أكد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان أن “ايران متمسكة بخطوطها الحمراء في المفاوضات وستظل كذلك”، لافتاً إلى اننا “سنواصل المضي في المسار الدبلوماسي حتى الوصول الى اتفاق جيد وقوي ومستديم يلغي الحظر ويحظى بالعزة”. وقال وزير الخارجية الايراني إن “الطرف الاميركي طرح مطالب اضافية خلال الاسابيع الثلاثة الماضية، رغم الوصول الى توافق حول قسم كبير من النص وهي مطالب تتعارض مع قسم من بنود النص وفي مجال الغاء الحظر يرغبون في بعض الاحيان طرح وفرض شروط جديدة خارج اطار المفاوضات”، موضحاً أن “هذه الشروط واجراءات الحظر الاحادية التي فرضها الاميركيون على مختلف الدول خلال هذه الاعوام قد خلق مرضا في البيت الابيض بحيث يتصورون بان فرض وجهات النظر الاحادية في اي وثيقة وقضية هو الحل لتوفير مصالحهم”.
جاء ذلك في تصريح ادلى به أمير عبداللهيان خلال أول اجتماع للجنة تنسيق العلاقات الاقتصادية الخارجية في العام الايراني الجديد (بدأ في 21 اذار/مارس) والذي عُقد في مبنى وزارة الخارجية الأحد.
وقال وزير الخارجية الايراني،”السيد رئيسي يؤكد دوما في الاجتماعات على جميع اعضاء الوزارة أن الانظار لا ينبغي ان تكون موجهة الى فيينا، بل على جميع الاجهزة العمل من اجل احباط الحظر وتحقيق التقدم والتنمية المستديمة للاقتصاد والتجارة في البلاد”، موضحاً أنه “لو توصلنا في هذا المسار في ضوء عراقيل الجانب الاميركي والمشاكل المختلقة من قبل اعداء لايران، الى نتيجة في اي مرحلة من المفاوضات فإن ذلك يشكل خطوة ايجابية وانجاز جيد”.
توصلنا مع الدول الاوروبية الثلاث الى نتيجة متقاربة جدا من الناحية الفنية
وأشار أمير عبداللهيان الى الوصول الى “نتيجة متقاربة جدا مع الدول الاوروبية الثلاث المانيا وفرنسا وبريطانيا من الناحية الفنية في مفاوضات فيينا، ولكن كانت هنالك حاجة لتوقف مؤقت في ضوء اندلاع الازمة والحرب في اوكرانيا”. وأضاف أن “الدول الاوروبية الثلاث وروسيا والصين لهم انتقادات تجاه بعض المطالب الاضافية والسلوكيات التي يقوم بها الاميركيون في هذه الأيام والذي ادّى الى التاخر في الوصول الى اتفاق”.
وأكد أن ايران “أعلنت في أعلى المستويات معارضتها للحرب في اوكرانيا واليمن وافغانستان واي دولة اخرى واعلنت في الوقت ذاته معارضتها لاجراءات الحظر الأحادية”.
ونوّه إلى زيارته الى روسيا وحمله رسالة نظيره الاوكراني إلى المسؤولين الروس لوقف الحرب واستمرار المفاوضات، قائلاً “نحن لا نعتبر الحرب في اوكرانيا سبيلاً للحل بل نرى أن الحل سياسي فقط حيث ان الجهود الدبلوماسية لوزارة الخارجية مازالت مستمرة في هذا الصدد علما باننا نعتبر جذور الحرب في اوكرانيا بانها تعود لاستفزازات الناتو واميركا كعامل اساس.
وأشار إلى زيارته الاخيرة الى موسكو ومحادثاته التي اجراها مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، قائلاً “لقد كان اتفاقنا مع الجانب الروسي بانه لو تمت خلال مفاوضات الغاء الحظر في فيينا رعاية خطوطنا الحمراء ووصلنا الى نقطة الاتفاق فان روسيا لن تكون عقبة في مسار الاتفاق.
لم نر نفعا في المفاوضات المباشرة مع اميركا
وتابع وزير الخارجية “بطبيعة الحال فان الجمهورية الاسلامية الايرانية تمسكت وستظل متمسكة بخطوطها الحمراء. الاميركيون يطرحون باستمرار مسالة ضرورة المفاوضات المباشرة مع ايران لكننا وفي ضوء الدراسات التي اجريناها وبناء على الرؤية التي يحملها الاميركيون لم نر نفعا في المفاوضات المباشرة مع اميركا، وحتى انهم لم يقوموا باي خطوات ايجابية على الارض لخلق افق يبين بانهم قد قاموا بامور جيدة الى جانب تحدثهم عن حسن نواياهم”.
لم نطلب من الاميركيين قروضا واموالا
واضاف “ازاء اصرارهم المتكرر على التفاوض المباشر قلنا لهم بانكم لو تملكون حسن النية نفذوا واحدة او اثنتين من القضايا العملية والملموسة قبل الوصول الى اي اتفاق، مثل الافراج عن قسم من اموال الجمهورية الاسلامية الايرانية لدى البنوك الاجنبية”.
واكد وزير الخارجية أننا “لم نطلب من الجانب الاميركي قرضا ومالا بل نريد الافراج عن اموال الشعب”، قائلاً “إن كانت حسن النية متوفرة لديهم وفق الرسائل المتكررة التي بعثها بايدن لالغاء الحظر والوصول الى اتفاق في فيينا والعودة للاتفاق النووي فليبادروا الى الغاء حالة وحدة من اجراءات الحظر بقرار تنفيذي في حين قاموا خلال الاشهر الاخيرة بفرض اجراءات حظر جديدة ضد 4 اشخاص ايرانيين”.
واوضح أن “تبادل الرسائل بصورة Non-Paper عن طريق مندوب الاتحاد الاوروبي وكبير المفاوضين الاوروبيين ما زال مستمراً”.
المصدر: فارس