اعتادَ لبنانُ السباقَ معَ الازمات، فَشَدَّ على بعضِها وغَلَبَها، وعَجَزَ أمامَ أُخرى حينَ وقَعَ ضحيةً مضرجةً بالتقصيرِ والاهمال . هذا الوضعُ، لا يعتلُّ بالسياسةِ وحدَها، اِنما بالمناداةِ للنأيِ عن التبدلاتِ وانكارِها رغمَ تاثيرِها المركزيِّ على لبنان. وفي ازماتِ الاقتصادِ يلوذُ الكثيرون بالفرارِ امامَ تحملِ المسؤولياتِ فيها، والقاءِ تبعاتِها على الآخرين، وحتى في الصحةِ حيثُ – وللاسف – تتفشى قلةُ القناعةِ بجدوى اللقاحِ من كورونا في وقتٍ تحتاجُ المناعةُ لمزيد من التحصينِ امامَ اوميكرون المتكاثرِ الى حدٍّ جارفٍ مثلِ تسونامي كما وصفَ وزيرُ الصحة.
على ضرورتِها تبقى ماراتونات ُاللقاح ِمحتفظة ًباهميتِها في المواجهة ، ولكن لا بد َمن حسم ِمآل ِمشهد ِعودة ِالطلاب الى مدارسهم في ظل اصرا وزير التربية على العودة الحضورية غدا ، مقابل َتوزع ِالاراء ِبين َمن يقول ُان الوضعَ التربوي َيتحمل ُ تمديدا للاقفال واخر بدأ بنعي ِالتعليم ِامام َكورونا والازمة ِالاقتصادية..
هذا الواقعُ التربويُ تبقى اثارُه قابلةً للنقاشِ والتقييم، اما التعقيداتُ السياسيةُ فاستمرارُها يخلّفُ اثاراً اعمقَ في مختلفِ المجالات، وعلى مستوى القرارات، خصوصاً معَ انقشاعِ الرؤيةِ فوقَ حجمِ اتخاذِ البعضِ من الخارجِ هواهُ ومبتغاهُ ومعدنَ تجارتِه السياسية، لا يسألُ عن تبعات، ولا عن ضررٍ يُفتتُ ما تبقى من اواصرِ البلد. هذا البعضُ ينفخُ حجمَه بمنافخَ اميركيةٍ وسعوديةٍ ويظنُ انَ المناصبَ السياسيةَ ستكونُ جائزتَه، وعلى ما قالَ رئيسُ المجلسِ التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين فانَ هؤلاء الذين يعلمون أنهم يخدمون مصالحَ أميركا ومعها إسرائيلُ فانهم لن يَصلوا إلى هذه المناصبِ ولن يُحققوا احلامَهم حتما..
ولمن يَمضِي على خطى الادارةِ الاميركيةِ في لبنانَ فانه حتماً من الخائضين في بحرِ حساباتِها الخاطئةِ وله نصيبٌ كبيرٌ من فشلِها المتكررِ كما اثبتَت تجربةُ الاميركان في افغانستان . هي الادارةُ نفسُها التي اشارَ الامامُ السيد علي الخامنئي اليومَ الى عمقِ تخبطِها حينَ ظَنت انها باغتيالِ اللواءِ قاسم سليماني ستطفئُ نورَ المقاومةِ ولكنها رات بالنتيجةِ خلافَ ذلك تماما.
المصدر: قناة المنار