أكد الرئيس فلاديمير بوتين أن روسيا لا تعتزم تخفيف العقوبات الاقتصادية الجوابية التي فرضتها على بعض البلدان الغربية المنخرطة في عقوبات واشنطن ضد روسيا.
وفي حديث للصحفيين في أعقاب قمة مجموعة “بريكس” في غوا الهندية قال: تبا لهم، وسوف أوضح لكم الآن موقفي. لا أعتبر قيودنا المضادة عقوبات، أو خطوات مضادة لحماية أسواقنا، بل هي خطوة اضطررنا لاتخاذها.
وأشار بوتين إلى أن القيود الروسية لم تدرك في شدتها تلك التي فرضتها الدول صاحبة العقوبات وضرب مثلا في هذا الصدد، العقوبات المفروضة على البنوك الروسية التي قطعت عنها قنوات الاقتراض من الخارج، فيما لم تضع روسيا أي قيود تحكم نشاط البنوك الأجنبية على أراضيها.
وفي التعليق على أثر العقوبات الغربية ضد روسيا، أفرد بوتين الآثار الإيجابية التي تمخضت عنها واستفاد منها الاقتصاد الروسي خلافا لما أريد من ورائها، مشيرا إلى النمو المسجل على سبيل المثال في القطاع الزراعي، حتى وصل الأمر إلى التفكير بسبل تسويق الدواجن الروسية في الخارج.
ولفت النظر إلى أن العقوبات الجوابية الروسية أتاحت الفرصة للمنتجين الروس إحياء طاقاتهم الانتاجية وشغل الفضاء اللازم لهم في السوق الروسية.
وأعاد إلى الاذهان أن العقوبات الروسية لم تنسحب على المنتجات الزراعية التركية التي لا تنبتها الحقول والأراضي الروسية، بهدف تعزيز التنافس بين الموردين إلى روسيا بما يحول دون احتكارهم السوق والتحكم بها.
وعلى صعيد الصناعة، كشف بوتين عن تحفظه بادئ الأمر على إمكانية سد الفاقد الأجنبي وتعويضه بالبدائل الروسية بشكل عاجل، لافتا النظر إلى أنه على اتصال مستمر مع المعنيين في قطاعي الصناعات العسكرية والمدنية في البلاد، وأكد أن قطاع الصناعات العسكرية قد تمكن من كسر الاعتماد على الإلكترونيات الغربية ومكوناتها.
وختم بالقول: وفيما يتعلق بشعار الاستعاضة عن المكونات الصناعية الأجنبية ببدائل روسية في القطاعين العسكري والمدني، فقد استطعنا إطلاق صناعاتنا في هذا الميدان ولم نحصل على التكنولوجيا من الخارج، وهذا الأمر عمليا يمثل عنصرا هاما في التنمية في بلادنا. سوف ننتهي في القريب على سبيل المثال من إنجاز مراحل تصنيع المحركات الجديدة اللازمة لأسطولنا البحري الحربي، وسوف يمثل هذا حافزا يشجع الاتناج المدني الروسي.