حذرت منظمة الصحة العالمية الخميس، من تدهور انهيار المنظومة الصحية في كل من أفغانستان ولبنان تزامناً مع جائحة فيروس كورونا، داعية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحؤول دون وقوع كارثة صحية في أفغانستان. وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحفي بشأن الأوضاع الصحية في أفغانستان ولبنان، “حققنا خلال الـ 20 عاما الماضية في مكاسب في أفغانستان، لكن هذه المكاسب في مهب الريح حاليا لأن النظام الصحي على شفا الانهيار، وستواجه أفغانستان كارثة صحية حقيقية ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية لتفاديها.
وأضاف “لا يمكننا وقف المساعدات المنقذة للأرواح في أفغانستان. نحن بحاجة لدعم المجتمع الدولي لإيصال المساعدات بطريقة مستدامة”. وأشار مدير منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 50% من الأطفال في أفغانستان يعانون من سوء التغذية.
وبحسب وكالة “باجواك” الأفغانية، فإن العاملين في القطاع الطبي في ميمنة عاصمة إقليم فارياب قالوا إنهم استمروا في عملهم، رغم أنهم لم يتلقوا رواتبهم منذ خمسة أشهر، لكنهم أكدوا في الوقت ذاته أنه في حال استمرار هذا الوضع، فسيضطرون إلى ترك وظائفهم ومغادرة البلاد.
من جانبه، قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، أحمد المنظري، إن المنظمة لاحظت في كل من لبنان وأفغانستان، أن النظم الصحية أوشكت على الانهيار، وأن العاملين في المجال الطبي تحت ضغط هائل، وأن السكان يواجهون صعوبات جمة من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية. وتابع “لقد أبلغَنا الأطباء في كلا البلدين أن النقص – بما في ذلك نقص الأدوية والإمدادات – يجعلهم غالبًا ما يضطرون إلى اتخاذ قرارات صعبة بشأن اختيار المرضى الذين يتعين علاجهم. وفي أفغانستان، يعاني ما يقرب من ثلثي العيادات والمستشفيات من نفاد مخزون الأدوية الأساسية”.
وأردف قائلا “أما في لبنان، فأدى الانخفاض الحاد في قيمة العملة إلى جعل المرتبات الشهرية للموظفين الصحيين لا تتجاوز نسبة ضئيلة مما كانوا يتقاضوه منذ عام. وفي أفغانستان، لم يتقاض معظم العاملين الصحيين في النظام العام رواتبهم منذ شهور، بَيْدَ أن ما يزيد على 90% منهم يواظبون على الذهاب إلى العمل يوميًا، وهو ما يُبرهن على الالتزام والتفاني الاستثنائيين في وقت يشهد ضغطًا هائلًا”.
واعتبر المنظري أن هجرة ذوي الكفاءات والمهارات من العاملين الصحيين فرارًا من الأزمة الاقتصادية في لبنان ومن انعدام الأمن في أفغانستان بدأت تتسبب في خسائر فادحة. ولفت المسؤول بالصحة العالمية، إلى أن نقص الوقود الذي يمس جميع جوانب الحياة في لبنان، يؤثر على النظام الصحي أيضاً، موضحاً أن نقص توفر الكهرباء يعيق وصول المرضى إلى الخدمات الصحية الأساسية.
المصدر: سبوتنيك