أعلن العلماء الروس في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول أنهم عثروا على كائن حي فريد في بحيرة “الشرق” الواقعة تحت الجليد في قارة القطب الجنوبي.
ولا تشبه الجرثومة التي تم اكتشافها في جوف القارة أي كائنات حية معروفة للعلم المعاصر إلا بنسبة 86%.
ويقدر عمر الجليد في بحيرة “الشرق” الجوفية حسب العلماء بـ 20 ألف عام. أما البحيرة نفسها فصارت معزولة عن العالم المحيط بها منذ 15 مليون عام. وتبلغ درجة حرارة الماء في الطبقات العليا من البحيرة 2-3 درجات مئوية . مع أن الضغط هناك يزيد عن ضغط الجو بمقدار 400 مرة. فيما تزيد نسبة الأكسيجين في ماء البحيرة عما هي عليه في الماء العادي بمقدار 100 مرة.
يذكر أن بحيرة “الشرق” الجوفية التي عثر فيها على الجرثومة النادرة تعد من أكبر البحيرات الجوفية حجما في القارة حيث يبلغ طولها 175 كيلومترا وعرضها 65 كيلومترا وعمقها 1.2 كيلومتر. ويفوق حجم الماء الإجمالي في البحيرة 6.1 آلاف كيلومتر مكعب ، أي ما يقل بمقدار 3.5 مرات فقط عما هو عليه في بحيرة بايكال في سيبيريا.
وقد بدأت عملية الحفر العلمي في البحيرة عام 1989 بمشاركة العلماء الروس والفرنسيين والأمريكيين. واستطاع العلماء عام 2015 رفع عينتين جليديتين اسطوانيتين من تحت قعر البحيرة على عمق 3767.57 مترا. فعثروا في قطعة جليدية ملتصقة بإحدى العينتين على جرثومة مجهولة أطلقت عليها تسمية “WL -123-10 “.
وقال الباحث في مختبر الأحياء الفلكية والمجمدة في بطرسبورغ سيرغي بولات إن الجرثومة التي عثر عليها العلماء الروس هي الجرثومة الثانية من هذا النوع بعد أن اكتشف الفرنسيون والروس عام 2004 الجرثومة الأولى التي يمكن أن تعيش في جليد البحيرة وتتحمل حرارة 50 درجة مئوية تحت الصفر.