ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة اعتبر فيها “أن كل ما في هذا البلد يحتاج الى إصلاح، بدءا من نظامه السياسي، والمصلحة في هذا البلد أن نكون مواطنين بعيدا عن الطائفية، والأهم أن المشكلة الآن تكمن بإنقاذ البلد من الارتطام، مع أن نفس الصيغة والعقلية السياسية هي الكارثة في حد ذاتها على البلد، والمطلوب منا جميعا سياسيين ودينيين، أن نبدأ ورشة تفكير إنقاذية لإصلاح النظام السياسي المسؤول عن الأزمات المتراكمة التي حلت بلبنان منذ عشرات السنين”.
أضاف:” لا شك أن الناس تعيش أزمة قاتلة، والجريمة متفشية، والجوع منتشر، وتأمين الأساسيات أصبح بمثابة حلم لأكثر من 70 في المائة من اللبنانيين، والوضع المعيشي من سيء الى أسوأ، والفلتان سيد الموقف، والعصابات تكاد تكون موجودة في كل منطقة، فيما الخدمات الحكومية معدومة، والشلل يكاد يشطب وجود الدولة من حياة الناس، ولذلك يجب على أجهزة ومؤسسات وبرامج الدولة أن تستنفر بشكل جاد لعملية الانقاذ، ولا يمكن القبول بأعذار واهية لأن تاريخ الاعذار مرير، كما لا يمكن القبول بهذه الطريقة من رفع الدعم، وأن نترك الناس أمام أنياب التجار ولعبة الأسعار واللعب على المكشوف ببورصة الدولار، وقصة الطوابير والسوق السوداء “وركّب الأسوأ على الناس بيقبلوا بالسيء” عيب وعار وطعن بالشعب”.
وتوجه المفتي قبلان الى حكومة الرئيس ميقاتي بالقول: المطلوب اليوم أن تأخذ ما يعيشه الناس من كوارث وأزمات بعين الاعتبار، لأن البلد ينهار، والحيتان تجول في كل مكان، والناس تحبس أنفاسها، ورغم ذلك تصر على مشروع الدولة، إلا أنها تخشى تكرار تجربة مزرعة المؤسسات الحكومية التي حولت البلد الى أنقاض”.
وأشار المفتي قبلان الى “أن أزمة لبنان أكبر من أن تحل “ببوسة لحية”، لأنها أزمة مالية نقدية كارثية بنيوية، والعين اليوم على الحكومة الجديدة بخصوص تسوية الدين العام، وهيكلة المصارف وضمان الودائع، وتأمين المحروقات والكهرباء فضلا عن تأمين استثمارات دولية قوية بالبنية التحتية خاصة في قطاع النقل والاتصالات”.
وتوجه قبلان للحكومة الحالية بالقول: العلاقة السليمة مع سوريا ضرورة معيشية واقتصادية إنقاذيه، ولبنان بلا سوريا بلد مأزوم بل مشطوب عن الخريطة، خاصة أن واشنطن بدأت فتح الأبواب مع دمشق بطريقة أو بأخرى، والمطلوب أن نكون لبنانيين بشدة، لأن الاستثمار مع الاميركان قد يكشفنا عن واقع كارثي ككارثة أفغانستان أو كالخيانة التي تعرضت لها باريس من واشنطن بخصوص صفقة شراء الغواصات الاوسترالية، فالحذر لا بد منه خاصة في زمن تغيير الرؤوس وبازار الصفقات”.
وختم المفتي قبلان قائلا: “بخصوص ما يثار بقضية انفجار المرفأ وما يتعلق بالمحقق العدلي الرئيس طارق البيطار، بكل محبة وأخوة وصراحة وصدق أقول: البلد محرقة، واللعب بالنار غير مسموح، وبلدنا لا يتحمل ديتليف ميليس جديدا، والمطلوب “فائض حقيقة لا فائض دعاية وتلفيقات”، ولعبة المطبخ الأميركي مكشوفة، وما يتم ضخه عبر الاعلام والتواصل الاجتماعي والشارع عن شهود زور بنسخة المدعو “كشلي” هو بمثابة بيئة تلفيقية خطيرة لاتهام سياسي خطير، وما تكشف من قضية نيترات البقاع وآل الصقر، وما جرى من تحقيق بقضية المرفأ، ونوعية الاستجوابات، وطريقة إدارة الملف، ومن أين؟ وبمن يبدأ؟ كل ذلك يزيد بشدة من الشكوك القوية للتلفيق، ويدفع للمطالبة بعزل المحقق البيطار، لأن البلد منفوخ بالطبخات الفاسدة ولا نريد طباخين من نوعية ديتليف ميليس، ونصيحة من القلب: تذكروا أن الاميركيين سرعان ما يضحون بوكلائهم من أجل مصالحهم، فهي أولوياتهم”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام