سأل الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود في خطبة الجمعة: “هل تسمح الدول ذات النفوذ في لبنان ان يتم انتخاب رئيس للبنان، صناعة لبنانية محلية ودون كلمة سر خارجية؟”. وقال: “ان استطاع اللبنانيون استكمال ذلك فينبغي على جميع اللبنانيين تقدير هذا الانجاز بغض النظر عن رأيهم بشخص الرئيس المنتخب او اتجاهه السياسي”.
أضاف: “إذا تم هذا الاستحقاق فلا بد من الانتباه الى أن حزب الله والسيد حسن نصر الله شخصيا، أدخل الى الحياة السياسية اللبنانية مفردات جديدة لم تكن موجودة في قاموس السياسة في لبنان او حتى في غيره، وعلى رأس هذه المصطلحات: الأخلاق، الوفاء، الاستقامة والمصلحة العامة. هذه المصطلحات وهذا الالتزام هو الذي يفترض به انه أوصل العماد عون الى الاتفاق عليه رئيسا للجمهورية اللبنانية، فلو لم يكن هنالك من ايجابيات للتوافق على رئاسة العماد عون إلا هذه، لكان الامر في غاية الأهمية. كما يضاف الى اهمية هذا الحدث انه انتاج لبناني صرف. لقد سبق لانتخاب الرئيس سليمان فرنجية بصوت واحد انه كان انتاجا لبنانيا، وفيما عدا ذلك كان الرئيس يأتي بتوافق اقليمي ودولي حسب المرحلة وحسب تبدل النفوذ في لبنان، وهذا امر ايضا في غاية الاهمية وعلى الجميع ان يقدر ذلك”.
وتابع: “أما معارضة الرئيس بري فهي مكملة للصورة السياسية وللتنوع الديمقراطي، مع التأكيد ان معارضة الرئيس بري لا ينبغي ان تزعج أحدا، فهي لدفع الامور نحو الافضل ولسد الثغرات المحتملة وتحسين الاداء السياسي. أما الرئيس سعد الحريري فينبغي ان تقدر له هذه الجرأة المميزة حيث يعتبرها البعض انتحارا سياسيا بكل ما في الكلمة من معنى، لكن توزيع القوى السياسية اللبنانية وفق الخريطة السياسية التي نعيش عليها منذ 11 عاما تجعل خياره هذا هو الحل الوحيد لازمة الرئاسة، وينبغي ان يقدر له ذلك، وان خسر بعض جمهوره المقرب فيفترض ان يكتسب جمهورا آخر كان معارضا له وغير مقدر لدوره ولخطوته الجريئة التي يفترض ان تعود بالنفع على الوطن كله”.
وختم: “بالفعل وكما قال بعض المعلقين: شعر المستمع الى كلمته امس انه يستمع الى الرئيس الشهيد رفيق الحريري وليس الى ولده، حيث كان الرئيس الشهيد يتمتع بقدرة على التكيف مع الاوضاع ولم يكن جامدا امام الخيارات المطروحة. نقول هذا ونحن كنا من المعارضين له، ولكننا لا نستطيع إلا ان نرى ايجابياته، وخاصة عندما ختم حياته بأفضل العلاقات مع السيد حسن نصر الله وقوله القاطع انه لن يدعو الى سحب سلاح المقاومة حتى تحل ازمة الشرق الاوسط كله”.