى البشر “سُجلت عام 1970، في جمهورية الكونغو الديمقراطية، خلال مرحلة بذل جهود مكثفة للقضاء على الجدري”.
وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها إن “جدري القردة” عاود الظهور في نيجيريا عام 2017، بعد مرور 40 عامًا لم يبلغ خلالها عن أي حالة إصابة.
ومنذ ذلك الحين، تم الإبلاغ عن أكثر من 450 حالة في نيجيريا، وما لا يقل عن ثماني حالات معروفة تم تصديرها دوليًا.
وقالت الوكالة إن تفشي المرض قد حصل في الولايات المتحدة عام 2003، بعدما أصيب 47 شخصًا بالمرض في ست ولايات، بسبب اتصالهم بكلاب مروج أليفة.
وأفادت الوكالة أنّ “الحيوانات الأليفة أصيبت بالعدوى بعد إيوائها بالقرب من ثدييات صغيرة مستوردة من غانا.. كانت هذه هي المرة الأولى التي يتم الإبلاغ فيها عن جدري القردة البشري خارج أفريقيا”.
المصدر: سي ان ان