دخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الجمعة يومها الـ44، مع تركيز الجهود الأساسية على محور دونباس، مقابل تبني الغرب رسمياً الحزمة الخامسة من العقوبات ضد روسيا. وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت بصواريخ عالية الدقة “مركزا لتجميع وتدريب المرتزقة الأجانب” قرب مدينة أوديسا الأوكرانية.
وصرح المتحدث باسم الوزارة، إيغور كوناشينكوف، في موجز صحفي الجمعة أن “القوات الروسية دمرت بصواريخ عالية الدقة أطلقت من الجو، في محطات سكة الحديد بوكروفسك وسلافيانسك وبارفينكوفو أسلحة ومعدات عسكرية تابعة لقوات الاحتياط الأوكرانية التي وصلت إلى منطقة دونباس”. وأضاف كوناشينكوف أن “الدفاعات الجوية الروسية أسقطت مروحيتين عسكريتين أوكرانيتين من طرازي “مي-8″ و”مي-24” في محيط بلدة ستارايا زبرويفكا، بالإضافة إلى إسقاط خمس طائرات مسيرة اثنتان منها من طراز “بيرقدار تي بي-2″ في محيط مدينة كريفوي روغ”.
وأعلن المتحدث عن “شنّ سلاح الجو والقوات الصاروخية الروسية ضربات على 81 هدفاً عسكرياً في أوكرانيا، منها مركزا قيادة ومنظومة صاروخية من طراز “أوسا” وثلاث راجمات صواريخ وتسعة مواقع حصينة، بالإضافة إلى 59 تجمعا للآليات القتالية للجيش الأوكراني”.
كما دمرت القوات الروسية إجمالاً منذ بدء عمليتها العسكرية في أوكرانيا، وفقاً لكوناشينكوف،” 97 مروحية و421 طائرة مسيرة و228 منظومة دفاع جوي صاروخية متوسطة وبعيدة المدى و2019 دبابة ومدرعة و223 راجمة صواريخ و874 مدفعا ومدفع هاون، بالإضافة إلى 1917 مركبة عسكرية خاصة”. وقالت السلطات في جمهورية دونيتسك الشعبية إن 11 جندياً أوكرانياً من ثلاثة ألوية ألقوا أسلحتهم طواعية وتوجهوا إلى أراضي دونيتسك.
وجاء في بيان السلطات “إن أحد عشر جنديا من الألوية 56 و54 و25 ألقوا أسلحتهم طواعية وتوجهوا إلى جانب جمهورية دونيتسك الشعبية”.
كما اتهمت الدفاع الروسية الجيش الأوكراني بشن الهجوم الصاروخي الذي خلف عشرات القتلى المدنيين في محطة القطارات في مدينة كراماتورسك، مؤكدة أنها حددت المكان الذي نفذ منه القصف.
ورجحت الوزارة أن هدف الهجوم يكمن في “تقويض الخروج الجماعي للمدنيين من المدينة بغية استخدامهم كدروع بشرية في الدفاع عن مواقع القوات المسلحة الأوكرانية، كما حصل في العديد من المدن والبلدات الأوكرانية الأخرى”.
من جهة ثانية، نشرت إدارة الدفاع لجمهورية دونيتسك الشعبية صوراً تؤكد سقوط ضحايا نتيجة سلسلة انفجارات قرب محطة قطارات في كراماتورسك، جراء استهداف القوات الأوكرانية للمنطقة بصواريخ “توتشكا أو”. وأكد المقر أن هذا النظام الصاروخي قديم وليس في الخدمة في روسيا وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، ولكن تستخدمه التشكيلات المسلحة الأوكرانية بنشاط. ونشر المقر (دونيتسك) صورا من موقع الانفجار يظهر وقوع ضحايا بين المدنيين.
وفي سياق ردود الأفعال، أعلنت اليابان الجمعة، فرض قيود جديدة على روسيا، من خلال حظر واردات بعض المنتجات مثل الفحم. وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا “إن العقوبات الجديدة تلغي أيضا واردات الفحم والاستثمارات الجديدة في روسيا، بما يتماشى مع مجموعة الدول السبع الأخرى”. وأشار إلى أن “الاجراءات العقابية جزء من جهود اليابان لمحاسبة روسيا على العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا”.
هذا وانضمت اليابان إلى قائمة الدول التي قررت طرد دبلوماسيين روس من أراضيها، على خلفية استمرار العملية العسكرية في أوكرانيا. وأكدت المتحدثة باسم الخارجية اليابانية هيكاريكو أونو، الجمعة إعلان ثمانية من موظفي سفارة روسيا وممثليتها التجارية في طوكيو شخصيات غير مرغوب فيها، وفقا لوسائل إعلام محلية. ولم تحدد المتحدثة الموعد الذي يتعين بحلوله على هؤلاء الدبلوماسيين الروس مغادرة البلاد.
وأشارت وكالة “كيودو” إلى أن “السلطات اليابانية درست بدقة ماهية الأسماء المدرجة على القائمة السوداء الجديدة، خاصة وأن موسكو من المتوقع أن ترد بالمثل على إجراء طوكيو”. وتعهدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن موسكو سترد على الإجراء الياباني “بشكل مناسب”.
من جهته، أعلن الرئيس السويسري إغناسيو كاسيس رفضه طرد الدبلوماسيين الروس على غرار دول أخرى ردا على العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا. وبحسب كاسيس في مقابلة مع قناة RTS التلفزيونية، فإن سويسرا تطالب بإجراء تحقيق دولي مستقل لتوضيح الانتهاكات المنسوبة إلى روسيا في بوتشا. وقرر المجلس الاتحادي (المجلس الوطني السويسري) أن “طرد الدبلوماسيين إجراء يجب تنفيذه حفاظا على الأمن وليس كعقاب لشيء ما”.
من جهته، قال الممثل الرسمي لأمانة الدولة للاقتصاد (SECO) في الاتحاد السويسري، فابيان ماينفيش، إن البلاد انضمت إلى العقوبات الغربية ضد روسيا وحجبت الأصول الروسية بمبلغ 7.5 مليار فرنك (أكثر من 8 مليارات دولار).
في القابل، قال رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو إن موسكو حليفة لمينسك، “وسنكون إلى جانب روسيا دائماً في مواجهة أي صعوبات وظروف كانت”. في الوقت نفسه، أكد لوكاشينكو، في لقاء مع السفير الباكستاني لدى بيلاروس ساجاد حيدر خان أن مينسك “مع تسوية سلمية للنزاع” في أوكرانيا.
المصدر: روسيا اليوم