واصلت القوات الروسية لليوم الـ46 توجيه ضربات جوية وصاروخية لمنشآت البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، تزامنا مع المضي قدما في تنفيذ عمليات ميدانية بهدف السيطرة على كامل أراضي دونباس.
وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير قواتها بضربات صاروخية مقر قيادة لكتيبة “دنيبرو” الأوكرانية القومية في مقاطعة دنيبروبتروفسك شرق البلاد. وصرح المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف، خلال موجز صحفي الأحد “خلال الليل الماضي، دُمّر بصواريخ عالية الدقة مطلقة من البحر في بلدة زفونيتسكويه بمقاطعة دنيبروبتروفسك مقر قيادة وموقع مرابطة قوات لكتيبة “دنيبرو” القومية وصل إليه مؤخرا تعزيزات مؤلفة من مرتزقة أجانب”.
كما ذكر كوناشينكوف أن “القوات الروسية بصواريخ عالية الدقة مطلقة من الجو دمرت منصات إطلاق لصواريخ “إس-300″ تابعة للجيش الأوكراني في محيط قرية ستاروبوغدانوفكا في مقاطعة نيقولايف (ميكولايف) وفي مطار تشوغويف العسكري في مقاطعة خاركوف”.
وأكد المتحدث إسقاط الدفاعات الجوية الروسية ثماني طائرات مسيرة تابعة للجيش الأوكراني، مضيفا أن “سلاح الجو قصف 86 هدفا عسكريا في أراضي أوكرانيا، منها مقر قيادة ومستودعا ذخيرة وثلاثة مستودعات وقود وثلاث راجمات صواريخ و49 موقعا حصينا وتجمعا للآليات الحربية الأوكرانية”.
وإجمالا، دمر الجيش الروسي منذ بداية عمليته العسكرية في أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير الماضي، “وفقاً لإحصاءات وزارة الدفاع، 127 طائرة و98 مروحية و234 منظومة صاروخية من أطرزة “إس-300″ و”أوسا” و”بوك-إم 1″، و436 طائرة مسيرة و2052 دبابة ومدرعة و232 راجمة صواريخ و894 مدفعا ومدفع هاون، بالإضافة إلى 1975 مركبة عسكرية خاصة”.
وقالت السلطات في جمهورية دونيتسك الشعبية إن المتطرفين الأوكرانيين استولوا على سفينتين أجنبيتين في ماريوبول واحتجزوا أطقمها كرهائن.
وجاء في بيان سلطات دونيتسك “في ميناء مدينة ماريوبول، استولت فلول وحدات آزوف على سفينتين أجنبيتين، تساريفنا وليدي أوغوستا. واحتجز مسلحو آزوف طواقم هذه السفن كرهائن”وقاموا بإطلاق النيران واستخدام قذائف الهاون من على أسطح السفن”.
إلى ذلك، ذكرت وزارة الدفاع الروسية السبت أن نظام كييف حاول إجلاء قياديي كتيبة “آزوف” النازية والمرتزقة الأجانب من ماريوبول بحرا على متن سفينة تجارية بعد أن فشل في ذلك جوا. وأعلنت موسكو وكييف عن تنفيذ عسكرييهما صفقة جديدة لتبادل الأسرى، على خلفية العملية العسكرية الروسية المتواصلة في أوكرانيا.
وأكدت مفوضة حقوق الإنسان الروسية، تاتيانا موسكالكوفا، على قناتها في تطبيق “تيليغرام” الأحد أن عملية التبادل نفذت مساء يوم أمس وشملت خصوصا أربعة موظفين في المؤسسة الحكومية الروسية للطاقة النووية “روس آتوم” وعددا من العسكريين الروس. وتابعت “في ساعات مبكرة من صباح اليوم حطوا في الأراضي الروسية وسوف يلتقيهم قريبا أقاربهم وأهاليهم”.
وكانت موسكالكوفا قد أعلنت أمس تحرير 14 بحارا من سفينة “آزوف كونكورد” التجارية الروسية التي كانت محتجزة من قبل الجيش الأوكراني في ميناء ماريوبول، بالإضافة إلى عملية تبادل سائقي شاحنات شملت 32 سائقا روسيا و20 أوكرانيا وعددا من مواطني بيلاروس.
من جانبها، أكدت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك، إجراء عملية تبادل جديدة يوم أمس (وهي تعد الثالثة منذ بدء النزاع) سلمت خلالها موسكو إلى كييف 26 شخصا منهم 12 عسكرياً.
من جهة ثانية، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن السلطات الأوكرانية لم تسمح بعد للمراقبين الدوليين بزيارة محطة تشيرنوبل التي انسحبت منها القوات الروسية. وقال غروسي، في حوار مع صحيفة Corriere della Sera الإيطالية أمس السبت، إن “موعد الزيارة لم يحدد بعد”، مضيفا: “نحن في انتظار الترخيص”. وأشار المدير العام للوكالة إلى أن زملاءه الأوكرانيين يبررون هذا التأخر بالقول إن عملية إزالة الألغام في المنطقة المحظورة المفروضة منذ عام 1986 حول محطة تشيرنوبل لم تنته بعد.
ولفت غروسي إلى عدم رصد أي زيادة ملموسة في مستويات الإشعاع في تشيرنوبل على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة أن يزور خبراء الوكالة المحطة بغية التأكد من ذلك.
ورجح المدير العام للوكالة إمكانية إرسالها ثلاثة أو أربعة خبراء إلى تشيرنوبل، مشيرا إلى أن تنظيم مثل هذه البعثة إلى محطة زابوروجيه الخاضعة لسيطرة الجيش الروسي يبدو مهمة أكثر صعوبة. وأوضح “يجب علينا الاتفاق مع الأوكرانيين وفيما يخص زابوروجيه مع الروس أيضا، لكن من الصعب بالنسبة لكييف القبول بمبدأ الحوار مع الروس بناء على توجهاتهم الخاصة بأوكرانيا”.
وكان غروسي قد أعلن أمس أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تستكمل الاستعدادات اللوجيستية لإطلاق عدة بعثات خاصة بالأمن النووي في أوكرانيا في نيسان/أبريل الجاري.
وكانت منظمة الطاقة النووية الأوكرانية قد أعلنت مطلع الشهر الجاري عن انسحاب القوات الروسية من محطة تشيرنوبل، وذلك على خلفية إعلان موسكو عن خفض وتيرة أنشطتها العسكرية في محوري كييف وتشيرنيغوف خلال عمليتها العسكرية في أوكرانيا. ولم تصدر وزارة الدفاع الروسية بيانات بشأن انسحاب القوات الروسية من تشيرنوبل، لكن ممثلين عن عدد من وسائل الإعلام الغربية زاروا المحطة منذ استعادة السلطات الأوكرانية السيطرة عليها.
المصدر: روسيا اليوم