استؤنفت صباح الأربعاء الاشتباكات بين المتظاهرين والقوات الأمنية في ألما أتا أكبر مدن كازاخستان، حيث اقتحم المتظاهرون مبنى البلدية، حسبما أفادت وكالة “نوفوستي”. وقالت الوكالة أن المتظاهرين اشتبكوا مع عناصر الشرطة في وسط ألما آتا، كما أنهم أوقفوا وضربوا عددا من العناصر الأمنية في المدينة. وحاولت الشرطة باستخدام وسائل خاصة، بما في ذلك القنابل الصوتية، وقف تقدم حشود من المتظاهرين المسلحين بالهراوات، في وسط المدينة، لكنهم تمكنوا من الوصول إلى الساحة أمام البلدية وبدأوا اقتحامه، حسبما أظهرت مقاطع فيديو متداولة.
وسمع دوي إطلاق نار في وسط ألما آتا، وغادر رجال الشرطة المنطقة المحيطة بمبنى البلدية بعدما اقتحمه المتظاهرون وأضرموا النار فيه، حسبما أفاد مراسل “نوفوستي”، الذي أضاف أنه شاهد شرطيين وهم يرتدون ملابس مدنية ويغادرون الساحة أمام البلدية في سيارات أجرة.
وأظهر تسجيل فيديو مجموعة من المتظاهرين في شوارع ألما آتا وهم يجردون عنصرا أمنيا من بندقيته الآلية. وطلبت سلطات المدينة من المواطنين عدم مغادرة منازلهم نظرا لاستمرار “عملية فرض النظام العام ومكافحة التطرف”.
وأعلن رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف صباح اليوم حالة الطوارئ في مقاطعة ألما آتا اعتبارا من الأربعاء وحتى 19 كانون الثاني/يناير، تشمل فرض حظر التجول من الساعة 23:00 حتى الساعة السابعة صباحا، وذلك بعد إجراء مماثل يخص مدينة ألما آتا ومقاطعة مانغيستاو، أحد أكبر بؤر الاحتجاجات في غرب البلاد. وبسبب حالة الطوارئ تم تعليق حركة عدد من القطارات في هذه المناطق منذ صباح اليوم.
وفي وقت لاحق اليوم أعلن توكاييف الطوارئ في العاصمة نور سلطان أيضا.
يأتي ذلك بعدما وقع رئيس كازاخستان مرسوما بشأن استقالة الحكومة، وتعيين عليخان سمايلوف كقائم بأعمال رئيس الوزراء، معتبراً أن الحكومة المقالة تتحمل بعض الذنب فيما يحدث. وذكرت السلطات الصحية في ألما آتل أن 190 شخصا طلبوا مساعدة طبية في المدينة بعد مظاهرات واشتباكات أمس الثلاثاء، بينهم 137 شرطيا و53 مدنيا، موضحة أن سبعة أشخاص موجودون في العناية المركزة، أربعة منهم من عناصر الشرطة. وفي وقت سابق، ذكرت الداخلية الكازاخية، أنه تم توقيف أكثر من 200 شخص خلال “الفعاليات غير المشروعة” في البلاد الليلة الماضية.
وتجددت الاحتجاجات الأربعاء في عدد من منطاق كازاخستان الأخرى، حيث حاول متظاهرون اقتحام مبنى الحكومة المحلية في مدينة اكتوبي بشمال غرب البلاد، لكن الشرطة تمكنت من صد الهجوم، حسب وسائل إعلام. وذكرت وكالة “إنترفاكس” أن أعمال الشغب مستمرة أيضا في “تنغيز”، هو أكبر حقل نفط كازاخستاني في غرب البلاد.
وقالت الخارجية الروسية إن موسكو “تتابع عن كثب تطورات الوضع في كازاخستان”، مشيرة إلى أنه لم ترد معلومات عن إصابات بين المواطنين الروس هناك. وأعرب السناتور الروسي فلاديمير جباروف، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، عن ثقته بأن سلطات كازاخستان ستتمكن من تسوية الوضع في البلاد، مضيفا أن روسيا “مستعدة إذا لزم الأمر لتقديم أي مساعدة غير عسكرية للبلد الجار”.
المصدر: روسيا اليوم