أحمد قنيطة
أطلقت جهات عسكرية لم تعلن عن نفسها مساء أمس صاروخين من قطاع غزة باتجاه الأراضي المحتلة، وفي العادة يبدأ الاحتلال بعدها بالعدوان بقصف عدد من المواقع العسكرية المخلاة لحفظ ماء وجهه، كي يسوّق للجبهة الداخلية في الكيان أنه قام بتدمير مواقع ومقدرات عسكرية خطيرة للمقاومة..
لكن هذه المرة أحجم العدو عن قصفه المعتاد لحسابات أمنية واستخبارية تتعلق بعدم رغبته في الانجرار لتصعيد عسكري جديد، قد يتطور لحرب مفتوحة مع المقاومة في غزة، الأمر الذي دفع ببعض الكتاب والمحللين السياسيين والعسكريين الصهاينة لاتهام حكومة نفتالي بينيت بالضعف والخضوع أمام معضلة صواريخ غزة.
الصحفي الصهيوني هاليل روزين كتب تعليقاً إطلاق صاروخ ثالث قبل قليل: “عندما لا ينفذ الجيش رد !! للمرة الثانية الليلة أطلق صاروخ من غزة باتجاه الغلاف”، وأضاف: “عادت غزة من جديد لتقطير إطلاق الصواريخ باتجاه مستوطنات الغلاف”.
أعتقد أن سياسة التقطير في اطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة -بلا توقّف- قد تكون هي السياسة الأنجع والأجدى في مواجهة العدوان الصهيوني المتواصل على أرضنا وشعبنا ومقدساتنا، فهذه السياسة من شأنها أن تضرب ثلاثي الجذب الصهيوني (الأمن – الاستثمار – السياحة) في مقتل، وتجعل من الكيان الصهيوني بيئة طاردة للمغتصبين تفتقد للأمن والاستقرار وغير صالحة للتجارة والاستثمار.
هنا يفكّر اليهودي القادم من أمريكا وفرنسا وروسيا وغيرها إلى فلسطين محتلاً؛ بالهرب والعودة إلى بلده الأم باحثاً عن “السمن والعسل” الذي وجده في فلسطين سماً زعافاً.
المصدر: بريد الموقع