أفادت وكالة “رويترز” نقلا عن وزارة الإعلام السودانية أن “ما حدث في البلاد انقلاب عسكري متكامل الأركان”، ودعت الوزارة إلى “إطلاق سراح المعتقلين فوراً”. وفي تصريحات لـ”رويترز”، قالت الوزارة “ندعو الجماهير لقطع الطريق على التحرك العسكري لقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي، وندعو الجميع لمواصلة المسيرة حتى إسقاط المحاولة الانقلابية”.
هذا وأعلنت وزارة الإعلام السودانية أن قوات عسكرية أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين الرافضين للانقلاب العسكري أمام القيادة العامة للجيش، وأوقعت عدد من المصابين. من جهتها، أعلنت وزيرة الخارجية السودانية أن “الشراكة بين المدنيين والعسكريين أصبحت على محك خطير”، مضيفة أن “احتجاز حمدوك في جهة غير معلومة أمر خطير جدا وغير مقبول”.
وشهدت العاصمة السودانية فجر الاثنين، تحركات عسكرية، وانقلاب الجيش على الحكومة، واعتقالات لقيادات مدنية ووزراء. كما أعلنت وزارة الإعلام عن اعتقال رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، واقتياده لجهة مجهولة.
يأتي ذلك في وقت سبق أن أفادت فيه وسائل إعلام عن قطع شبكة الإنترنت في السودان وتأثر الاتصالات في عدد من المناطق. وتواترت أنباء عن اعتقالات لعدد من المسؤولين في الحكومة، كما حاصرت قوة أمنية منزل رئيس الوزراء عبدالله حمدوك. وأغلقت بعض الجسور والأنفاق في العاصمة السودانية الخرطوم، فيما قطع محتجون بعض الطرق وأضرموا النار فيها احتجاجاً على الاعتقالات، حيث دعا تجمع المهنيين بالسودان الشعب للخروج للشارع لمقاومة أي انقلاب عسكري.
واقتحمت قوة عسكرية مشتركة مقر الاذاعة والتلفزيون في ام درمان وواحتجزت موظفين.
وخرجت حشود كبيرة في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم احتجاجًا على الانقلاب العسكري واعتقال مسؤولين بارزين في الحكومة، حيث افيد عن دخول أعداد كبيرة من المواطنين السودانيين إلى محيط القيادة العامة رافضين للانقلاب. واجبرت إذاعات سودانية على قطع برامجها وبث موسيقى عسكرية، في حين عمدت قوى عسكرية سودانية الى إغلاق الجسرين المؤديين من أم درمان إلى الخرطوم.
وقالت قوى الحرية والتغيير إنه لا مجال للحديث مع “الانقلابيين” في الوقت الحالي، في حين اعلن اتحاد الطيارين السودانيين الإضراب العام والعصيان المدني والخروج للشوارع ردا على الانقلاب العسكري.
وتواصلت الادانات الدولية مستنكرة الانقلاب العسكري في السودان حيث اعتبرت بعثة الأمم المتحدة في السودان ان “الاعتقالات التي طالت رئيس الوزراء والمسؤولين الحكوميين والسياسيين غير مقبولة”، من جانبه رأى المبعوث البريطاني للسودان ان ” أي خطوة لاعتقال أعضاء الحكومة ستمثل خيانة للثورة وللانتقال وللشعب السوداني”، بدورها اعربت الجامعة العربية عن قلقها بشأن تطورات الأوضاع في السودان وطالبت الأطراف بالتقيد بالوثيقة الدستورية.
منظمة التعاون الإسلامي أعربت عن قلقها إزاء الوضع في السودان، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام بالوثيقة الدستورية واتفاقات الفترة الانتقالية. وقال الاتحاد الأوروبي تعليقاً على أحداث السودان “نتابع الأحداث بقلق بالغ وندعو لإعادة عملية الانتقال إلى مسارها الصحيح”. هذا وأعرب المبعوث الأمريكي الخاص للسودان جيفري فيلتمان عن “قلقه البالغ بشأن تقارير عن تحرك الجيش ضد الحكومة”.
المصدر: وكالة رويترز + روسيا اليوم