ركزت الصحافة اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت محلياً على تفاقم أزمة الكهرباء، إذ أنذرت شركة كهرباء لبنان بأنها في حال بقاء الأمور على ما هي عليه من شح في الوقود ستتوقف عن الانتاج أي الوصول إلى الانقطاع الشامل للتيار الكهربائي، كما تناولت بعض الصحف تداعيات زيارة وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان، وتأكيد الأخير على دعم لبنان خصوصاً في أزمة الطاقة. أما اقليمياً، فتطرقت الصحف إلى موضوع الانتخابات العراقية المبكرة المنوي اجراؤها يوم غد الأحد، ومدى تأثيرها على مستقبل بلاد الرافدين.
الأخبار
ليل العراق طويل طويل
المصارف تخطط لإعادة انتاج نفسها
هجرة العمالة الماهرة: الاقتصاد يفقد عصبه الإنتاجي
تناولت صحيفة الأخبار الانتخابات العراقية كعنوان أساسي على غلافها، وكتبت في هذا السياق “يتوجّه العراقيون، غداً، إلى صناديق الاقتراع لاختيار نوّابهم، في انتخابات مبكرة هي الأولى من نوعها منذ التصويت على الدستور الذي تُحكَم به البلاد حالياً، في 15 تشرين الأول 2005. انتخاباتٌ لا يُتوقّع منها أن تفرز تغييراً كبيراً في الندوة البرلمانية، على رغم إجرائها على أساس قانون جديد، لم يسبق أن اختبره العراق في كلّ الاستحقاقات الدستورية التي أعقبت الاحتلال الأميركي. على أن هذه المحطّة، التي تتزامن وبدء الانسحاب الأميركي من بلاد الرافدَين بعد سبع سنوات من الدورة الأخيرة من الاحتلال التي افتتحها الاجتياح «الداعشي» للبلاد، ربّما تُمثّل فرصة للعراقيين للنهوض بأوضاعهم، إذا ما قرّرت قواهم السياسية الاستفادة من تجارب الماضي، واستثمار الشرعية المتجدّدة، ولو المنقوصة، في فتح صفحة جديدة عنوانها التنمية والرخاء، خصوصاً أن التفاهمات الإقليمية، والتي يُنسج جانب منها، على الأرض العراقية نفسها، تشي بمرحلة استقرار قد يكون هذا البلد مقبلاً عليها. وهي مرحلة لن يكون اللاعبون فيها على قدم المساواة لناحية الأرباح والخسائر؛ إذ إن إيران، التي ألقت بثقلها في العراق في السنوات الماضية دعماً لحلفائها الذين بدأت من عندهم قصة نهاية «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، تجد أن الوقت قد حان لحصاد النتائج، وأن الوضع الحالي يتطلّب تفعيل «عدّة شغل» مغايرة لما تمّ الاعتماد عليه سابقاً”.
وأضافت “ببساطة، تعتقد طهران أنه بات بإمكانها تنفُّس الصعداء بعد جولات صراع مديدة، والبدء في الاستعداد للتعامل مع واقع لن يكون فيه الأميركي حاضراً بثقله إلى جوارها. في المقابل، يبدو أن ثمّة تخبّطاً في واشنطن في شأن كيفية التعامل مع الواقع الجديد؛ إذ على رغم وجود اطمئنان إلى أن نفوذ الولايات المتحدة في العراق لن يصفَّر برحيل القوات القتالية، ولا سيما إذا ما استطاع الرئيس – التسوية، مصطفى الكاظمي، البقاء في منصبه، إلّا أن القلق لا يفتأ يتصاعد من مآل الأمور في بغداد في ظلّ احتفاظ طهران بكلّ نقاط قوّتها، وإن كانت التجربة السياسية لحلفائها قد أسهمت في تهلهل رصيدهم الذي راكموه في الحرب على «داعش». أيّاً يكن، ومع أنه لا مؤشّرات جدّية إلى الآن إلى وجود نيّة مراجعة وتنقيح وإصلاح لدى القوى السياسية العراقية، غير أن انتخابات العاشر من تشرين الأول تُشكّل مفرقاً مفصلياً يمكن أن يفتح الباب على تبدّل الوضع القائم، إذا ما أرادت الطبقة التي لا تزال تعيد إنتاج نفسها، المُضيّ في ذلك بالفعل، خصوصاً أن «القوى التشرينية» التي أمل البعض في أن تقدّم بديلاً منها، أظهرت هشاشتها وتشتّتها وارتهانها للمموّل الخارجي. أمّا بخلاف ما تَقدّم، فإن الغد لن يأتي للعراقيين إلّا بالأسوأ! “.
وفي الموضوع نفسه، كتبت الصحيفة “ليست انتخابات العراق غداً حدثاً عادياً، حتى وإن جاءت بالقوى السياسية نفسها، بأحجامها الحالية، أو أصغر أو أكبر قليلاً. وحتى إن كانت القوى الجديدة التي ستدخل البرلمان أوّل مرّة، محدودة الحجم، ولا سيما أبناء العشائر من داخل الأحزاب أو خارجها، الذين ضَمِن لهم قانون الانتخاب القائم على الدوائر الصغرى (83 دائرة) والصوت الواحد، حصّة ما سلفاً. الانتخابات هذه مصيرية وتغييرية، وإن لم يكن – بالضرورة – بالمعنى الإيجابي للكلمة؛ فإمّا يتمكّن العراقيون من استثمار رحيل الاحتلال في نهاية العام الجاري لبناء غدٍ أفضل، أو على الأقلّ إدارة شؤونهم بصورة معقولة؛ وإمّا يذهب البلد نحو احتمالات قاتمة، تستحضر ماضيه القاسي، الذي ولّد هذا القدر الهائل من البؤس، بدءاً من زمن صدام حسين بحروبه الكثيرة وسنوات حصاره الطويلة، إلى زمن الاحتلال الذي أجهز على بنى الدولة والقوى الأمنية، إلى زمن ذبّاحي «داعش» الذين بنوا «خلافة» اختطّوا حدودها بالدماء، ولم تَمحُها إلّا دماء المقاومين العراقيين الذين وضعوا البلد على طريق الخلاص، فإذا بسياسة المصالح والتحاصص، تعيده إلى مربّع الأزمة الأول، بعد أن عاثت فيه فساداً لم يَعُد يُطاق. ثمّ جاء «تشرين العراقي»، ليندثر بسرعة في دهاليز مجموعات «المجتمع المدني» المموَّلة بجزء كبير منها خليجياً وغربياً، بهدف نقل البلد إلى الموقع الآخر، التحاقاً بركب التطبيع الخليجي – الإسرائيلي، وضرباً للمقاومة التي لا رهان سواها، إذا أراد العراقيون إخراج بلدهم من طاحونة الأزمات”.
محلياً، وتحت عنوان “المصارف تخطّط لإعادة إنتاج نفسها”، كتبت “الأخبار” “قرّرت المصارف، باعتبارها المنظّر التاريخي لنموذج الرياء الذي أدّى إلى إفلاس لبنان، إطلاق خطّة تعافٍ اقتصادي، واقترحت زيادة ضريبة القيمة المضافة إلى 16%، وخفض فاتورة الأجور في القطاع العام وتحديداً العسكريين ونظام تقاعدهم، وإزالة كل أنواع الدعم… ثم تأسيس «المؤسسة اللبنانية للاستثمار» وتمليكها أصول الدولة ليتملّكها مصرف لبنان مقابل إبراء ذمته من جميع المطالبات القانونية ضدّ الحكومة اللبنانية”، متابعة أنه “في أيلول الماضي، أنجز الصهيوني كارلوس عبادي، المستشار المكلّف من جمعية المصارف، ما سمّاه «خطّة جمعية المصارف للتعافي الاقتصادي». الخطّة عبارة عن 86 صفحة تتضمن فصلين ممّا سمّاه «إصلاحات»: إصلاحات ذات أولوية يجب إطلاقها ضمن الـ 100 يوم الأولى من الحكومة الجديدة، وإصلاحات أخرى ضمن رؤية متوسطة ــــ طويلة المدى.
في الواقع، وردت في خطّة عبادي ــــ جمعية المصارف، كلمة «إصلاح» أكثر من 210 مرّات غالبيتها يتعلق بما لا يقع ضمن نطاق المصارف نهائياً. المقصود بهذه الكلمة، تمويه الأفعال الحقيقية التي قامت بها المصارف في إطار من الإنكار لدورها ومسؤولياتها عن الانهيار وتبديد الودائع، ثم الانخراط مع مصرف لبنان في تقييد السحوبات والتحويلات بشكل غير شرعي واستنسابي، والمشاركة في لعبة تعددية أسعار الصرف، وفي تضخيم الأسعار المتعمّد، والكثير من الألاعيب الأخرى لتحافظ على رساميلها من الذوبان والتهرّب من تغطية الخسائر المتحققة في ميزانياتها”.
وتابعت “الأخبار” “صمّم عبادي والمصارف خطّتهم لإلقاء اللوم على قرار حكومة حسان دياب بالتوقف عن سداد سندات اليوروبوندز في آذار 2020، ولترسم مسار عمل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في تحديد ما تعتبره «أولويات». والهدف وراء هذه الخطّة واضح للعيان؛ أن تتمكن المصارف من النهوض مجدداً من دون أن تدفع الفاتورة المستحقّة عليها. فكل ما ورد عن المصارف أتى في الجزء الثاني من فصل «الإصلاحات» بعد سلسلة طويلة من التنظير عن إصلاح: القطاع الزراعي، الصناعي، الاتصالات، البناء، الصحة، العمالة، القطاع غير النظامي، الأعمال، التعليم، المياه، السياحة والصرف الصحي… ثم المصارف. ما ورد عن إعادة هيكلة المصارف يحتمل التهديد إلى جانب استدرار الشفقة والتنصّل من المسؤولية، وإلقاءها على مصرف لبنان والدولة. فالمصارف «هي المقرض الأساسي للدولة، ويمكنها أن تتضرّر كثيراً إذا لم تُقَد عملية إعادة هيكلة الدين العام بطريقة تسمح لها بالحياة والانطلاق مجدداً». ثم تشير الخطّة إلى أنه يجب درس عملية إعادة رسملة المصارف «حالة بحالة»، وتستذكر أن المصارف كان لها يوماً ما دور كبير في «مكافحة تبييض الأموال والإرهاب» ويمكنها أن تمارس المزيد من «الشفافية». لوم الدولة هو على رأس لائحة توزيع الخسائر: «المصارف تلقت ضربة قاسية من التوقف عن الدفع، ومن عواقب أزمة السيولة في ودائعها مع مصرف لبنان»، لذا تقترح المصارف إعادة رسملة المصارف القابلة للحياة، أو دمج الأضعف، والانسجام أكثر مع النظام العالمي. ويتطلب الأمر عبارتين فقط: خطة عمل وخطّة رسملة.
رواية المصارف عن الأزمة تبدأ يوم إعلان حكومة حسان دياب التوقف عن سداد سندات اليوروبوندز في آذار 2020. في البدء، تقول المصارف «كان الاقتصاد اللبناني بالفعل في أزمة قبل التخلّف عن سداد الديون السيادية في آذار 2020»، لكن سرعان ما تحوّل هذا الإقرار إلى اتجاه سياسي لتحميل المسؤولية لحكومة دياب، إذ تشير إلى أن هذا التوقف عن الدفع «أدّى إلى تضخيم العواقب الاجتماعية والاقتصادية للاختلالات الكلية التي سبقت». وتحدّد المصارف شروط التعافي بجملة إجراءات تتعلق بإصلاحات يجب أن تقوم بها حكومة ميقاتي خلال الـ 100 يوم الأولى من عمرها تتضمن: التفاوض مع صندوق النقد الدولي، إطلاق إعادة إعمار مرفأ بيروت، تشريعات لمكافحة الفساد، إصلاح الجمارك، تجديد كهرباء لبنان، ردم فجوة البنية التحتية، شبكة أمان اجتماعي، إصلاح المالية العامة بشقَّي النفقات والإيرادات، التفاوض مع الدائنين وتكوين ملاءة مصرف لبنان”.
من جهة ثانية، تناولت الصحيفة واحدة من التداعيات الهامة والخصيرة للأزمة الاقتصادية اللبنانية، هجرة الطاقات والمهارات العلمية والفنية، فكتبت “تداعيات الهجرة الضخمة التي تشهدها البلاد لن تكون في المدى القريب بسبب الحاجة إلى دولارات المغتربين، لكنّ نتائجها الكارثية ستظهر على المديين المتوسط والبعيد، مع هجرة العمالة الفنية التي يعاني منها لبنان في الأساس نقصاً فادحاً”.
ولفتت “الاخبار” إلى أنه “قبل نحو أسبوعين، أعلن وزير العمل مُصطفى بيرم عن مساعٍ لإعادة تفعيل اتفاقيةٍ «تؤمّن فرص عمل للبنانيين في قطر ما يُساهم في خفض معدّلات البطالة». التصريح الذي يعكس «التصالح الرسمي» مع هجرة القوى العاملة يؤشر إلى نيّة المُضي في «عقلية» النموذج الاقتصادي القائم على تصدير العمالة عموماً، والعمالة الماهرة خصوصاً، طمعاً بتحويلات المغتربين. ولطالما كان النظام التعليمي اللبناني يُخرّج «عمالاً يتناسبون مع متطلبات سوق العمل الخارجية وفق استراتيجية مُعدّة سلفاً»، وفق وزير العمل السابق شربل نحاس، لذلك، فإنّ موجة الهجرة الكبيرة للعمالة الماهرة حالياً ليست «غريبة» على «النموذج» الذي يشجّعها بسبب تعاظم الحاجة إلى دولارات المُسافرين. فما هو التأثير الفعلي لهجرة العاملين المهرة على الاقتصاد؟ وأيّ نوع من العمالة يُشكّل الخسارة الكبرى؟”.
اللواء
“لعنة العتمة” تزعزع الثقة: أوقفوا “ملهاة التيّار” ولعبة الدولار!
فيّاض لم يسمع بالعروض الإيرانية.. وردود فعل غاضبة على موافقة الوزراء السُّنة على تزكية باسيل
تطرقت “اللواء” بشكل أساسي إلى المواضيع المحلية، إذ كتبت “ثلاث نقاط بارزة على أجندة الأسبوع المقبل، وسط تنامي مظاهر الاكتراث الشعبي مما يحكى عن خطط ومشاريع للوزارات والوزراء، بعدما باتت القضايا المعيشية والحياتية، تشهد أزمة اثر أزمة. فالكهرباء تبشر اللبنانيين بـ الـBlackout” ” أو الانقطاع الشامل، الذي بات قاب قوسين أو أدنى في ظل شحّ مادة الفيول، فضلا عن النقص في المازوت، مع تقديرات بانخفاض الإنتاج إلى ما بين 350 و400 ميغاواط، مما لا يوفّر تغذية لا تتجاوز الساعتين أو الثلاث يومياً، فالدولار تخطى بمرات السعر المتفاهم عليه في حال تألفت الحكومة، وها هو يناطح الـ20 الفا لكل دولار، فيما أسعار المحروقات من بنزين ومازوت وغاز آخذة بالارتفاع غير الطبيعي، مستفيدة من أزمة النفط العالمية وارتفاع سعر البرميل إلى ما فوق الـ80 دولاراً”.
وإلى جانب أزمة الكهرباء، تطرقت “اللواء” إلى الأزمة المستفحلة في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، إذ حذر مديره محمد كركي من “كارثة صحية إذا ما استمرت الدولة في التقاعس عن سداد مستحقاتها للصندوق. فالمواطن تحمل فروقات مالية كبيرة، اوصلته إلى بيع منزله وأرضه لتسديد الفاتورة الاستشفائية”.
وتابعت “اللواء” “النقطة الأولى، تتعلق بجلسة مجلس الوزراء الثلاثاء في قصر بعبدا للاستماع إلى ما عاد به وزير الطاقة والمياه وليد فياض من مصر والأردن، والاستماع أيضا إلى خطط الوزراء في ما خص العمل بوزاراتهم.
وأوضحت أن لا إشكالات متوقعة وإن المسألة قد تندرج في إطار عرض مقترحات وخطوط عريضة إلا أن لكل وزير بصمته وأفكاره.
النقطة الثانية: انتظار وصول المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي محمود محيي الدين، ومعرفة ما في حقيبته من أفكار، في إطار التحضير للمفاوضات بين اللجنة الوزارية التي يرأسها نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي وصندوق النقد.
يذكر ان الرئيس ميشال عون عرض قبل ظهر أمس في قصر بعبدا، عمل اللجنة الوزارية المكلفة التفاوض مع صندوق النقد الدولي، والتحضيرات الجارية لهذه الغاية.
وأوضح الرئيس الشامي انه بعد تشكيل اللجنة، عقدت سلسلة اجتماعات تحضيرية، معربا عن امله في ان تنجز عملها سريعا لمباشرة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي قريبا وفقا لرغبة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء وأعضاء اللجنة أنفسهم”.
أزمة الكهرباء
فيما ارتفعت اسعار المحروقات امس بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، التقى الرئيس ميشال عون وزير الطاقة وليد فياض وعرض معه وضع الطاقة في لبنان والجهود التي تقوم بها الحكومة والوزارة لتحسين الإنتاجية في هذا القطاع. ووضع الوزير فياض رئيس الجمهورية في أجواء الزيارة التي قام بها الى كل من مصر والأردن ونتائج المحادثات التي اجراها مع المسؤولين الأردنيين لاستجرار الطاقة من مصر والأردن عبر سوريا.
وقال فياض بعد اللقاء “لمست لدى كل المسؤولين الرسميين في كل من مصر والأردن، إضافة الى وزير الطاقة السوري الذي كان حاضرا ايضا، الرغبة في تذليل كل العقبات، الفنية وغير الفنية، ومنها الضرورات التجارية للتعاقد مع الجهات المختلفة لاستجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن عن طريق سوريا. الجميع يعمل على هذا الموضوع بجدية، في سبيل تأمين تغذية إضافية لكهرباء لبنان كي يتمتع الناس ببعض الساعات الإضافية للتغذية، الا ان الامر مرتبط بالتمويل المنتظر من البنك الدولي”.
وتابع: التقيت بمسؤول من البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط، ونقل لي العزم على انهاء العملية عبر تقديم كل التسهيلات اللازمة للبنان.
وردا على سؤال حول هوية من يتحكم بسوق المحروقات في لبنان، أوضح الوزير فياض ان «العمل يتم حاليا على ان يكون السوق مفتوحا وتحكمه آلية العرض والطلب، على ان تصدر التسعيرة بشكل دوري وتشكل سقفا اقصى، حيث من المفروض ان يكون السعر اقل من التسعيرة الصادرة التي تأخذ بالاعتبار سعر صرف الدولار والسعر العالمي للمحروقات. وعلى الجميع ان يلتزم بالتسعيرة، بمن فيهم مشغلي المحطات، وقد طلبنا ووضعنا الإجراءات اللازمة كي يتقيدوا بهذا الموضوع.
وبالنسبة الى العرض الإيراني لبناء معملين للطاقة،اجاب: ان احدا لم يطرح عليه الموضوع بشكل رسمي، ولم يطرح ايضاً على مجلس الوزراء، ويجب مناقشة المسألة على مستوى القيادة في البلد، مع الاخذ في الاعتبار كل تداعياته ايجابا وسلبا نظرا الى الوضع «الجيوسياسي» في المنطقة. ونحن نرغب فعلا في مساعدة لبنان من قبل اكبر عدد ممكن من الدول الصديقة، ولكن الامر منوط بمجلس الوزراء.
بالمقابل، ولليوم الثاني على التوالي، اعتصمت مجموعة من المحتجّين في خيمة إعتصام حلبا، أمام مؤسسة كهرباء لبنان (دائرة حلبا)، إحتجاجًا على الإنقطاع الكامل للتيار عن المدينة، وطلبوا من الموظفين ترك مكاتبهم وأقفلوا المؤسسة.
عملياً، معمل دير عمار أصبح خارج الخدمة بسبب نفاد مادة المازوت، التي من المرجح ان تنفذ من معمل الزهراني وانتاج الطاقة وصل حاليا إلى أدنى مستوياته ما يُشكّل خطرا كبيرا على كل الشبكة.
وقالت مصادر «كهرباء لبنان» انه «من المفترض ان تباشر فرق المؤسسة بإعادة تشغيل معملي المولدات العكسيّة في الذوق والجية وذلك خلال اليومين المقبلين»، لكنها اشارت إلى ان «هذين المعملين لا يمكنهما تعويض النقص الحاصل خصوصا ان المازوت اللازم لتشغيل المعامل الكبيرة والاساسية مفقود تماماً”.
رسوم الترانزيت
على صعيد اقتصادي آخر، وتطبيقاً لقرار مجلس الوزراء الاخير، استقبل وزير الاشغال العامة والنقل الدكتور علي حمية سفير الجمهورية العربية السورية لدى لبنان علي عبد الكريم علي، الذي هنأه بتوليه منصبه في الوزارة، وبحثا في تكليفه رسمياً بالتواصل مع نظرائه في كل من سوريا والأردن والعراق وتركيا، لإيجاد الحلول للمشاكل العالقة، لاسيما ما يتعلق بإلغاء رسوم الترانزيت المفروضة على الشاحنات اللبنانية والقضايا التي تفرض التكامل بين البلدين الشقيقين، إضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين.
الجمهورية
باريس تستعجل العلاجات .. ميقاتي: نحتــاج الى الدعاء
عن الأزمات الكثيرة التي تحاصر اللبنانيين، كتبت “الجمهورية” “واقع البلد في ذروة ارتباكه؛ تصريحات ووعود سياسيّة وحكوميّة أسرع من الصّوت، تقابلها صدمات تتوالى على مدار الساعة، وتنهمر بأوجاعها على رؤوس اللبنانيين، فيما العلاجات بطيئة جدّاً او بمعنى أدق معدومة.
كلّ شيء في هذا البلد يرتفع صعوداً، من أسعار المحروقات التي حلّقت بالأمس، الى الدواء وكل المواد الأساسية، والسلع الاستهلاكية والغذائية، وتعرفة النقل، وتعرفة مولّدات الكهرباء، والدولار الذي عادت السوق السوداء لتدفعه نحو باب الـ20 ألف ليرة من جديد. وحده المواطن اللبناني هو الذي يسقط وينحدر نزولاً الى ما تحت الارض، فاقداً لمناعته، ومكشوفاً إلى حدّ لم يعد يعرف فيه من أين تأتيه الضربة”.
وتابعت الصحيفة “ما هو أصعب من هذا الإنحدار المتسارع، هو ما تكشّف للمواطن اللبناني بأنّ الحلول والمعالجات مؤجّلة، خلافاً للوعود التي أُطلقت بأنّها ستوضع سريعاً على نار حامية، تترجمها وتضعها على السكة التي تريح الناس، ما يعني بقاء اللبنانيين محبوسين خلف قضبان الأزمة وضغوطها الهائلة من الآن وحتى يُسمح للحكومة بأن تفتح باب الإصلاحات وتشرّعه أمام تدفق المساعدات الدولية الموعودة. والعين في هذا السياق على جلسة مجلس الوزراء التي تقرّر عقدها الثلثاء المقبل في القصر الجمهوري، وما إذا كانت ستطرق هذا الباب، أم انّها ستندرج في السياق التحضيري للملفات، على غرار الجلستين السابقتين لمجلس الوزراء؟”.
خطوات فورية .. وإلّا!
وأضافت الصحيفة “إذا كان المنطق الحكومي يؤكّد بثقة ولوج الحكومة باب العلاجات والإصلاحات في المدى المنظور، ويتوسّل من اللبنانيين بعض الصبر، وخصوصاً انّ الامور لا تتمّ بكبسة زر، والحكومة عاكفة في هذه الفترة على بناء الأرضيّة الصلبة التي ستنطلق فيها في رحلة الألف خطوة وخطوة، الّا أنّ هذا المنطق، وإن كان مبرّراً، لا يبدو انّ له صدى شعبياً متفهماً له، وخصوصاً انّ الواقع اللبناني بأزماته المتدحرجة، لا يحتمل أي تأخير. بل يتطلب خطوات فورية إنقاذية وإصلاحية، لئلا تفرض هذه الأزمات جدل تحدّيات جديدة أكثر تعقيداً أمام الحكومة، يعيق جدول أعمالها الأساسي إن لم يعطّله. وهذا ما يشدّد عليه الموفدون الدوليون، وكذلك جرى التشدّد عليه في المحادثات المكثفة التي يجريها منسق المساعدات الدولية من اجل لبنان السّفير بيار دوكان”.
ولفت ما نُقل عن دوكان خلال لقائه نقيب الأطباء البروفسور شرف أبو شرف ونقيب المهندسين عارف ياسين، بدعوة من رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد، بأنّه سبق ان نبّه والبنك الدولي في تقرير سابق منذ ثلاثة اعوام، لما هو متوقّع وآتٍ، لكن المسؤولين في لبنان لم يتخذوا أي خطوات لتدارك الأمر يوم كان ذلك ممكناً»، وأكّد أنّ «لا مساعدات حقيقية ولا نجدة دولية قبل القيام بالإصلاحات المطلوبة، لاستعادة الحدّ الأدنى من الثقتين الداخلية والخارجية»، وأمل في أن «يتمكن اللبنانيون من إحراز تقدّم أو تغيير عبر انتفاضته”.
باريس تنتظر
وقالت مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية لـ«الجمهورية»، إنّ باريس وإن كانت مرتاحة للتوجّهات التي حدّدتها الحكومة اللبنانية، والتي اكّدها رئيسها نجيب ميقاتي أمام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، فإنّها في الوقت نفسه ما زالت تنتظر مسارعة الجانب اللبناني الى الاستفادة من الوقت المتاح، ومبادرة الحكومة الى إجراء الاصلاحات التي التزمت بها. معتبرة انّ أي تباطؤ في هذا المجال من شأنه أن يلحق المزيد من الضرر على واقع الأزمة في لبنان الذي يزداد صعوبة.
ولفتت المصادر، الى انّ وجود السفير دوكان في بيروت، يشكّل عامل تحفيز مباشر للسلطات اللبنانية لوضع البرنامج الحكومي قيد التطبيق السريع. مشيرة الى انّ ما لمسه دوكان حتى الآن، يشي باستعداد الحكومة لتحمّل مسؤولياتها في هذا المجال من دون أيّ إبطاء، وهذا يوجب ان تبدأ الخطوات الحكومية على أرض الواقع وعدم التباطؤ، وخصوصاً انّ المجتمع الدولي ربط توجّهه بالمساعدات نحو لبنان بإصلاحات آن الأوان لأن يُباشر بها.
وفي جانب آخر، لفتت المصادر، الى أنّ باريس تدعو كل الأطراف في لبنان الى عدم التدخّل في مسار التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، مؤكّدة انّ من حق اللبنانيين أن يعرفوا الحقيقة، وصولاً الى كشف المسؤولين عن هذا الانفجار ومحاسبتهم.
البناء
عبد اللهيان لنخب ثقافية وإعلامية: لن نترك أصدقاءنا… ولبنان ليس ورقة ولا ملف ولا موضوع تفاوض
وزير الخارجية الإيراني: رفضنا عرضاً أميركياً بتشريع سلاح نووي مقابل الاعتراف بـ «إسرائيل»
التعاون اللبناني ـ السوري بين حمية وعلي… والتحقيق في التحقيق: مزيد من دعاوى الردّ والارتياب
تطرقت صحيفة “البناء” إلى تداعيات زيارة وزير الخارجية الايرانية إلى لبنان، فكتبت “ما زالت زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى لبنان الحدث الأول، سواء بمضامين المواقف التي أطلقها أو العروض التي قدمها لمساعدة لبنان في مواجهة الأزمات التي يقع تحت وطأتها، خصوصاً في قطاع الطاقة، وكان الأبرز في لقاءات عبد اللهيان اجتماعه بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وكانت المواقف اللافتة لعبد اللهيان تلك التي قالها أمام مجموعة من الشخصيات الإعلامية والثقافية والاجتماعية والسياسية التي التقاها في السفارة الإيرانية، بدعوة من السفير الإيراني والمستشار الثقافي الإيراني، أجاب خلالها عبد اللهيان على مجموعة من القضايا والمواضيع السياسية، وأعاد خلالها تأكيد العروض الإيرانية وتفصيلها.
عن موقع لبنان في المفاوضات الإيرانية حول الملف النووي وفي الحوار الإيراني- السعودي، قال عبد اللهيان إن إيران تلقت مراراً دعوات من الأطراف الدولية لمناقشة أوضاع بلدان أخرى، فقد حدث أن طلب الأميركيون تفاوضاً مباشراً حول العراق قبل سنوات أصرّ الإيرانيون على أن يجري بحضور الطرف العراقي بصفته الطرف المعني الأول، كما سبق أن تلقت إيران عروضاً حول سورية بغياب الطرف السوري وكان جوابها سلبياً دائماً على كل محاولة لاستدراجها للتفاوض على شؤون بلد آخر بغياب من يمثله، وقال عبد اللهيان، لا تصدقوا أي كلام عن قبول إيران للتعامل مع لبنان كورقة أو ملف أو موضوع للتفاوض، فنحن لا يمكن أن نقبل ببحث أي شأن يخص لبنان مع غير الطرف اللبناني، وننتظر من الأشقاء اللبنانيين أن يشجعوا موقفنا هذا المدافع عن السيادة اللبنانية، وفي أي محادثات نجريها سواء في العلاقات الإيرانية- السعودية التي تسجل تقدماً ملحوظاً أو في عودتنا إلى فيينا قريباً لاستكشاف مدى جدية الطرف الأميركي بالعودة إلى الالتزام بالاتفاق حول الملف النووي، لا يمكن أن تكون إيران طرفاً في بحث يخص لبنان.
قدم عبد اللهيان سرداً للعديد من المحطات التي تلقت فيها إيران عروضاً تتصل بقضايا المنطقة، للتخلي عن حليف أو قضية أو تبديل موقف مقابل إغراءات بمكاسب أو أدوار، وكانت لافتة للحضور المعلومات التي كشف عنها وزير الخارجية الإيراني عن تلقي عرض أميركي بتشريع امتلاك إيران لسلاح نووي مقابل الاعتراف بـ”إسرائيل”، مضيفاً أن الجواب الإيراني كان، باعتبار المعروض مرفوضاً والمطلوب مرفوضاً مثله، فإيران ترفض امتلاك سلاح نووي لأنها تلتزم بفتوى دينية تحرم امتلاكه، فكيف تسعى لشرعنة امتلاك ما لا ترغب بامتلاكه، أما المطلوب فليس وارداً للبحث بالنسبة لإيران التي لا تنظر للكيان الغاصب لفلسطين إلا كقوة عدوان واحتلال، وهي تقف بكل قوة مع حق الشعب الفلسطيني باستعادة كامل حقوقه في كامل الأرض الفلسطينية، وهذا الوقوف ليس لفظياً فإيران تلتزم بدعم مقاومة الشعب الفلسطيني حتى تحرير أرضه واستعادة حقوقه.
الثقة والافتخار بقدرات وموقع المقاومة في لبنان من ثوابت السياسة الإيرانية، وأحد منطلقات النظرة الخاصة نحو لبنان، الذي لن تتركه إيران في مواجهة أزماته وحيداً، وستبذل كل ما تستطيع لتخفيف معاناته، والعروض الإيرانية تنطلق من هذا الاعتبار، وهي ستبقى على الطاولة، وفق لما قاله عبد اللهيان، الذي أضاف أنه دعا المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم إلى السعي للحصول على الاستثناء من العقوبات الأميركية، أسوة بما فعله العراق وحصل عليه، وهو ينعم بمحطة كهرباء ضخمة أنشأتها شركة إيرانية بقوة ثلاثة آلاف ميغاوات في البصرة دخلت المرحلة الأولى منها مرحلة التشغيل، كما حصل العراق على استثناء لاستجرار الكهرباء والغاز من إيران، ويمكن للبنان أن يفعل مثله، مشيراً إلى أن العروض الإيرانية تتضمن محطات كهرباء وإعمار المرفأ ومشروع مترو أنفاق وسكك الحديد وسواها من الفرص الهامة على صعيد البنى التحتية التي يحتاجها لبنان”.
وفي السياق، ذكرت “البناء” أنه “في الشؤون اللبنانية برز أمس تقدم على مسار العلاقة اللبنانية- السورية عبر اللقاء الذي جمع وزير الأشغال والنقل المكلف من الحكومة بصورة رسمية ببدء المحادثات مع سورية حول ملف تجارة الترانزيت، مع السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، والذي شهد وضعاً لروزنامة التحرك واللقاءات وجدول أعمال البحث تحضيراً لزيارة سيقوم بها حمية إلى دمشق، بينما واصل ملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت تداعياته في المواجهة الدائرة بين المحقق العدلي القاضي بيطار ومجلس النواب حول صلاحية الملاحقة والاتهام للرؤساء والوزراء، حيث سجلت دعاوى جديدة تحت عنوان طلب رد القضية من يد القاضي بيطار والارتياب المشروع بإدارته للتحقيق، سواء في دعوى النائب نهاد المشنوق أو دعاوى النائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر.
انتهت أمس زيارة وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان بمؤتمر صحافي أكد خلاله أن بلاده ستساعد لبنان للعبور من أزمته. وقال: «مستعدون للمساعدة عبر استثمارات إيرانية أو لبنانية لإقامة معملين لإنتاج الكهرباء». وأعلن «أننا مستمرون بإرسال المشتقات النفطية إلى لبنان، ونأمل بأن يكون في المستقبل بإطار اتفاقيات بروتوكولية بين البلدين». وأشار إلى أن «إيران على استعداد لتأمين حاجات لبنان من الأدوية والأغذية والمستحضرات الطبية، وأكدنا للمسؤولين اللبنانيين أن إيران على استعداد لإنشاء مترو الأنفاق». وقال: «إيران تكن احتراماً كاملاً لسيادة لبنان وتعبر عن رغبتها ببذل جهودها لدعم لبنان من خلال التعاون بين الحكومتين ومستعدون للتعاون في المجالات كافة». ورأى أن «دول المنطقة وشعوبها لن تسمح للولايات المتحدة أن تنجح في حربها الاقتصادية وحصارها على لبنان، ونأمل من خلال الانفتاح الاقليمي بكسر الحصار الذي يستهدفنا جميعاً». وأعلن أن «المحادثات الإيرانية- السعودية تسير في الاتجاه الصحيح، ونحتاج المزيد من الحوار. حتى الآن توصلنا إلى اتفاقات معينة». وأكد أن «دور إيران والسعودية له بالغ الأهمية على صعيد إرساء الاستقرار في المنطقة». ولفت إلى «أننا سنعود إلى محادثات فيينا على أن يتم تحقيق المصلحة الوطنية لإيران وشعبها».
وكان «حزب الله» أعلن في بيان، أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله استقبل عبد اللهيان وكان عرض للتطورات السياسية في لبنان والمنطقة. وأشار البيان إلى أن «وزير الخارجية أكد ثوابت الموقف الإيراني تجاه لبنان ودعمه والوقوف إلى جانبه على كل الصعد. هذا ويطل السيد نصر الله يوم الاثنين للحديث عن آخر التطورات المحلية المتصلة بعمل الحكومة والتفاوض مع صندوق النقد، فضلاً عن ملف انفجار مرفأ بيروت وما يعرف وفق حزب الله بالتدخل الأميركي في عمل القاضي طارق البيطار، وصولاً إلى ملف الانتخابات النيابية والمساعدات الإيرانية للبنان المتصلة بالوقود والتطورات في المنطقة وارتداداتها الإيجابية على لبنان”.
من جهة ثانية، قالت “البناء” إنه “فيما يعقد مجلس الوزراء جلسة بعد ظهر الثلاثاء المقبل في القصر الجمهوري لعرض رؤية كل من وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية والوزراء المتعلقة بوزاراتهم وخطة عملهم، غادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بيروت، إلى المملكة الأردنية الهاشمية في زيارة خاصة. وقبيل مغادرته، زار ميقاتي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي. وقال بعد اللقاء رداً على سؤال حول فتح أبواب السعودية أمامه «أنا باعتقادي أن السعودية هي قبلتي السياسية والدينية وبالتالي لم تقفل أبوابها بأي حال، وعندما أؤدي صلواتي الخمس يومياً اتجه نحو القبلة في السعودية». ورداً على سؤال عن الأوضاع المزرية التي يعيشها اللبناني، أكد ميقاتي «أننا لا نفوت فرصة إلا ونكون فيها مع هموم الناس وأنا أعرف هذه الهموم الكبيرة، ونحن نسعى، لكن بصراحة العين بصيرة واليد قصيرة، إذ لدينا مشكلات كثيرة ونسعى لحلها بروية، وقد اتخذ وزير الطاقة إجراءات سريعة وقام بجولات على المحطات ونحن نلاحق كل المخالفات». وسئل عن التهديد الذي تلقاه المحقق العدلي القاضي طارق البيطار فأجاب: «لقد استفسرنا عن هذا الموضوع ولا شيء مؤكداً، التعليق الذي حصل قام به وزير العدل، وقد اتخذت الإجراءات اللازمة لإضافة الأمن والحراسة للقاضي البيطار، لكن أقول إنه يجب أن نميز بين الشعبوية والقانون والدستور، ويجب أن نتصرف بروية بعيداً من الشعبوية لأننا نريد الوصول إلى الحقيقة”.
وتابعت “يواصل السفير الفرنسي المكلف بمتابعة ملف الإصلاح في لبنان، بيار دوكان، جولته على المسؤولين اللبنانيين للبحث ، في آلية إنجاز الإصلاحات والخطط الاقتصادية حيث التقى أمس وزيرة التنمية الإدارية نجلاء عساكر ووزير الاقتصاد أمين سلام بعدما التقى وزراء الطاقة والاتصالات والمالية، بهدف إعداد ورقة بالإجراءات الواجب اتخاذها على المستوى الاصلاحي تمهيداً لمناقشتها، مع المجتمع الدولي والصناديق المالية الدولية من أجل التوصل إلى رؤية جدية تخلص إلى دعم لبنان وصرف المساهمات له. وعرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، مع نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، عمل اللجنة الوزارية المكلفة التفاوض مع صندوق النقد الدولي، والتحضيرات الجارية لهذه الغاية وأوضح الشامي أنه بعد تشكيل اللجنة، عقدت سلسلة اجتماعات تحضيرية، معرباً عن أمله في «أن تنجز عملها سريعاً لمباشرة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي قريباً وفقاً لرغبة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء وأعضاء اللجنة أنفسهم”.
ورأت مصادر مطلعة لـ «البناء» أن اللجنة الوزارية تعمل لإنجاز اتفاق مع صندوق النقد يشكل خشبة خلاص للبنان وقد وضعت أرضية لذلك، معتبرة أن من الضروري الوصول إلى الغاية المرجوة في أسرع وقت، بالتالي يجب ترك هذا الأمر للجنة التي تعمل وفق خطة ومسار واضح للمفاوضات بهدف الوصول إلى حل، وفيما تشيد المصادر بالوزير الشامي وخبرته في إدارة المفاوضات وفق مصلحة لبنان تعتبر أن نجاح المفاوضات من شأنه أن يؤسس إلى مرحلة جديدة على المستوى الاقتصادي والنقدي في لبنان لجهة إنقاذ القطاع المصرفي واللبنانيين.
وفي خلال أقل من اسبوعين استقبل وزير الطاقة والمياه وليد فياض وللمرة الثانية سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا على رأس وفد، وكانت جولة أفق استكمالاً لنتائج الجولات الأخيرة لوزير الطاقة في كل من مصر والأردن .
ورأت مصادر مطلعة لـ «البناء» أن هناك موقفاً أميركياً شبه محسوم تجاه الإسراع في عملية استجرار الغاز والكهرباء وفق صيغة تجنب لبنان فرض عقوبات قيصر عليه، معتبرة أن هناك تواصلاً أميركياً- أردنياً وأميركياً-فرنسياً وأميركياً- مصرياً في شأن الملف اللبناني، لا سيما في ما خص تأمين التمويل اللازم لعملية الاستجرار.
وبحث وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية مع السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي، الحلول للمشكلات العالقة، لا سيما ما يتعلق بإلغاء رسوم الترانزيت المفروضة على الشاحنات اللبنانية والقضايا التي تفرض التكامل بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى العلاقات الثنائية.
وقال السفير علي: «الإيجابية السورية كانت أمس وما زالت وأراها غداً أكثر، لذلك أنا سأرسل ما جرى إلى الجهات المعنية في حكومتي، مقدراً أن الإيجابية قائمة وتفعيلها مرهون بالمبادرة اللبنانية التي عبر عنها الوزير حميه، على أن يعقد لقاء مع المعنيين في الحكومتين تكون نتائجها لمصلحة كلا البلدين، لذلك لا يمكن أن ينأى أي منا بنفسه عن الآخر إن كان على صعيد الأمن والاقتصاد وكل سبل العيش التي تفرض على البلدين”.
إلى ذلك اقترب نفاد الفيول أويل عن كل المعامل على مختلف الأراضي اللبنانية، وبحسب المعلومات فإن فترة إطفاء معمل دير عمار لإنتاج الطاقة الكهربائية ستكون لأكثر من أسبوعين إلى حين الإتيان بسفينة الفيول أويل وتفريغها في المعمل.
قضائياً وعلى خط التحقيقات المتصلة بانفجار مرفأ بيروت، تقدم أمس النائب نهاد المشنوق بواسطة وكيله المحامي نعوم فرح، بدعوى أمام محكمة التمييز الجزائية، طلب فيها نقل التحقيق في ملف انفجار مرفأ بيروت، من يد المحقق العدلي القاضي طارق بيطار، وتعيين قاض آخر لهذه المهمة بسبب «الارتياب المشروع». كما تقدم النائبان علي حسن خليل وغازي زعيتر بواسطة نقيبة المحامين السابقة أمل حداد والمحامي رشاد سلامة، بدعوى أخرى أمام محكمة التمييز المدنية، طلبا فيها رد القاضي بيطار عن القضية، واعتبرا أنه «خالف الأصول الدستورية، وتخطى صلاحيات المجلس النيابي والمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء». وأفيد بأن رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود أحال طلب زعيتر وخليل رد البيطار إلى القاضية جانيت حنا في محكمة التمييز.
وقال وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي من بكركي أن «بالنسبة لأذونات الملاحقة، أؤكد أنني سأطبق القانون وقد يكون الأمر مفاجئاً». وأعلن أن الانتخابات ستحصل في موعدها وستكون نزيهة وشفافة وسيتم تعيين هيئة الإشراف على الانتخابات والتأخير ليس عندي، وسأؤمّن نجاح الانتخابات الكامل والأكيد.
وفي هذا الإطار أشارت أوساط ديبلوماسية لـ «البناء» إلى أن الولايات المتحدة تبدي تشدداً حيال ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها مع مشاركة المغتربين في الاقتراع الذين يمكن القول إنهم يعبرون عن رأيهم من دون أية ضغوطات حزبية أو طائفية، ورأت المصادر أن هناك تعويلاً أوروبيا وأميركياً على وصول وجوه جديدة إلى البرلمان، واعتبرت الأوساط أن هناك ترحيباً غربياً بالحكومة العتيدة التي تضمّ وجوهاً جديدة وتتمتع بالاختصاص والكفاءة.
المصدر: صحف لبنانية