يواصل الجيش الروسي تنفيذ عمليته في اوكرانيا، فيما يصعّد الغرب بإمداد كييف بالمزيد من الأسلحة والعتاد الحربي والذخائر، ملوحاً ايضاً بفرض حزمة سادسة من العقوبات ضد موسكو.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طيرانها الحربي دمر ورشات تابعة لمصنع صاروخي في العاصمة الأوكرانية كييف. وصرّح المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف، أثناء موجز صحفي عقده الجمعة بشأن مستجدات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا “دمرت القوات الجوفضائية الروسية بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى ورشات إنتاج تابعة لشركة “أرتيوم” المعنية بصناعة الصواريخ والصناعة الفضائية في مدينة كييف”.
كما أكد كوناشينكوف أن الجيش الروسي بصواريخ “كاليبر” عالية الدقة بعيدة المدى مطلقة من البحر دمر ثلاث محطات كهربائية في محيط محطات سكك الحديد فاستوف جنوب غربي كييف وكراسنوسيولكا في مقاطعة أوديسا جنوب البلاد وبولوني في مقاطعة خملنيتسكي غرب البلاد.
وذكر المتحدث أن القوات الجوفضائية الروسية استهدفت أيضا بصواريخ عالية الدقة عشرة مواقع عسكرية أوكرانية، منها تسع مناطق لحشد العسكريين والآليات القتالية ومستودع ذخيرة في محيط قرية إيليتشوفكا.
وأشار كوناشينكوف إلى أن سلاح الجو الروسي شن خلال الليل الماضي غارات على 112 منشأة عسكرية أوكرانية، منها مركزا قيادة و11 نقطة حصينة و95 موقعا لحشد العسكريين والآليات الحربية وأربعة مستودعات للأسلحة الصاروخية والمدفعية.
وقال إن القوات الصاروخية الروسية استهدفت خلال الليل الماضي 13 موقعا عسكريا أوكرانيا، ودمرت خصوصا “منصة إطلاق لمنظومة “توتشكا أو” الصاروخية استخدمت أمس لقصف أحياء سكنية لمدينة خيرسون مع أفراد طاقمها في محيط قرية غوروخوفسكوفيه بمقاطعة نيقولايف (ميكولايف)” جنوب البلاد.
كما لفت كوناشينكوف إلى أن هذه الضربات الصاروخية استهدفت ست مناطق لحشد العسكريين والآليات ودمرت ثلاث بطاريات مدفعية وبطارية لراجمات الصواريخ تابعة للجيش الأوكراني. وذكر المتحدث أن المدفعية الروسية خلال الليل الماضي نفذت 975 مهمة استهداف وقصفت 21 مركز قيادة و69 نقطة حصينة و763 منطقة لحشد العسكريين والآليات و107 مواقع للمدفعية. وتابع “نتيجة للضربات، تم القضاء على أكثر من 280 قوميا وتدمير 38 مدرعة ومركبة”.
وأكد المتحدث أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت 13 طائرة مسيرة أوكرانية، منها طائرة من طراز “بيرقدار تي بي 2” تم تدميرها عند الحدود بين أوكرانيا وروسيا في منطقة نوفوفوديانويه، مشيرا إلى إسقاط مقذوفة أطلقت من راجمة صواريخ “سميرتش” قرب قرية كامينكا في مقاطعة خاركوف.
كما أعلنت سلطات مقاطعة بريانسك الواقعة بغرب روسيا عن تعرض منشأة تابعة لحرس الحدود الروس للقصف من أراضي أوكرانيا الجمعة. وذكر حاكم مقاطعة بريانسك، ألكسندر بوغوماز، أن القصف بمدافع هاون استهدف مركزا لإدارة حرس الحدود التابعة لهيئة الأمن الفدرالية الروسية، في بلدة بيلايا بيريوزكا.
وأوضح بوغوماز أن القصف لم يخلف إصابات بشرية، لكنه ألحق ضررا بخطوط الإمداد بالمياه والكهرباء، مؤكدا أن أعمال الترميم قد أجريت لاستئناف الإمدادات.
وهذه ليست المرة الأولى في الآونة الأخيرة التي تتعرض فيها مناطق روسية متلاصقة مع حدود أوكرانيا للقصف من الجانب المقابل من الحدود.
في المقابل، أفادت الإذاعة البولندية أن سلطات البلاد قد أرسلت إلى أوكرانيا أكثر من 200 دبابة من طراز “تي-72” وعدة عشرات من مركبات المشاة القتالية. وأشارت الإذاعة إلى أن هذا العدد من الدبابات يكفي لتشكيل لوائين، مضيفة أنه لا توجد هناك أي معلومات رسمية حول عدد المعدات العسكرية البولندية المنقولة إلى أوكرانيا.
وأكد رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، سابقا، واقع تسليم الدبابات البولندية إلى أوكرانيا، دون تقديم أي تفاصيل أخرى بهذا الخصوص. من جانبه رفض رئيس مكتب الأمن الوطني البولندي، بافل سولوخ، أيضا في حديثه لقناة “بولسات” كشف عدد الدبابات، قائلا “لن أكشف أي أرقام ملموسة. كانت بولندا ولا تزال وستواصل تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، بما في ذلك الدبابات من طراز “تي-72”.
أفادت وسائل إعلام بولندية في وقت سابق من هذا الشهر أن وارسو قد أرسلت إلى أوكرانيا أسلحة بقيمة أكثر من 1,6 مليار دولار.
أما في سياق ردود الأفعال، فقد قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آن كلير لوغاندر، إن فرنسا “تتوقع أن يتبنى الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل الحزمة السادسة من العقوبات ضد روسيا، وتشمل حظر توريد النفط الروسي”.
وأضافت المتحدثة “الضغط على روسيا ليس فقط في شكل إمدادات عسكرية لأوكرانيا، ولكن أيضا من خلال عقوبات ضد روسيا. نحن نواصل ممارسة الضغط الاقتصادي على روسيا”.
وتناقش دول الاتحاد الأوروبي حاليا حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا، قد تشمل، من بين أمورعديدة، الخفض التدريجي لإمدادات النفط الروسية.
وفي وقت سابق، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في مقابلة مع صحيفة “بيلد أم زونتاغ” الألمانية، إنه “عند مناقشة المزيد من العقوبات ضد روسيا على خلفية الأحداث في أوكرانيا، فإن الاتحاد الأوروبي يفكر أيضا في اتخاذ تدابير ضد القطاع المصرفي، على وجه الخصوص ضد “سبيربنك”، الذي يمثل 37٪ من القطاع المصرفي الروسي، فضلا عن فرض قيود على قطاع الطاقة”.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أن الهدف الرئيسي هو تقليص دخل السلطات الروسية، وفي الوقت نفسه، نوهت فون دير لاين بأن الاتحاد الأوروبي يعمل الآن على “تطوير آليات ذكية تسمح بإدراج النفط في حزمة العقوبات المقبلة”.
المصدر: روسيا اليوم