مع انطلاق تفويضات إلزامية اللقاح في الولايات المتحدة، كان هناك نقاش وطني بشأن إذا ما كان ينبغي تطبيق القواعد على أولئك الذين لديهم ما يسمّى الحصانة الطبيعية من عدوى سابقة بفيروس كورونا.
السياسيون والرياضيون وأساتذة القانون والأطباء النفسيون جميعهم يخوضون الجدال الذي يدور حول السؤال المركزي: هل يحتاج الأشخاص الذين أصيبوا بـ”كوفيد-19″ فعلاً إلى اللقاح؟
محرّرة صحيفة “نيويورك تايمز” للشؤون العلمية، أبورفا مانديفيلي، أجابت على السؤال، ووجدت أنه معقّد للغاية مثل كل شيء تقريباً عن الفيروس. وقالت: يتمتع الأشخاص الذين تعافوا من عدوى كوفيد ببعض الحماية من الفيروس. لكن قوة مناعتهم ومتانتها تعتمدان على العمر والحالة الصحية وشدة الإصابة الأولية. وأشارت إلى أن من شأن اللقاح أن يضاعف مناعتهم، ويمنحهم حماية طويلة الأمد ضد جميع المتحورات.
وتابعت أبورفا: “على عكس اللقاحات التي يبدو أنها تنتج استجابة مناعية قوية جداً لدى الجميع تقريباً، فإن العدوى الطبيعية أكثر تنوّعاً بعض الشيء. يبدو أن مدى قوة المناعة لديك ومدى استدامتها يعتمدان على مدى شدة العدوى – كلما كانت أكثر شدة، كانت أكثر حماية”.
ومع ذلك، هناك بعض الفوائد للمناعة الطبيعية. تكون الأجسام المضادة من العدوى السابقة أكثر تنوّعاً وقادرة على صدّ مجموعة متنوّعة من المتحوّرات أكثر من تلك التي تنتجها اللقاحات. تعمل العدوى الطبيعية كذلك على تحفيز الدفاعات في الأنف والحلق – بالضبط حيث تكون ضرورية لمنع حدوث عدوى ثانية – بينما تنتج اللقاحات أجساماً مضادة بشكل رئيسي في الدم. قد تستمر شظايا الفيروس أيضاً في الجسم لأسابيع بعد الإصابة، ما يمنح الجهاز المناعي مزيداً من الوقت لتعلم مكافحته، بينما تخرج البروتينات التي يحملها اللقاح من الجسم بسرعة.
وغير معروف بعد مدى جودة المناعة الطبيعية في الحماية من المتحورات الأحدث. وثمّة خلافات بين معظم الدراسات التي تدرس المناعة الطبيعية قبل ظهور متحور دلتا، لكن الأبحاث الحديثة غير مكتملة.
وقالت أبورفا: “قبل عدة أشهر، قبل ظهور متحور دلتا، كان هناك جدال بين الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كوفيد؛ كانوا يقولون إنهم لا يريدون التلقيح. لكننا نعلم الآن أنه ليس كل شخص ينتج استجابة قوية حقاً للإصابة بالعدوى. يبدو أنهم لا يقومون بعمل جيّد ضد المتحورات، كما فعلوا ضد الفيروس الأصلي”. وأضافت: “نعلم أيضاً أنه يمكن أن يصابوا مرة أخرى بعد نقطة معينة، حتى لو لم يمرضوا بشدة، ويمكنهم نشر الفيروس للآخرين إذا أصيبوا. لذلك، لكل هذه الأسباب، لا يزال من المهم أن يحصل الناس على التلقيح، من أجل صحتهم المستمرة، وكذلك من أجل حماية الآخرين”.
المصدر: الميادين