انطلقت فعاليات مؤتمر “فلسطين قضية الأمة المركزية”، في العاصمة اليمنية صنعاء بمشاركة قيادات حزبية وسياسية ودينية يمنية ولبنانية وفلسطينية.
وألقى الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” زياد النخالة كلمة عبر الفيديو أكَّد فيها أنَّ ” الشعب الفلسطيني يصنع معادلات جديدة في مواجهة العدو الصهيوني، مخاطبًا الشعب اليمني بقوله: “إن مظلوميتنا واحدة وإن اختلفت أسماء القتلة”.
ورأى النخالة أنَّ هذا المؤتمر يحمل دلالات كثيرة في ظل ما تعانيه اليمن من ظروف صعبة وعدوان مستمر، مضيفًا: “يشرفني اليوم أن أتحدث إليكم وشعبنا يواجه الهجمة الصهيونية التي تحاول تهويد القدس وفرض وقائع جديدة على الأرض”
وتوجّه نخالة بالتحية لشعب اليمن العظيم المقاتل والشجاع ولقيادته الشجاعة قائلًا إن “مظلوميتنا واحدة وإن اختلفت أسماء القتلة. مطالبًا بوقف الحرب الظالمة على اليمن وإنهاء الحصار المفروض على اليمنيين، مشددًا على أنَّ “طفلًا واحدًا يُقتل في اليمن هو أفضل وأعزّ عند الله من كل النفط والأموال التي تملكونها”.
من جانبه، أكّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أنَّ “القضية الفلسطينية تحتاج إلى وقفة جدية وعزم أكيد ينطلق من أحقية الشعب الفلسطيني في فلسطين من البحر إلى النهر”، لافتًا إلى أنَّ انعقاد هذا المؤتمر في هذه اللحظة وهذا المكان له مكانة على جدية الاهتمام بالقضية الفلسطينية.
وخلال إلقائه كلمة حزب الله عبر الفيديو، قال رعد: “إذا كانت فلسطين قوية، فالأمة قوية، وباحتلالها فإنّ الأمة مهددة، وإن كانت تشهد انتفاضة فكل العرب والمسلمين سيدعمونها بالقوة والمساندة”، مؤكدًا أنّ الشعب الفلسطيني مصمم على تحرير كل أرضه رغم المؤامرات.
وأضاف أنّ “وقفة الشعب اليمني إلى جانب الشعب الفلسطيني بقيادة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي هي وقفة نعتز ونفخر بها ونراهن عليها”، معتبرًا أنَّ “العد التنازلي للكيان الصهيوني بدأ ويشهد اليوم انحدارًا سريعًا على مستوى صلابة جبهته الداخلية وقدرته على مواجهة الانتفاضات الفلسطينية.
بدوره، أكد رئيس حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية عبد العزيز بن حبتور، أنّ ” القضية الفلسطينية ليست قضية أفراد ولا جماعات بل مشروع تمثله حركة المقاومة من طهران وبغداد ودمشق وصنعاء وبيروت وغزة.
واشار بن حبتور الى أن “قضية فلسطين حيّة في وجدان كل الأحرار في العالم وخصوصا في عالمنا العربي والإسلامي، واليمنيون يدعمون حركة المقاومة التي أثبتت للعالم أجمع أنها حركة شجاعة، وأنّ الشعب الفلسطيني يستحق الحرية والحياة”.
وتطرق إلى “العدوان الظالم على اليمن” لافتًا إلى أنّ “قرار المرتزقة هو بيد السعودية والإمارات لا غير، وهذه الدول موظفة لدى المشروع الصهيوني في المنطقة”.
من ناحيته، شدد ممثل فصائل المقاومة الفلسطينية في صنعاء أحمد بركة على أنَّ “فلسطين ما زالت قضية الأمة المركزية. مشيدًا بمشاهد البطولة والفداء اليومية في ساحات المسجد الأقصى وكل بقعة من أرض فلسطين المباركة، ومعتبرًا أن الشعب الفلسطيني الذي صمد في مواجهة الاحتلال يتصدر المواجهة نيابة عن كل الأمة لتحرير فلسطين من رجس المحتلين.
وبيَّن بركة أنَّ أميركا التي يراهن عليها بعض الفلسطينيين “هي شريك مباشر للاحتلال في العدوان على شعبنا”، مؤكدًا أن “يوم القدس العالمي” هو يوم تذكير الأمة العربية والإسلامية بأن لهم قضية لا يجب أن يغفلوا عنها مهما كانت الظروف.
الى ذلك، لفت مفتي الديار اليمنية، العلامة شمس الدين شرف الدين إلى أنَّ “فلسطين قضية مركزية في قلوب اليمنيين ولا يخفى على أحد ما يجري من حصار وحرب نتيجة هذا الموقف تجاه فلسطين”، مشدّدًا على أنّ الأمة اليوم وهي تعيش مرحلة الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب معنية بأن تجسّد إيمانها وتبرهنه.
وقال إن “مواقف النظامين السعودي والإماراتي واضحة للعيان ومنحازة كل الانحياز لصف الكيان الغاصب”، مؤكّدًا أنّ على المسلمين أن يكرّسوا كل جهودهم لتوحيد حركات المقاومة حتى تحقيق النصر على كيان العدو.
وفي تصريح خاص لوكالة يونيوز للأخبار قال وزير الكهرباء بحكومة الإنقاذ أحمد العليي، إن “دور اليمن الكبير في محاولة جمع الفصائل الفلسطينية ودفعها لاتخاذ موقف موحد”.
واعتبر العليي أن “هذا المؤتمر الذي تم تدشينه في العاصمة اليمنية صنعاء يمثل انطلاقة واسعة في مقاومة المحتل ويأتي تمهيداً للتحرير الذي ينتظره كافة المسلمين، وأضاف: “أصبح اليوم دور اليمن محوري وقوي جداً خاصة واليمن تعيش لحظة ثورة مثلت علامة فارقة في مواجهة التحدي ومواجهة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل في المنطقة”.
من جهته، قال وكيل وزارة الإرشاد، صالح الخولاني، إن ” صنعاء واليمن بكلها تتشرف بعقد مؤتمر “فلسطين القضية المركزية الأولى والأم” بحضور نوعي ومشاركة من الفصائل الفلسطينية وحزب الله ومعظم الأحرار والمقاومة حول العالم” .
ورأى الخولاني أن هذا المؤتمر يؤكد على أن المقاومة أصبحت متماسكة أكثر من أي لحظة من اللحظات، مشيراً إلى أن وحدة المقاومة تعتبر من أهم الركائز الأساسية لمواجهة هذا العدوان عملاً بقوله تعالى “ولا تنازعوا فتفشلوا”. وأضاف: “إذا اختفى التنازع ظهر التوحد وإذا ظهر التوحد ظهرت القوة”.
وأكد الخولاني أن هذا المؤتمر سيكون علامة فارقة بين ما قبله وما بعده، مشيراً إلى أنه يعد تهيئة للنصر بإذن خاصة لانعقاده في صنعاء في ظل ظروف الحرب والهدنة، كما لفت إلى تشابه الوضعين بين اليمن والشام في الصراع مع العدو” .
ويحيي العالم العربي والاسلامي يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان يوم القدس العالمي الذي أعلنه قائد الثورة الإسلامية في ايران الإمام الخميني (قده) في السابع من شهر آب/اغسطس عام 1979 نصرةً للقدس والمسجد الأقصى، ورفضًا للإحتلال الإسرائيلي للمقدسات.
المصدر: يونيوز