لقي 3 مواطنين عراقيين حتفهم، وأصيب نحو 100 شخص، اثر مواجهات بين قوات الأمن ومعتصمين في محيط المنطقة الخضراء، بدعوة من قوى الإطار التنسيقي، كانوا يطالبون بإعادة فرز نتائج الإنتخابات البرلمانية الأخيرة يدوياً، وتحت عنوان “جمعة الفرضة الأخيرة”.
وأطلقت قوات الأمن النار بإتجاه المتظاهرين، وفي الهواء، وكذلك القنابل المسيلة للدموع، في محاولة منها لتفريق المتظاهرين، ما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين، وإصابة العشرات.
ونفت وزارة الصحة العراقية مقتل أحد من المتظاهرين، وقالت إن مؤسسات الوزارة في بغداد استقبلت عدداً من الجرحى من القوات الامنية والمتظاهرين بلغ مجموعهم 125 جريحاً. واوضحت أن المصابين هم”27 من المدنيين والباقون من القوات الأمنية”، واضافت ان “اغلب الإصابات بسيطة الى متوسطة ولم تسجل اي اصابة بطلق ناري كما لم تسجل اي حالة وفاة”.
وهاجمت قوات الأمن مساء الجمعة خيم المعتصمين في محيط المنطقة الخضراء، وأقدمت على حرقها، في محاولة منها لطردهم من المنطقة. وبالتزامن مع احراق الخيم، أطلقت قوات الأمن النار على المعتصمين، ما أدى إلى وقوع المزيد من المصابين، كما منعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى المكان، لنجدة المصابين، بحسب ما أفادت وسائل إعلام عراقية.
كما استهدفت القوات الامنية العراقية الطواقم الاعلامية، وحرقت سيارتي النقل المباشر التابعة لقناتي الاتجاه وبلادي، كما اعتدت على كادر قناة الغدير. وبسبب اطلاق الرصاص الكثيف من قبل القوات الأمنية، واقتحامها لساحة الاعتصام، قطعت قناة الغدير لفترة من الوقت.
وأعلنت قناة العهد أن الفرقة الخاصة اعتدت على كادر ها بالضرب في ساحة الاعتصام وسط بغداد، وحملت رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي المسؤولية الكاملة عن سلامة كادرها.
وكانت وسائل الإعلام العراقية قد أفادت بأن الاشتباكات تجددت ليل الجمعة، قرب بوابة المنطقة الخضراء المحاذية للجسر المعلق بجانب الرصافة، وسط العاصمة بغداد. وأقدمت قوات الأمن على احراق خيم المعتصمين والمتواجدة في محيط المنطقة الخضراء، والتي نصبت منذ أكثر من اسبوعين، عند أحد مداخل المنطقة الخضراء وسط بغداد، التي تتواجد فيها المقرات الحكومية الرئيسية والسفارة الامريكية.
وأدان الإطار التنسيقي في العراق بشدة ما تعرض له المحتجون السلميون من قمع واستخدام مفرط للعنف وحرق للخيام رغم تمسكهم بالاحتجاجات السلمية. وطالب السلطات القضائية بموقف عاجل ومحاسبة المسؤلين، ممن امر ونفذ امر اطلاق النار على المحتجين السلميين، وشدد على وجود أن تتحمل الحكومة مسؤلياتها بتوفير الحماية للمتظاهرين، واجراء تحقيق فوري لمعرفة المسؤلين عن اطلاق الرصاص الحي عليهم.
لجنة التظاهرات: الكاظمي يتحمل مسؤولية ما جرى
وحملت اللجنة المشرفة على التظاهرات في العراق رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي ومن خلفه عبد الوهاب الساعدي وحامد الزهيري المسؤولية المباشرة لسقوط العشرات من الشهداء والجرحى جراء تعاملهم الوحشي مع أبناء شعبنا الأبي المطالبين بإعادة الحق لأهله.
وأكدت اللجنة المشرفة على التظاهرات والاعتصامات الرافضة لنتائج الانتخابات، ان ما حصل من تزوير في نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة بإشراف الكاظمي وبتنفيذ المفوضية ودويلة إمارات الشر، قد لاقى رفضا شعبيا بمختلف الفعاليات من اعتصامات وتظاهرات سلمية، ومنها تظاهرات اليوم التي خرجت في تسع محافظات من البلاد، غير أن المتورطين بالتزوير ومن يقف خلفهم لم يستمعوا إلى صوت الحق بل وتمادوا ضد التظاهر السلمي بإعطاء الأوامر لإطلاق النار الحي تجاه المحتجين العزل في بغداد.
كتائب حزب الله: سفك دماء المتظاهرين الابرياء اظهر وحشية الكاظمي وفريقه
وأكدت كتائب حزب الله، مساء الجمعة، ان اصدار اوامر اطلاق النار على المتظاهرين العزل وسفك دماء الابرياء اظهر ما قالت إنها وحشية رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي وفريقه. وقالت في بيان “إن إصدار أوامر إطلاق النار على المتظاهرين العزل وسفك دماء الأبرياء في ساحة الاحتجاج السلمي أظهر وحشية الكاظمي وفريقه، وهو ما يعكس بشكل واضح استبداده هو ومن يقف خلفه، بل وعزمهم على أخذ البلد والعملية السياسية إلى ما لا يحمد عقباه”.
الشيخ الخزعلي: لن نرضى ابدا بأي محاولة تستر على الآمر والفاعل
ووصل الأمين العام لعصائب أهل الحق في العراق الشيخ الخزعلي إلى ساحة الاعتصام في محيط المنطقة الخضراء في بغداد، بعد قيام قوات الأمن بحرق خيم المعتصمين فيها. وأكد أن المتظاهرين لن يردوا على اطلاق القوات الأمنية النار “حتى لو قتلونا”، وأعلن أنه سيقام السبت مجلس عزاء لشهداء التظاهرات في موقع الجريمة، وسيحضر شخصياً إلى جانب كل شريف.
وكشف الشيخ الخزعلي أن الاعتداءات نفذها جهاز معين من خارج القوة المكلفة بحفظ امن المنطقة الخضراء، وشدد على أن سلاح العصائب لا يرفع بوجه إخواننا من القوات الامنية، وأكد أن دماء الشهداء لن تضيع وسيحاسب كل القتلة.
وفي بيان سابق، أدان الشيخ قيس الخزعلي وبشدة استعمال القوات الامنية للسلاح الحي في مواجهة المتظاهرين السلميين، ودعا في بيان إلى محاسبة الافراد الذين اطلقوا النار وقتلوا المتظاهرين واصابوهم وكذلك من هذه اصدر الاوامر كائنا من كان.
وقال الشيخ الخزعلي “من ناحيتنا فلن نرضى ابدا باي محاولة تستر على الآمر والفاعل”، و”ندعو كل الاحبة المتظاهرين الى ضبط النفس وعدم الاندفاع وتفويت الفرصة على كل من يريد استغلال الاحداث لتضييع حقوقكم المشروعة”. ودعا الشيخ الخزعلي القوات الأمنية “إلى الوقوف مع ابناء شعبهم وان لا يكونوا اداة لتنفيذ الاوامر الخبيثة وغير القانونية في استهداف اخوانهم المتظاهرين”، وأضاف “نحذر من محاولات اطراف مرتبطة بجهات مخابراتية تخطط لقصف المنطقة الخضراء والقاء التهمة على فصائل المقاومة”.
حركة النجباء: أوامر صدرت من مشغلي حكومة الكاظمي بانهاء التظاهرات السلمية
وقال رئيس المجلس السياسي لحركة النجباء الشيخ علي الاسدي إن الأوامر صدرت من مشغلي حكومة تصريف الاعمال بانهاء التظاهرات السلمية، وقد بدأت قوات حكومة تصريف الاعمال باستخدام الرصاص الحي على المتظاهرين العزل، وهذا يخالف كل القوانين الوضعية والشرعية والاخلاقية.
وطالب الشيخ الاسدي المتظاهرين بضبط النفس وعدم الانجرار وراء المخطط الخبيث، الذي يريدون ان يأخذكم اليه الثالوث المشؤوم ومن يعمل تحت امرته داخل العراق، وقال لهم “توجد سبل كثيرة للضغط، استخدموها واتركو آخر الدواء الآن”.
وناشد الشيخ الأسدي القوات الامنية ان لا يستخدمو السلاح مع شعبهم واهلهم، فقد اثبت التاريخ ان كل من استخدم السلاح مع شعبه قد خسر خسراناً مبيناً، وطالبها بوقفة شجاعة تكون لكم شرف بالدنيا والاخرة.
المالكي: نحذّر من تدخل اياد خبيثة لاشعال الفتنة وخلط الاوراق
ودعا زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، المتظاهرين إلى عدم التصعيد، فيما حذر من تدخل أياد خبيثة وأطراف مشبوهة من أجل إشعال الفتنة وخلط الأوراق.
وقال المالكي في تغريدة على صفحته بتويتر، “أدعو المتظاهرين جميعا المعترضين على نتائج الانتخابات والمطالبين بحقوقهم المشروعة، الى عدم التصعيد، واتباع السياقات القانونية في التظاهر والمطالبة بشفافية الانتخابات والابتعاد عن الاحتكاك بالقوات الامنية او اثارتها، نحن معكم في تلبية مطالبكم المشروعة وانصافكم”.
ودعا المالكي ايضا “القوات الامنية الى تحمل مسؤولياتها في حماية المتظاهرين والممتلكات العامة وعدم الانجرار للمواجهة مع اخوتهم المتظاهرين”. وتابع: “ندين بشدة الاعتداء واستخدام العنف والقوة المفرطة من اي طرف كان، ونحذّر من تدخل اياد خبيثة واطراف مشبوهة من اجل اشعال الفتنة وخلط الاوراق”.
السيد الحكيم يدعو إلى النظر بجدية في الطعون وإنصاف القوى المعترضة
وشدد رئيس قوى الدولة الوطنية السيد عمار الحكيم، اليوم الجمعة، على ضرورة عدم خروج الاحتجاجات الرافضة لنتائج الانتخابات عن إطارها السلمي.
وقال السيد الحكيم في بيان، “نتابع بقلق بالغ الأحداث المؤسفة التي شهدتها مقتربات المنطقة الخضراء، وفيما نطالب المحتجين والقوات الأمنية بأقصى درجات ضبط النفس والحيلولة دون انجرار الأوضاع إلى ما لا يحمد عقباه”. وجدد الحكيم التأكيد على ضرورة عدم خروج الاحتجاجات الرافضة لنتائج الانتخابات عن إطارها السلمي”، فيما حث جميع الأطراف على تغليب المصلحة الوطنية العليا في هذا الظرف الحساس”. ودعا الحكيم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والمؤسسة القضائية للنظر بجدية في الطعون الواردة وإنصاف القوى المعترضة”.
العامري: نحمل الحكومة مسؤولية حفظ أمن المتظاهرين ودمائهم
ودعا رئيس تحالف الفتح هادي العامري، اليوم الجمعة، المتظاهرين إلى ضبط النفس والحفاظ على سلميتهم. وقال العامري في بيان “ندين ونستنكر بأشد العبارات ونتابع بغضب شديد حالة القمع البشعة التي تتعامل بها السلطات الحكومية مع المتظاهرين السلميين المعترضين على سرقة أصواتهم وتزييف النتائج والذين لم يتجاوزوا حدود الديمقراطية في طرق التعبير عن آرائهم التي كفلها لهم الدستور”.
وأضاف: “نطالب السلطات القضائية بالتدخل العاجل للاقتصاص من الذين أصدروا أوامر إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين ومعاقبة كل الأيادي التي امتدت وساهمت في استشهاد وجرح عدد من المتظاهرين السلميين ونحمل الحكومة مسؤولية حفظ أمنهم ودمائهم ونهيب بالأجهزة الأمنية العزيزة التعاون مع اخوتهم المتظاهرين وعدم استعمال السلاح ضدهم وتحمل مسؤولية حمايتهم”.
كما دعا العامري، وفقا للبيان، المتظاهرين الى ضبط النفس والحفاظ على سلميتهم التي سطرت أروع صور الانضباط والحكمة، هذه السلمية التي ستنتصر حتما.
السيد الصدر: الصدام بين قواتنا الأمنية أمر مستهجن
ووجه زعيم التيار الصدري، السيد مقتدى الصدر، رسالة إلى المتظاهرين المعترضين على نتائج الانتخابات البرلمانية. وقال “لا ينبغي أن تتحول المظاهرات السلمية من اجل الطعون الانتخابية إلى مظاهرات عنف واستصغار للدولة، كما لا ينبغي للدولة أن تلجأ للعنف ضد المتظاهرين السلميين، فالتظاهر السلمي حق مكفول عقلاً وشرعاً وقانوناً”.
وأضاف: “أوجه كلامي للمتظاهرين، وأقول: الحشد الشعبي حشد جهاد، وأمنيتي أن لا تتلطخ سمعتهم بغير ذلك، كما أن حقوق أفرادهم المنضبطين سندافع عنها، وشهداؤهم ضد الإرهاب دماء عز وشرف ولن ننساهم.. فلتحافظوا على تاريخكم، وستكون (حكومة الأغلبية الوطنية) مدافعة عنكم، بعيداً عن مشاريع السياسة الداخلية والخارجية التي تريد النيل منكم من اجل مغانمها الحزبية والطائفية”. وتابع: “كما أن الصدام بين قواتنا الأمنية أمر مستهجن، فأنتم أتباع الحشد المجاهد، وهم حماة الوطن”.
الحشد الشعبي: لعدم زج اسم الحشد في الصراعات السياسية
ومن جانبها، دعت هيئة الحشد الشعبي المتظاهرين السلميين إلى الإلتزام بسلمية تظاهراتهم لضمان حقوقهم، كما دعت أيضاً القوات الأمنية المختصة للألتزام بالمهنية والابتعاد عن العنف ومحاسبة المسؤولين عن أحداث اليوم. وأسفت الهيئة للأحداث المؤسفة التي شهدتها التظاهرات الشعبية السلمية في العاصمة بغداد، وما رافقها من إعتداءات غير مبررة على المتظاهرين السلميين.
وأكدت هيئة الحشد الشعبي بأنها رغم مساندتها لحقوق الشعب بالتعبير عن مطالبهم بشكل سلمي وحضاري، إلا أنها غير معنية بأي شكل من الأشكال بأي تجاذب سياسي معين، وجددت رفضها أي محاولات من بعض الاحزاب السياسية لزج اسم الحشد في صراعاتها السياسية.
صالح: الصدامات التي حصلت مؤسفة وينبغي متابعة التحقيق
وأكد رئيس الجمهورية برهم صالح، أن التظاهر السلمي حق مكفول دستورياً، فيما دعا الجميع إلى ضبط النفس. وقال في تغريدة له على موقع “تويتر” إن “التظاهر السلمي حق مكفول دستورياً، وضرورة عدم خروجه عن اطاره السلمي القانوني”. وأضاف أن “الصدامات التي حصلت بين قوات الامن والمتظاهرين مؤسفة ومرفوضة وينبغي متابعة التحقيق المقرر بذلك وضمان عدم تكرارها”.
وتابع صالح أن “حماية الأمن العام واجب وطني وعلى الجميع ضبط النفس وتقديم المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار”.
الكاظمي يوجه القوى الأمنية بفتح تحقيق بالأحداث
ووجه رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، بإجراء تحقيق شامل حول ملابسات أحداث محيط المنطقة الخضراء، فيما دعا الأطراف السياسية المختلفة إلى التهدئة واللجوء للحوار.
وقالت خلية الإعلام الأمني في بيان إن “القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي وجه باجراء تحقيق شامل حول ملابسات احداث اليوم الجمعة في مناطق مختلفة في محيط المنطقة الخضراء، وتقديم نتائج التحقيق”.
وشدد الكاظمي وفقا للبيان على أن “التعليمات الصارمة للقوات الأمنية في التعامل المهني مع التظاهرات سارية وأن احترام حقوق الانسان الاساسية، وخصوصاً الحق في التظاهر والتعبير عن الرأي من الاساسيات التي التزمت بها الحكومة”. ودعا الاطراف السياسية المختلفة الى التهدئة واللجوء الى الحوار، فيما ناشد المتظاهرين ممارسة حقوقهم المشروعة باعتماد السلمية وتجنب العنف بأي صيغة ومستوى ووسائل”.
بعثة الأمم المتحدة إلى العراق تأسف لأحداث العنف التي شهدتها احتجاجات بغداد
وأعربت بعثة الأمم المتحدة إلى العراق، عن أسفها حيال أحداث العنف التي تخللت الاحتجاجات الرافضة لنتائج الانتخابات في العاصمة العراقية بغداد. وقالت البعثة في بيان عبر حسابها بموقع “تويتر” إن البعثة تعرب عن “أسفها لتصاعد العنف والإصابات التي أعقبت ذلك في بغداد اليوم”. وأضافت “ندعو الأطراف كافة إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، واحترام الحق في الاحتجاج السلمي، وأن تبقى المظاهرات سلمية”.
المصدر: وكالات