أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد زيارته رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، وجود حل دستوري وقانوني مقنع للأزمة الحالية، وقد حمل هذا الحل في زيارته اليوم الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اللذين ابديا موافقتهما عليه. ثم عرضه على رئيس الجمهورية الذي وافق بدوره عليه.
وشدد البطريرك الراعي على “ضرورة تنفيذ هذا الحل في اسرع وقت ممكن، وبعدها تعود الحكومة الى الاجتماع”، معتبرا ان “الأمور لا يجب ان تحل في الشارع، وقد شاهدنا ما الذي يحصل عند وصولها الى الشارع”.
وكان البطريرك الراعي قد وصل عند الخامسة والربع بعد الظهر الى القصر الجمهوري، وتحدث الى الصحافيين بعد لقائه الرئيس عون وقال: “أنا سعيد بزيارتي لرئيس الجمهورية بعد نهار زرت فيه دولة الرئيس نبيه بري ودولة الرئيس نجيب ميقاتي، وصرحت في المكانين بوجود حلول دستورية وقانونية مقنعة. وقدمت النتيجة الى فخامة الرئيس لأن ذلك واجب عليَّ، ولأن فخامته هو صاحب القرار ومن باستطاعته ان يقول “للسيارة ان تمشي”. والحمد لله، فخامة الرئيس هو مع هذا الحل الذي حملته اليه، ويبقى لفخامته مسألة السير الى الامام”.
أضاف: “قلت لكم انني لست مخولا بذكر الحل، ولكنني سعيد وفرحان داخليا بوجود حلول، واعتقد انها ستنفذ، وعندها بإمكاننا ان نخرج رويدا رويدا من المأساة التي نعيشها اكانت تعطيل الحكومة، او نتائج الاحداث الأخيرة المؤلمة او غيرها من المشاكل التي يعيشها الناس على كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية والمالية والتربوية والثقافية”.
وتابع: “أريد ان أزيد فأقول ان زيارتي ليست قضائية بل هي زيارة الى المعنيين مباشرة بالعمل السياسي، لأؤكد ان السياسة يجب ان تسبق الاحداث لا ان تلحق بها. العمل السياسي هو عبر استباق الاحداث وإيجاد طريقة لمعالجتها قبل ان تتفاقم. الأمور لا تحل بالشارع، وشاهدنا ما الذي يحصل عند وصولها الى الشارع. الأمور تحل سياسيا وعندها نستغني عن الشارع والنزاعات. وليس امرا مستحبا النزول الى الشارع عند أي مشكلة، فيصبح عندها الشعب في مواجهة الجيش والقوى الأمنية، وكأن الجيش والقضاء والشعب هم أعداء. أقول للمسؤولين السياسيين، بأن الأمور لا تترك على هذه الحال، السياسة هي فن استباق الاحداث، وحلها قبل ان تتفاقم، وآمل ان يعمل السياسيون وفق هذا المنظار، لأنه عكس ذلك تشاهدون ما يحصل من فلتان الشارع وظهور الاسلحة، وهي موجودة، شرعية وغير شرعية. ولا يمكننا اكمال حياتنا في لبنان بهذا الشكل”.
حوار
وسئل: ما كان موقف الرئيس عون من موضوع كف يد القاضي طارق البيطار واستدعاء الدكتور سمير جعجع للتحقيق؟
أجاب: “انا تكلمت معه عن الحل الذي تم الاتفاق عليه مع الرئيسين بري وميقاتي، وانا مقتنع به، انطلاقا من الدستور، والرئيس عون رحب بهذا الحل كونه حلا دستوريا. ولست الآن مخولا لأكشف عنه، وعلينا ان ننتظر المسؤولين لتنفيذه. ما اريد قوله انني سعيد باكتشاف وجود حل، ليس في الشارع، ولا بالسلاح، ولا بفرض القوة، ولا بفرض الرأي، ولا بالاستقواء. الحل سياسي ودستوري”.
سئل: ما هو حل تعطيل جلسات مجلس الوزراء؟
أجاب: “اذا نفذ الحل الذي توصلنا اليه، تحل كل الأمور. باقي التنفيذ فقط، وأتمنى ان ينفذ في اسرع وقت ممكن”.
سئل: هل سنشهد تنفيذه قريبا؟
أجاب: “يجب ان يحصل ذلك في اسرع وقت ممكن، وآمل ان يكون ذلك غدا، لأنه حل دستوري”.
سئل: مناصرو “القوات اللبنانية” لديهم تحرك غدا في معراب، هل من محاولة لاحتواء هذا الموضوع؟
أجاب: “يجب ان يحصل ذلك. انا كنت غائبا عن بكركي منذ الصباح، وحين اعود سأجري الاتصالات اللازمة”.
سئل: هل بعد تنفيذ الحل ستجتمع الحكومة؟
أجاب: “نعم ستجتمع في ضوء تنفيذ الحل، وكل الباقي سيتم حله. والرؤساء الثلاثة موافقون على الحل”.
سئل: ماذا عن التصعيد والمواجهات التي حصلت في آخر جلسة لمجلس الوزراء؟
أجاب: “أصبحت من الماضي”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام