رأى السيد علي فضل الله، في خطبتي صلاة الجمعة ان في “لبنان حصل ما كان متوقعا، وجرى تمرير الاستحقاق الرئاسي، وتكليف رئيس حكومة بتشكيلها من دون عقبات، وهو ما قد يمهد السبيل لتأمين الاستقرار المطلوب لهذا البلد، وإخراجه من نفق الفراغ الذي ترك تداعياته على مختلف المستويات، وكاد يوصله إلى حافة الانهيار، وهذا ما عبر عنه التوافق في المجلس النيابي حول شخص الرئيس، وعدد أصوات التكليف في الاستشارات النيابية، والارتياح الشعبي لما حصل، والتغطية الدولية والإقليمية”.
وأضاف ” لا بد من تقدير كل الذين ساهموا في إنجاز هذا الاستحقاق، الذي نأمل أن تكتمل فصوله بتأليف حكومة وحدة وطنية أو وفاق وطني، كما هو متوقع، كي تتحرك العجلة السياسية والاقتصادية، ويتعزز الاستقرار الأمني، ونتقي تداعيات الحرائق المحيطة بلبنان”.
وهنأ اللبنانيين الصابرين على تحقيق هذا الإنجاز، متمنياً على “الذين تصدوا لمواقع المسؤولية، الإصغاء إلى ما يريده الشعب من العهد الجديد الذي جاء أساسا واعدا بتحقيق الكثير من الآمال والطموحات والأحلام”، معتبراً ان “هذا الشعب يتوق إلى نموذج جديد في إدارة شؤون البلد، تطوى فيه صفحة سوداء من تاريخ لبنان، عنوانها الفساد، والمحاصصة، وتقاسم الجبنة، واللامبالاة تجاه معاناة الناس وآلامهم ووجعهم، حيث راحوا يهيمون في بلاد الله الواسعة وراء لقمة عيشهم، حتى بات يقال إن لبنان تحول إلى مصيف للبنانيين”.
ورأى ان “الارتياح الذي شاهدناه في عيون اللبنانيين جميعا، ليس سوى تعبير عن توقعاتهم الكبيرة من هذا العهد، وأهمها أن نشهد ذهنية جديدة في ممارسة الحكم وتحمل المسؤولية، تترجم الأقوال أفعالا، وهم الآن ينتظرون أن تتحقق هذه الأقوال عمليا على أرض الواقع، إننا لا نريد تحميل هذا العهد الجديد أكثر مما يحتمل، فالكل يعرف حجم الأزمات وتعدادها، وتجذر الفساد ورموزه، وما يتهدد البلد من الداخل والخارج. إننا نحتاج إلى وقت لمواجهة هذه الصعوبات، وذلك وفق أولويات ثلاث تضمنها خطاب القسم، الأولى تأمين المتطلبات الأساسية للناس من ماء وكهرباء وصحة، وغير ذلك من الحاجات المعيشية الضرورية، والثانية إنجاز قانون انتخابي عصري يؤمن التمثيل الصحيح، والثالثة تأمين وسائل فاعلة تقي لبنان من تداعيات الإرهاب الخارجي والعدو الصهيوني ومن حرائق المنطقة”.
وتابع “نبقى في لبنان، لنضم صوتنا إلى كل الأصوات التي تدعو الدولة اللبنانية إلى إيلاء منطقة البقاع رعاية خاصة، والتعاون بين كل القوى السياسية والفاعليات، لمعالجة مشكلات المنطقة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، والتصدي للتفلت الأمني الذي يجعل الناس غير آمنين في مواقع عملهم وبيوتهم، إن من حق هذا الشعب، الذي كان دائما، ولا يزال، خزانا للجيش وللمقاومة، ومدافعا عن بلده، أن يشعر بالأمن والأمان، ويعيش إنسانيته، أسوة ببقية الدول”.