أعلن رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أنه “لدينا تحديات كثيرة اليوم منها الإقليمية”، لافتاً إلى أن المقاومة أصبحت “جزءاً أساسياً من المعادلة الإقليمية”. وفي السياق، تابع صفي الدين “نعرف أن بعض اللبنانيين يخافون من هذه الكلمة، ولكن هذا شأنهم، وأما نحن فعلينا أن نحمي بلدنا وناسنا وشعبنا ومستقبل بلدنا، وأن نحصن لبنان”، موضحاً أن ” لا مجال لتحصين لبنان إلا أن نكون أقوياء في المعادلة الإقليمية، وأي كلام آخر، لا قيمة له على الإطلاق، وهو يندرج في خانة الاستسلام والتنازل لمصلحة “إسرائيل” التي تصرخ من حضورنا وسلاحنا ومقاومتنا، ولا تنام الليل من الانجازات التي حققناها”.
كلام صفي الدين جاء خلال اللقاء الخاص الذي أقامته التعبئة التربوية في الحزب في المنطقة الأولى للهيئات الإدارية والتعليمية في مدارس المنطقة، في مجمع المرحوم الحاج موسى عباس في مدينة بنت جبيل، بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى عبد الله ناصر، وعدد من الفاعليات والشخصيات.
وأكد السيد صفي الدين “أننا تصدينا وتحملنا المسؤولية بالموضوع الشعبي والمعيشي والمالي والاقتصادي، وكان لدينا أهداف: أن نجعل العدو في حالة يأس، أن نحضر مع ناسنا ونعيدهم إلى الوضع الطبيعي ما أمكن، وأن نصمد في المعركة التي كانت تشن علينا”.
وأضاف صفي الدين ” صحيح أنه لا يمكن أن نؤمن للناس كل احتياجاتها، ولكن نستطيع نحن والناس أن نصمد سوياً، فالصمود له نتائج عظيمة، تماما كما صمدنا في حرب تموز مدة 33 يوما، فحينها لم ندخل إلى حيفا ولا إلى عكا ولا على أي مكان، ولكن صمودنا كان هو الانتصار، وحصدنا نتائج هذا الصمود، وكذلك في معركة التي أرادها الأميركي والإسرائيلي ومن معهما لإركاع اللبنانيين وأخذ لبنان إلى مكان آخر، كان المطلوب من الجميع أن يصمدوا، وأن نفكر كيف يمكننا أن نجعل العدو في حالة يأس من الوصول إلى أهدافه، وأن نقوم ببعض الخطوات التي نحقق فيها انجازات ونقلب المعادلة، ونحن رسمنا هذه الأهداف أمامنا، وقلنا إنه علينا أن نسير بالقدر المستطاع، وقد قال سماحة الأمين العام منذ بداية الأزمة، بأنه إذا كان هناك من يفكر بتجويع اللبنانيين وبإنهائهم ونبقى ساكتين، فهذا لن يحصل، ولا يمكن أن نقبل به أبدا”.
وأشار إلى أننا “في الحكومة السابقة وفي مرحلة تصريف الأعمال وفي وزاراتنا كنا نعمل ليل نهار والجميع شاهد هذا على الأمر، وحتى في الوزارات التي لا دخل لنا فيها لا سيما في مرحلة تصريف الاعمال، كنا نحرض على تحقيق الأهداف من أجل الوصول إلى انجازات ولو قليلة، وكنا نتواصل مع الجميع في الوقت الذي كان فيه الآخرون لا يتحدثون مع بعضهم البعض”.
كما أكد على “ضرورة أن نخرج أعزاء ومنتصرين من معركة الحصار التي تفرض علينا، وأن ننتقل إلى مرحلة جديدة وواقع جديد”، لافتا إلى أن “موضوع دخول صهاريج المازوت إلى لبنان، ليس فقط من أجل مازوت، وإنما أمر يتعلق بالبحار والمحيطات، فالإسرائيلي قال إنه لا يستطيع أن يفعل شيئا مع البواخر التي أرسلتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى حزب الله، والسبب، أنه لا يريد أن يدخل حزب الله في معادلة حرب البحار، وهذا يدل على نقطة الضعف عند الإسرائيلي، وهو ما زاد من قوتنا، فإسرائيل تعرف أن صواريخنا تطال إلى أبعد نقطة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالتالي نستطيع أن نمنع أي سفينة من أن تدخل إلى عكا وحيفا وتل أبيب أو إلى أي مكان، فهل تستطيع إسرائيل أن تكمل بهذا الشكل في حال اعتدت على البواخر الإيرانية؟”.
وأضاف “دخلنا في هذه المعركة، وكانت في مثابة إنذار وإيذان بالانتقال إلى مرحلة جديدة، ونحن بكل صراحة كنا نفكر بموضوع المازوت والحدود ومستتبعاته منذ حوالى الستة أشهر، ولكن قلنا بأنه علينا أن نصبر إلى أن جاء الوقت المناسب، ومجرد أن دخلنا إلى هذه المعركة، حصل ما حصل من تداعيات الجميع يعلمها، فركض الأميركان والغرب وكل الدول، واكتشفناهم في الاختبار الصعب، وتبين جليا أنهم يؤثرون في لبنان، ونحن نقول أن الأميركان يؤثرون في لبنان أمنيا وسياسيا وماليا واقتصاديا، وهم أقوياء في الدولة اللبنانية، ولديهم الكثير داخلها، ولكن نحن حتى الآن لم نخض معركة إخراج الولايات المتحدة الأميركية من أجهزة الدولة، ولكن إذا جاء اليوم المناسب وخضنا هذه المعركة، سيشاهد اللبنانيون شيئا آخر، فنحن لم نخض هذه المعركة، لأننا نعرف ما قدرة تحمل هذا البلد، فأميركا عدو لا تقل عداوة عن إسرائيل، وأحيانا أكثر عداوة منها، ولكن نحن نرى ونسمع ونقدر الموقف إن كان بإمكان اللبنانيين التحمل أم لا، وكذلك نحن حريصون على البلد في استقراره وهدوئه، والجميع يرى ماذا نفعل من أجل بقاء هذا الوطن”.
وأكد أن “المعركة التي فتحت في موضوع المازوت، هي نقلة نوعية في مواجهة الحصار الأميركي والغربي الظالم على لبنان، وهذه ليست الخطوة الأخيرة، وإن شاء الله لا نحتاج إلى الخطوة الثانية والثالثة، ولدينا خطوات كثيرة قادرون على فعلها، وهي تحرجهم وتلبكهم، وقد تكون كلفتها أكثر، ولكن كما يقول الله تعالى إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون، وعليه فإننا نعرف كيف نوجعهم، وكيف نهدد لهم مصالحهم، وليس ضروريا بالسلاح”.
وأوضح أن “هذه الخطوة كانت خطوة جديدة ونوعية، وفتحت الأبواب، وتشكلت الحكومة، ولكن كي نكون صريحين وواضحين بالفهم والتشخيص، هذا لا يعني أن لبنان وضع على سكة الحل، فهم خافوا من أن تزداد سطوة حزب الله وحلفائه في لبنان الآن وفي المستقبل ومن أن يصبح البلد بيد نهج المقاومة، وخافوا من أن تؤجل الانتخابات النيابية، لأنهم يراهنون عليها وهذا واضح جدا، وطموحهم أن يحصلوا على 30 مقعدا من ال أن جي أوز أي من عملاء أميركا ولا يتبعون لأي أحد، كي يصبحوا في المجلس النيابي بما يعرف ببيضة القبان”، مشيرا إلى أننا “اليوم بدأنا نستشعر ونتحسس بعض النتائج الإيجابية التي قمنا بها بعد عملية الصمود”.
وأكد صفي الدين أننا “سنبقى نتحمل المسؤولية، وسنحضر في كل الساحات التي يمكن أن نقوم بإنجاز ما فيها، ففي الساحة الإقليمية الدنيا تتبدل، وأميركا تضعف، ويمكن أن يأتيها يوم ربما يكون أسوأ مما شهدته في أفغانستان، والمنطقة تتجه إلى مزيد من التبدل، وسيرى العالم العربي والإسلامي في منطقة الشرق الأوسط مشاهد جديدة، وهذه حقائق، والجميع يرى ما يحصل في سوريا، من اتصالات تأتيهم من دول العالم، وكذلك الجميع رأى اتباع أميركا في لبنان كيف باتوا في حالة صمت وموت، فالدنيا كلها تتقلب من حولهم وهم يفتشون عن مكان ليجلسوا فيه، لأن الذي اعتاد طوال عمره على التسول والعمالة، يراقب لمن يمكن أن عميلا ومن سيكون الأقوى في المنطقة، ويمكن أن يأتي يوم من الأيام عندما يشاهدوا ويدركوا أن محور المقاومة هو الأقوى، بأن يطلبوا منا أن نؤمن لهم وظيفة في محور المقاومة، ولا يستبعدن أحد هذا الأمر، لأن لديهم وقاحة”.
ولفت إلى أن “الوضع السياسي في المنطقة فيه الكثير من التغيرات والتبدلات، والأميركي يحاول أن يمنعنا من أن نستثمر هذه التبدلات والانتصارات، ولكنه لن يستطيع أن يمنعنا من ذلك، وعاجلا أم آجلا سنصل إلى استثمار هذه الانجازات التي ستغير وجه المنطقة، ولبنان عادة عندما يتغير وجه المنطقة، ليس لديه حل، وعليه أن يتموضع، وتنعكس عليه كل الألوان الآتية من الخارج، فإن كانت زاهية فإنه يزهو، وإن كانت بالية فإنه يبلى، وإن شاء الله المقبل زاه وليس باليا”.
من جهة ثانية، أشار إلى أن “جزءا من نهضتنا في نهجنا المقاوم بكل مناطقنا هو نهضة علمية وتعليمية، ونحن نفتخر أن ما كان ينادي به الإمام السيد موسى الصدر طوال كل السنوات الغابرة والصعبة والحالكة، كان يتحقق جزء منه، بأن الناس الفقراء والمستضعفين والمحرومين والمهمشين في هذا البلد، بات لديهم وجود ومعلمون وأساتذة وخريجون واختصاصيون، وبات هناك حالة نهوض في هذا المجتمع، ونحن سنعمل على أي نهوض علمي وتربوي وثقافي، ومن واجبنا أن نطوره ونسير به إلى الأمام، لا سيما وأننا لسنا مذهبيين وعنصريين كما غيرنا، وإذا كان لدينا شيء خير، فإننا نقدمه لكل لبنان”.
وقال “نعمل وفق قاعدتين في ما يتعلق بالشأن التربوي، الأولى أن نفتش عن الخيارات الأفضل، والثانية أن نكون قادرين، وعندما نكون قادرين فإننا لا نتوانى عن تقديم المساعدة، وصحيح أن هناك ملفات صعبة، والقدرة على معالجتها أو معالجة جزء منها صعب، ولو كنا قادرين على معالجة كل هذه المشاكل لما قصرنا”.
هذا وأوضح “إننا في المرحلة الثانية من توزيع المحروقات سنلحظ المدارس، وكذلك التدفئة في الشتاء لا سيما في المناطق المرتفعة، وأيضا في احتياجات مولدات المدارس والباصات التي تعمل على المازوت، وأيضا سلنحظ الباصات التي تعمل على البنزين عندما تصل بواخر البنزين من إيران”.
المصدر: الوكالة الوطنية