رجل لم تكن قصته عادية، عقد مواعيد كثيرة مع النضال والمقاومة، منذ ريعان شبابه، بمواجهة العدو في قريته المحتلة مجدل شمس، مقاوماً رافضاً لكيان يحاول سرقة الهوية الوطنية من أهلها في الجولان السوري المحتل.
فمن الاعتقال إلى الحرية، بعدها للأسر، وسنوات عشر متنقلاً في سجون الاحتلال بفلسطين المحتلة، ومن ثم عبور نحو دمشق بعد حصوله على الحرية الثانية ، ليكون إعلانه من عاصمة وطنه سورية عن عودته للنضال، وكان موعده الاخير مع الشهادة، إنه الأسير المحرر الشهيد مدحت صالح.
من منزله في جرمانا بريف دمشق، انطلق تشييع مهيب للشهيد بعد وصول جثمانه الطاهر من عين التينة مكان اغتياله برصاص العدو الصهيوني الغادر، حيث كان أمام منزله المطل على بلدته مجدل شمس.
الدولة السورية قادت موكب الجنازة بحضور شعبي حاشد، وبحضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام ، ممثلاً عن الرئيس السوري بشار الأسد، كما حضر التشييع الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي المهندس هلال هلال، وعدد من المسؤولين السوريين وأعضاء مجلس الشعب ووفود من الفصائل الفلسطينية، وأعضاء من الحكومة السورية التي كان يشغل فيها منصب مدير مكتب الجولان.
بعد الصلاة على الشهيد في وقْفِ جرمانا، ووري جسد الشهيد صالح ثرى الوطن في مقبرة جرمانا، بعد ان التحقت روحه بركب الشهداء، شهداء أبصروا طريقهم فارتقوا مضيئين دروب النضال والمقاومة.
المصدر: موقع المنار