يواصل الجيش الروسي عمليته العسكرية في أوكرانيا لليوم الـ21، في مقابل الحديث عن احتمال “قرب الاتفاق” على بعض النقاط بين موسكو وكييف.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أننا “قريبون مع الجانب الأوكراني من الاتفاق على أفكار محددة في محادثاتنا”.
وقال لافروف في حديث مع قناة “ار بي كا” الروسية “أسترشد بالتقييمات التي قدمها مفاوضونا، إنهم يقولون المفاوضات سير بصعوبة لأسباب واضحة، لكن مع ذلك، هناك أمل في التوصل إلى حل وسط”.
ووفقا له ، فإن الاجتماع مع وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا في تركيا “لا يحل محل المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا التي بدأت في بيلاروس”، مشيرا الى أن كوليبا “لم يطرح أي أفكار جديدة في الاجتماع في أنطاليا”.
واضاف “نحن على استعداد للبحث عن أي طرق لضمان أمن أوكرانيا والدول الأوروبية ، وبالطبع روسيا، باستثناء توسع الناتو نحو الشرق”.
كما أعلن وزير الخارجية الروسي أن “تطورات الأحداث الأخيرة حول أوكرانيا تحظى بأهمية قصوى بالنسبة للعالم برمته”، واصفاً إياها بأنها “معركة من أجل مستقبل النظام العالمي”.
وقال لافروف، “لا يتعلق هذا الأمر بأوكرانيا إطلاقاً، أو بالأحرى يخص النظام القانوني في العالم أكثر من أوكرانيا. أحكمت الولايات المتحدة هيمنتها على أوروبا بأكملها”، مضيفاً “نمر الآن بمنعطف مفصلي في التاريخ المعاصر يعكس المعركة من أجل مستقبل النظام العالمي”.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء أن قواتها أخرجت 128 منشأة عسكرية عن الخدمة في أوكرانيا، ودمرت 7 مستودعات للأسلحة. وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية إيغور كوناشينكوف في إفادة صحفية إن “الأهداف التي تمت إصابتها، تشمل أيضا منظمومة Buk-M1 للدفاع الجوي وأخرى من طراز Osa، إضافة إلى 4 محطات رادار و4 مراكز قيادة و68 موقعا لتمركزالمعدات العسكرية”.
وأضاف كوناشينكوف أن “القوات الروسية أسقطت خلال اليوم الماضي طائرتين أوكرانيتين من طراز “سو-25” في مقاطعة تشيرنيهيف وأخرى من طراز “ميغ-29″ في منطقة نوفايا بيكوفكا، بالإضافة إلى 4 طائرات مسيرة”.
بذلك بلغ إجمالي المعدات العسكرية الأوكرانية التي تم تدميرها منذ بداية العملية 111 طائرة، و68 مروحية، و160 طائرة مسيرة، و159 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و1353 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و129 راجمة صواريخ و493 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون و1096 مركبة عسكرية خاصة.
وذكر المتحدث أن “قوات جمهورية لوغانسك الشعبية في إطار عملياتها الهجومية المتواصلة، تخوض معارك داخل مدينة سيفيرودونتسك في أحيائها الشرقية والشمالية الشرقية والشمالية الغربية”. بدورها، طورت وحدات جمهورية دونيتسك الشعبية هجومها أيضا وسيطرت على بلدات ميخيلوفكا وستافكا وبوتمانكا وفاسيلييفكا، فيما لا يزال القتال حول بلدة فيرخنيتوريتسكويه جارياً.
وفي وقت سابق أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن “القوات المسلحة الروسية تقوم بنقل المعدات العسكرية التي تم الاستيلاء عليها، بما في ذلك معدات أجنبية الصنع إلى وحدات الدفاع الشعبي لجمهوريتي لوهانسك ودونيتسك الشعبيتين، ويتم تدريب مقاتلي الجمهوريتين على إتقان استخدام منظومتي الصواريخ المضادة للدبابات “جافلين” و”أن لاو”.
وجاء في بيان الدفاع الروسية “يتم نقل المعدات العسكرية الأوكرانية وأسلحة الدول الغربية التي تم الاستيلاء عليها إلى وحدات الدفاع الشعبي لجمهوريتي لوهانسك ودونيتسك الشعبيتين، لاستخدامها في الأعمال القتالية ضد القوميين الأوكرانيين”.
وأضاف البيان “لإتقان استخدام أنظمة الصواريخ المضادة للدبابات “جافلين” و”أن لاو “، يخضع الأفراد العسكريون في جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك الشعبيتين، للتدريب وإعادة التأهيل الخاص”.
وشددت وزارة الدفاع الروسية على أن جميع المعدات والأسلحة الأوكرانية التي تم الاستيلاء عليها والتي تم نقلها إلى وحدات الدفاع الشعبي في الجمهوريتين، ستستخدم لاحقا لتحرير وحماية أراضي الجمهوريتين.
من جهته، أكد الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، حضور الرئيس الأمريكي جو بايدن، القمة الاستثنائية للحلف المنعقدة في 24 آذار/مارس الجاري في بروكسل. وقال ستولتنبرغ، في بيان مشترك مع رئيس البنتاغون قبل اجتماع وزراء دفاع “الناتو” إن وزراء دفاع الناتو “سيناقشون التخطيط الدفاعي طويل الأجل فيما يتعلق بالإجراءات الروسية في أوكرانيا”.
وتابع أن الحلف “سوف يناقش اليوم ليس فقط العواقب المباشرة لما أسماه “الغزو الروسي لأوكرانيا”، وإنما أيضا العواقب طويلة المدى، وتكييف الحلف لفترة طويلة، حيث “يتحمل (الناتو) مسؤولية ضمان ألا يتجاوز هذا الصراع أوكرانيا، ولهذا السبب ضمن أسباب أخرى، عززنا وجودنا في الجناح الشرقي للتحالف”.
وفي سياق ردود الأفعال، أفادت الحكومة السويسرية الأربعاء، بتوسيع قائمة عقوباتها المفروضة على روسيا في الأسابيع الأخيرة على خلفية الأحداث في أوكرانيا. وجاء في بيان صدر عن المجلس الفدرالي السويسري ونشر على موقعه الرسمي أن وزير الاقتصاد غي بارميلين، أدرج في 16 آذار/مارس الجاري أسماء “أكثر من 200 شخصية وكيانا على قائمة العقوبات السويسرية بسبب الانتهاكات الجدية للقوانين الدولية من قبل روسيا في أوكرانيا”. وأضاف البيان “بذلك أصبحت قائمة العقوبات السويسرية تتفق بالكامل مع قائمة العقوبات للاتحاد الأوروبي”.
وتشمل العقوبات السويسرية الجديدة بما في ذلك المدير العام للقناة الروسية الأولى، قسطنطين إيرنست، والسيناتور الروسي، سليمان كريموف، وتيغران خودافيرديان الذي يغادر مجلس المدراء لشركة “.Yandex N.V” ومناصبه الأخرى في فروع الشركة في هولندا.
كما أعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الأربعاء، أن اليابان قررت تجريد روسيا من صفة دولة ذات أفضلية، وذلك بسبب الأحداث الجارية حالياً في أوكرانيا. وأوضح كيشيدا أن “قرار حرمان روسيا من صفة ذات أفضلية هو في العلاقات التجارية”.
المصدر: سبوتنيك+روسيا اليوم