أجمعت المواقف العربية والدولية على رفض ما وصف بـ”الانقلاب”، الذي استفاق السودانيون عليه، اليوم الإثنين، بعدما شهدت العاصمة الخرطوم، سلسلة اعتقالات مكثفة طالت عددًا من الوزراء في الحكومة الحالية على يد الجيش، واعتقال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
وخرج القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان اليوم الإثنين، في خطاب بثه التلفزيون الرسمي، معلنًا حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلسي السيادة الذي يترأسه، والوزراء برئاسة حمدوك، وكذلك تعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية.
وسرعان ما اعتبر جزء من الشارع السوداني أن ما حدث انقلاب على الفترة الانتقالية، في حين لوحظ أنّ معظم المواقف الدولية لم تتطرق صراحةً إلى الحديث عن “انقلاب”.
وتواترت المواقف الدولية المنددة بالتطورات السودانية، إذ أعلنت السفارة الأميركية لدى الخرطوم، الإثنين، إدانتها للإجراءات التي تقوض الانتقال الديمقراطي في السودان.
وقالت السفارة في تغريدة عبر تويتر: إنها “تشعر بقلق بالغ من التقارير التي تفيد بأن القوات المسلحة اتخذت إجراءات ضد حكومة السودان المدنية”.
وطالبت السفارة من وصفتهم بـ”الفاعلين الذين يعطلون انتقال السودان” بالتنحي، والسماح للحكومة الانتقالية بقيادة مدنيين بمواصلة عملها المهم لتحقيق أهداف الثورة.
من جهته، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن إدانته لـ”محاولة الانقلاب” في السودان، مؤكدًا دعم بلاده للحكومة الانتقالية.
وقال ماكرون في تغريدة على تويتر: “تدين فرنسا بأشد العبارات محاولة الانقلاب في السودان، أؤكد دعمنا للحكومة الانتقالية السودانية وندعو إلى الإفراج الفوري عن رئيس الوزراء (عبد الله حمدوك) والقادة المدنيين، واحترام نزاهتهم”.
من جانبها، أعربت مفوضية الاتحاد الإفريقي عن قلقها البالغ إزاء “التطور الخطير” للوضع في السودان، داعية إلى إطلاق سراح جميع القادة السياسيين المعتقلين.
كما أعربت الأمم المتحدة الإثنين، عن “قلقها البالغ” إزاء التقارير حول “انقلاب جارٍ ومحاولات لتقويض عملية الانتقال السياسي” في السودان. وقال رئيس البعثة الأممية لدى السودان فولكر بيرتس، في بيان نشره حساب البعثة على تويتر: “أنا قلق جدًا بشأن التقارير حول انقلاب جارٍ ومحاولات لتقويض عملية الانتقال السياسي في السودان”.
وأضاف أن “الاعتقالات التي طالت رئيس الوزراء والمسؤولين الحكوميين والسياسيين غير مقبولة”.
ودعت الخارجية الألمانية الإثنين، بعد إدانتها “محاولة الانقلاب في السودان”، الجيش لاحترام عملية الانتقال السلمي نحو الديمقراطية.
كما أعربت وزارة الخارجية التركية عن قلقها العميق إزاء الأنباء الواردة عن حدوث محاولة انقلاب في السودان، وأكدت الوزارة على تطلعاتها الكبيرة حيال “تمسك جميع الأطراف في السودان بالالتزامات الواردة في الإعلان الدستوري وبعدم تعطيل المرحلة الانتقالية”.
واعتبرت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أن “الانقلاب العسكري” في السودان يمثل ضربة قوية لآمال السودانيين.
أما عربيًا وإسلاميًا، فقد دعت كل من منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، جميع الأطراف في السودان إلى الالتزام باتفاقات الفترة الانتقالية، وأعربتا عن القلق إزاء تطورات الأوضاع هناك.
وأفادت الجامعة العربية في بيان عبر حسابها على تويتر، إنها “تعرب عن بالغ القلق إزاء تطورات الأوضاع في السودان، وتطالب جميع الأطراف السودانية بالتقيد الكامل بالوثيقة الدستورية التي تم توقيعها في أغسطس/ آب 2019، واتفاق جوبا للسلام لعام 2020”.
بدورها، أعربت قطر عن “تطلعها لضرورة إعادة العملية السياسية إلى المسار الصحيح تحقيقًا لتطلعات الشعب السوداني”، ودعا بيان للخارجية القطرية الأطراف السودانية إلى “عدم التصعيد وتغليب صوت الحكمة والعمل بما يخدم مصلحة الشعب نحو الاستقرار والعدالة والسلام”.
ودعت السعودية من جهتها، إلى ضبط النفس والتهدئة وعدم التصعيد، والحفاظ على كل ما تحقق من مكتسبات سياسية واقتصادية وكل ما يهدف إلى حماية وحدة الصف بين جميع المكونات السياسية في السودان.
المصدر: يونيوز