اعتبر تجمع العلماء المسلمين في بيان، انه “بعد انتهاء الاستحقاق النيابي وصدرت النتائج بشكل رسمي وعرف كل حزب حجمه الشعبي والنيابي، فلم تعد هناك حاجة للخطاب التصعيدي الذي شهدته الانتخابات، وعلى الجميع بذل الجهد لخدمة المواطنين وتنفيذ الوعود التي قطعوها للشعب لجهة خدمته وإخراجه من الوضع المساوي الذي يعيشه”.
وهنأ “الشعب اللبناني على هذا الانجاز الوطني الكبير”، داعيا إياه إلى “مراقبة من انتخبهم ومحاسبتهم في حال اخلالهم بالوعود التي قطعوها له”.
وشكر لـ”شعب المقاومة حمايته لها ودعمها والتصويت لها بكثافة كبيرة ليحصل الثنائي الوطني على فوز لوائحه بالكامل ويحصل مرشحوه على أعلى نسبة من الأصوات على مستوى الوطن كل”، لافتا إلى أن “الولايات المتحدة الأميركية ومعها الكيان الصهويني وعرب التطبيع الخياني، أرادوا أن تكون هذه الانتخابات سببا في خسارة الثنائي الوطني وحلفائه، وأن ينال عملاؤها الاكثرية النيابية، بل طمحوا للحصول على الثلثين، فقال الشعب اللبناني كلمته، ولم يحصلوا حتى على الاكثرية، وهم اليوم يجرون أذيال الخيبة، بينما الأفراح تعم المناطق اللبنانية كافة فرحا بانتصار تيار المقاومة”.
أضاف: “قال سيد المقاومة السيد حسن نصر الله أنهم أرادوا أن تكون هذه الانتخابات حرب تموز سياسية، وبما أن عصر الهزائم ولى وجاء زمن الانتصارات فشلت هذه المؤامرة، ومن محاسن الصدف أن يتزامن هذا الإنجاز مع ذكرى اتفاق الذل والعار في السابع عشر من أيار الذي تم من خلال الاعتصام التاريخي الذي دعا اليه تجمع العلماء المسلمين في مسجد الإمام الرضا في بئر العبد، حيث حصلت مواجهة مع جيش أمين الجيل وارتفع الشهيد محمد نجدي وسقط اتفاق الذل، فكانت نتيجة هذه الانتخابات سقوطا جديدا لخيار التطبيع مع العدو الصهيوني وليدفن الى الأبد مشروع اسرائيل الكبرى، وتستمر المقاومة في انتصاراتها حتى تحقيق النصر النهائي بزوال الكيان الصهيوني من الوجود”.
وهنأ “الشعب اللبناني عموما، والثنائي الوطني والتيار الوطني الحر وحلفاءهما خصوصا بالنصر الذي احرز”، معلنا أن “هذا الانتصار هو اعلان واضح عن فشل سياسة الولايات المتحدة الأميركية التي عملت لها لسنوات طويلة، كما أعلن بشكل واضح ديفيد شينكر بتصريحه الذي أقر فيه بهزيمة مشروعه “، وقال: “نعلن في هذا المجال أن المعركة لم تنته، وأن الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني وعرب التطبيع سيستمرون في مخططاتهم التي لن يكتب لها النجاح، طالما أن شعبنا يتحلى بالوعي الذي اظهره في الانتخابات الأخيرة”.
واعتبر أن “هناك فرصة متاحة اليوم بعد إنجاز الاستحقاق الانتخابي لتقديم الجميع المصلحة الوطنية العليا على مصالح أعداء الوطن والأمة والأجنبي والتفكير بالطريقة الفضلى لإخراج البلد من المأزق الذي يعيشه بسبب الحصار الأميركي الظالم”، وقال: “ليعلم الجميع أن البلد لا يحكم بالأكثريات، بل بالديموقراطية التوافقية من خلال إنتاج تفاهمات تؤدي إلى حكومة وحدة وطنية تتفرغ لحل مشاكل الوطن”.
وأشار إلى أن “المعركة المقبلة التي يجب أن يتفرغ لها مجلس النواب الجديد هي إخراج حكومة تستطيع مواكبة التطورات وإقرار القوانين التي تساهم في إخراج البلد من محنته ومواجهة الحصار الأميركي، وأهم القوانين التي يجب أن تقر خطة التعافي الإقتصادي والكابيتال كونترول، شرط عدم المساس بودائع اللبنانيين وتمكينهم من الحصول عليها وترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة للبدء باستخراج النفط والغاز”.
وختم: “في ذكرى اتفاق الذل والعار في السابع عشر من أيار، يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية لكل من شارك في الاعتصام التاريخي الذي دعا له التجمع وقتذاك في مسجد الإمام الرضا في بئر العبد ولأهل الشهيد محمد نجدي الذي ارتقى شهيدا في ذلك اليوم برصاص جيش أمبن الجميل الأمر الذي أدى لسقوط الإتفاق، وكان إيذانا بتصعيد المقاومة ضد العدو الصهيوني، وصولا إلى التحرير في عام 2000 والنصر التاريخي في عام 2006 وما حقق اليوم في الانجاز الانتخابي في عام 2022”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام