نص الخطبة
نبارك لكم ولجميع المسلمين حلول شهر شعبان المعظم، شهر رسول الله محمد بن عبدالله(ص)، وذكرى المبعث النبوي الشريف.
في مجتمع أهدرت فيه كرامة الإنسان، وسادت فيه العنصرية والعصبية القبلية، وسيطر فيه الأقوياء وسحق فيه الضعفاء، وفي مجتمع وفي قوم كانوا يحتقّرون المرأة ويضطهدونها بل ويدفنونها حية تحت التراب خوفا من العار او الفقر، بعث رسول الله محمد برسالة الهية كان عنوانها كرامة الإنسان، وكان محور تشريعاتها واحكامها إقرار حقوق الإنسان وحمايتها وحرمة انتهاكها .
الاسلام كرم الانسان وفضله على سائر مخلوقاته وارسى ثقافة احترام الانسان بما هو إنسان، بغضّ النظر عن دينه وجنسه ولغته وعرقه ولونه وموقعه الاجتماعي واوضاعه المادية.
الشيء الذي يدفع غالبا نحو الدوس على الكرامات وانتهاك حقوق الناس والاعتداء عليهم وظلمهم واضطهادهم هو الاحساس بالتمايز وبالتفوق على الاخرين ، وروح العنصرية، وروح الاستعلاء والتكبر التي تعشعش في بعض النفوس ولدى بعض الشعوب والدول والجهات.
اعتقاد الرجل مثلا بأنه افضل من المرأة، وأنّها خلقت لأجله ولخدمته، هو ما يبرر له استضعافها واضطهادها وتهميشها وهضم حقوقها.
تصور ابناء عرق معين او ابناء قومية معينة او ابناء دين معين او لون معين بانهم يمتازون ويتفوقون على غيرهم من الاعراق والقوميات والاديان الاخرى هو ما يدفعهم لاحتقار الاخرين وللهيمنة وللعدوان عليهم .
مثلا تصورالاوروبيين او الامريكيين بانهم يمتازون عن غيرهم من بقية الشعوب والجنسيات والقوميات، او تصور الآريين بانهم يتفوقون على غيرهم من الاعراق الاخرى، او اعتقاد البيض بانهم افضل من السود، او اعتقاد اليهود مثلا أنّهم شعب الله المختاروانهم افضل من غيرهم، هو ما يدفعهم للاعتداء على الآخرين، واستعمارهم واحتلالهم .
شعور الإنسان بالاستعلاء وانتفاخ الشخصية والتكبر لانه ينتمي الى دين معين او لانه غني ويملك مالا كثيرا، او لانه وجيه اومسؤول او صاحب سلطة هو ما يدفعه لتحقير الآخرين والاستهانة بحقوقهم.
لقد عانت الشعوب خلال كل المراحل الماضية من انتشار مثل هذه التصورات، التي تدعي التفوق والتميز التكويني لفئة من الناس، وتحطّ من شأن وقدر من سواهم، مما يؤسس لتبرير العدوان وانتهاك الحقوق واستباحة الحرمات.
فالنازية التي أطلق حركتها هتلر، كانت تدعي تفوق العرق الآري على بقية الاعراق الموجودة في اوروبا، ولذلك قام النازيون بحرمان غير الآريين من وظائف الدولة، وبمنع الزيجات المختلطة، وبمحاربة كلّ عرق غير آري.
اليهود الذين ادعوا بانهم شعب الله المختار ، اعطوا لانفسهم هذا الامتياز وبرروا من خلاله احتقار بقية الشعوب وهضم حقوقها، وقد تحدث عن ذلك القرآن الكريم. يقول تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ﴾ المائدة: 18
كما ان اليهود لانهم يشعرون بالتفوق على بقية الشعوب ، لا يحترمون أموال غير اليهود باعتبارهم أميين اي عربا لا إثم في الاستيلاء على اموالهم ومصادرة حقوقهم، كما يقول عنهم تعالى: ﴿ وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) آل عمران: 75.
لقد أعلن رسول الله (ص) الحرب على كلّ تلك الأفكاروالتصورات العنصرية القائمة على الأوهام، وارسى ثقافة جديدة تؤكد على وحدة الأصل والنوع الإنساني ذكورًا وإناثًا، ومن مختلف الأعراق والألوان، والانتماءات والطبقات.
يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾ النساء: 1
أما اختلاف الأعراق والألوان بين ابناء البشر، وتنوع القوميات واللغات، فتلك مشيئة الله، لإظهار قدرته وإبداعه في الخلق والوجود.
يقول تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ﴾ الروم،: 17
وهذا الاختلاف والتنوع بين الناس، بحيث يكون هذا ابيض وهذا اسود وهذا عربي وهذا اجنبي الخ لا يبرر ادعاء التفاضل والتمايز، بل هو مدعاة للتعارف والاستفادة المتبادلة من خبرات وتجارب الحياة.
يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ﴾ الحجرات: 16
لقد منح الله الكرامة الانسانية لكل البشر بمختلف انتماءاتهم فلا يصح اهدار كرامة الانسان او انتهاكها او الدوس عليها، يقول تعالى: ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) الإسراء: 70 فالقران فضل الانسان على غيره من الكائنات ومنحه الكرامة فكلّ فرد من بني آدم هو مصداق لهذا العنوان الشامل، الذي لم تحصره الآية الكريمة في أبناء عرقٍ أو دينٍ معيّن ولا في ابناء جنس او منطقة معينة .
وهذا ما تؤكده الاحاديث الشريفة ايضا، فقد روي عن رسول الله (ص): مَا مِنْ شَيْءٍ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنِ ابْنِ آدَمَ.
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ (ص) فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ خُطْبَةَ الْوَدَاعِ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى، ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ»
ولم يكن النبي(ص) يكتفي باطلاق المواقف ضد التمييزالعنصري بل كان (ص) يتصدى لكل المظاهر والممارسات العنصرية التي تُمثّل إنتهاكًا لحقوق الإنسان، فيدينها ويرفضها بشكل حاسم، حتى لو كانت تلك الممارسة كلمة جارحة، أو تصرف يوحي بازدراء وتحقير.
فقد روي ان أَبُا ذَرٍّ عير بِلال الحبشي ًبِأُمِّهِ، وكانت امه سوداء فَقَالَ: يَا ابْنَ السَّوْدَاءِ، فاستاء بِلالًا وأَتَى الى رَسُولَ اللَّهِ (ص)، فَأَخْبَرَهُ فَغَضِبَ النبي كثيرا فلما فَاءَ أَبُو ذَرٍّ أَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا أَعْرَضَكَ عَنِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: أَنْتَ عَيِّرت بِلالاً بِأُمِّهِ! وَالَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ عَلَى مُحَمَّدٍ، أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَحْلِفَ، مَا لأَحَدٍ عَلَيَّ فَضْلٌ إِلا بِعَمَلٍ، إِنْ أَنْتُمْ إِلا كَطَفِّ الصَّاعِ”»يعني لا احد من بني البشر كاملا بل الجميع يعتريه النقص والعجز الا من اكرمه الله كما نقول نحن: الكمال لله.
وعَنْ الامام الصادق (ع) قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ غني يلبس ثيابا فاخرة إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ (ع)،فَجَلَسَ بجانبه ، ثم جاءَ رَجُلٌ مُعْسِرٌ فقير يلبس ثيابا بالية، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِ الغني ، فابتعد الغني منه وضم ثِيَابَهُ حتى لا تلتصق بثياب الفقير، فالتفت النبي(ص) وَقالَ لَهُ : أَخِفْتَ أَنْ يَمَسَّكَ مِنْ فَقْرِهِ شَيْءٌ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: فَخِفْتَ أَنْ يُصِيبَهُ مِنْ غِنَاكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: فَخِفْتَ أَنْ يُوَسِّخَ ثِيَابَكَ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ عندي شيطان يُزَيِّنُ لِي كُلَّ قَبِيحٍ، وَيُقَبِّحُ لِي كُلَّ حَسَنٍ، فوسوس لي وجعلني اصنع ما صنعت، وحتى اكفر عن فعلي فقَدْ جَعَلْتُ لَهذا الرجل نِصْفَ مَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (ص): لِلْفقير أَتَقْبَلُ؟ قَالَ: لاَ، فَقَالَ لَهُ الغني : وَلِمَ؟ قَالَ: أَخَافُ أَنْ يَدْخُلَنِي مَا دَخَلَكَ» يعني اخاف عندما اصبح غنيا والتقي بفقير ان ينتابني الشعور بالتفاضل والتمايز الذي انتابك عندما جلست بجانبك.
هذه هي اخلاق الاسلام وتعاليم رسول الاسلام الذي ارسى ثقافة المساواة بين الناس ورفض كل اشكال العنصرية المقيتة وأسس لثقافة حقوق الإنسان، وتعزيزها وحمايتها، وربى المجتمع على احترامها والالتزام بها، ورفض كل اشكال الظلم والعدوان والهيمنة وانتهاك حقوق الانسان
فالظلم مرفوضٌ، وانتهاك حقوق أي ّإنسانٍ ولو كان على غير دينك ومن غير ملتك هو جريمة، يحاسبك الله عليها يوم القيامة .
اليوم الروح العنصرية لا تزال تسيطر على سلوك من يدعون التمدن والتقدم والتطور وينادون بحقوف الانسان، ففي أكثر الدول تقدمًا وإظهارًا للاهتمام بحقوق الإنسان وهي الولايات المتحدة الأمريكية واوروبا نشاهد كيف يتم التعامل مع السود مثلا، حيث هناك مئات حوادث القتل سنويا تحصل بحق السود على نفس صورة قتل (جورج فلويد (George Floyd) في اميركا والذي كان يصرخ لا أستطيع التنفس قبل أن يموت اختناقًا على يد الشرطي الابيض.
وهذه الايام ايضا تبرز الروح العنصرية لدى الغرب في التعامل مع الاحداث الجارية في اوكرانيا، فنجد كيف ان اعلاميين وسياسيين غربيين ومن منطلقات عنصرية اعتبروا أن أوكرانيا بلد “متحضر بخلاف دول أخرى تشهد حروبا”، فقد وصف كبير مراسلي شبكة “سي بي إس نيوز” تشارلي داغاتا الأسبوع الماضي أوكرانيا بأنها ليست “مثل العراق وأفغانستان (…) هي دولة متحضرة نسبيا”، ما يعني أن “الأوكرانيين، على عكس الأفغان والعراقيين، يستحقون تعاطفنا أكثر من العراقيين أو الأفغان؟
ولم يكن هذا الصحفي هو الصحفي الوحيد الذي ينظر الى محنة الأوكرانيين من خلال مصطلحات عنصرية وشوفينية”.
فهناك أمثلة أخرى حول الموضوع نفسه مثل قول نائب المدعي العام السابق لأوكرانيا “إنه أمر مؤثر للغاية بالنسبة لي لأنني أرى أوروبيين بعيون زرقاء وشعر أشقر… يُقتلون كل يوم”.
ويقول الصحفي فيليب كوربي عن أوكرانيا: “نحن لا نتحدث هنا عن فرار سوريين من قصف النظام السوري المدعوم من الرئيس الروسي. نحن نتحدث عن الأوروبيين الذين يغادرون في سيارات تشبه سياراتنا لإنقاذ حياتهم”.
هذه تعليقات قبلية وعنصرية خبيثة تتغلغل في تغطية حرب اوكرانيا وهي وصمة عار على جبين الغرب لا تزيلها ادعاءات حماية حقوق الانسان.
هذه هي نظرة الغرب الحقيقية لشعوب منطقتنا ولدول منطقتنا ولمن يقتل فيها ويشرد بحروبهم وفتنهم وعدوانهم.
هم ينظرون لمن عداهم نظرة دونية لا انسانية فيها ولا رحمة، انظروا كيف تتعامل السلطات الغربية على الحدود البولندية والرومانية وغيرها مع النازحين غير الاوكرانيين ممن هم من اصول افريقية وعربية وغير اوروبية ، حيث يتركونهم لساعات في العراء والبرد بينما يسهلون معاملات البيض والاوروبيين ويقدمونهمعلى من عداهم، عليهم وقد سمعنا خلال الاسبوع الماضي عبر وسائل الاعلام شهادات كثيرة من نازحين عرب وافارقة عن سوء المعاملة التي يلقونها على حدود بعض الدول الاوروبية بخلاف الاوكرانيين والاوروبيين.
نحن نرفض الحرب والقتل والاحتلال والخراب والدمار في اي منطقة في العالم انطلاقا من مبدأ رفضنا للظلم والعدوان.
الغرب اليوم يتعامل بازدواجية معايير مع الازمات في العالم ، ففي الوقت الذي ينتفض ضد الحرب في اوكرانيا يلوذ بالصمت امام ما ترتكبه اميركا والسعودية من جرائم بحق الشعب اليمني وامام السرقات الموصوفة التي تقوم بها اميركا للنفط السوري ولاموال الشعب الافغاني .
الذين يرفضون الحرب على اوكرانيا اليوم من مبدأ رفضهم للحرب وللعدوان على دولة ذات سيادة، عليهم ان يرفضوا الحرب الامريكية السعودية على اليمن وسوريا واحتلال الصهاينة لفلسطين ولجزء من الاراضي اللبنانية والعربية وان يدينوا ويرفضوا الاعتداءات الصهيونية المستمرة على الشعب الفلسطيني وعلى سيادة لبنان وحقوقه وحدوده ونفطه وغازه وان لا يتعاملوا بازدواجية مع هذه الازمات .
على مدى ثماني سنوات من الحرب على اليمن وبالرغم من المجازر التي ارتكبت بحق الاطفال والنساء والشيوخ وذهاب الاف الضحايا لم نرى هذا المستوى من التضامن والتعاطف الذي نراه اليوم مع اوكرانيا، ومنشأ ذلك هو النظرة العنصرية البغيضة التي ينظرون فيها الى شعوبنا وبلداننا، وان من ينتمي الى الغرب والى الشعوب الاوروبية والاميركية يستحق التعاطف اما من ينتمي الى الشعوب العربية والشرق اوسطية والافريقية فلا يستحق ذلك، وكأن الغربيين بشر يستحقون الحياة والتضامن أكثر من اليمنيين والفلسطينيين والعراقيين والسوريين والافغان وغيرهم ممن يقتلون في حروب امريكية واسرائيلية!!
وفي كل الاحوال الادارة الاميركية هي المسؤول الاول والأخير عما يحصل في اوكرانيا فهي التي خططت وحرضت ودفعت بهذا الاتجاه واججت الحرب وهي التي تحرض وتحشد العالم اليوم لتاجيج التوتر، وبالتالي كما قال الامام القائد: اوكرانيا اصبحت ضحية سياسة الولايات المتحدة الامريكة القائمة على تأجيج التوترات في العالم .
والعبرة من كل ما يجري هي ان الدعم الامريكي لادواتها وحلفائها هو مجرد سراب وليس حقيقة، وان الحقيقة هي أن الرئيس الاوكراني والرئيس الافغاني السابق اللذين راهنا على اميركا ووثقا بها اعترفا بأن الولايات المتحدة تركتهما وحيدين.
وهذه هي العبرة التي يجب ان يتوقف عندها اللبنانيون الواثقون بالدعم الامريكي والمراهنون على الولايات المتحدة لايصالهم الى مواقع سياسية فاميركا تبيعكم كلاما ليس اكثر وهي قد تتخلى عنكم في اي لحظة ولن تحصلوا سوى على وهم وسراب