اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة أن “ما يحصل في لبنان خيانة محلية وإقليمية، وخيانة دولية، وحصار بكل ما للكلمة من معنى، والقوى التحالفية التي تشارك في هذا الحصار مكونة من الصهاينة والعرب المتهودة وواشنطن وبعض الداخل الرخيص جدا، الذي لم يتعلم بعد ماهية أولويات الأميركي، ولم يتعلم من مشهد الكلاب البوليسية الأميركية التي تم شحنها بمقاعد الدرجة الأولى، فيما العملاء الأفغان جرى إطلاق النار عليهم، ورميهم عن سلم الطائرة، ودوس من أصر منهم على الهرولة أمام الطائرة، وثم من تعلق بها بين الأرض والسماء على طريقة قتل عملائهم أمام عدسات الكاميرات”.
ونصح “عملاء أميركا وجمعياتها وسواترها، أن يقرأوا جيدا مصير عملاء أميركا في أفغانستان لعلهم يتعلمون، لأن الأميركيين أكبر خونة للإنسانية في التاريخ، فيما الواجب المقدس هو الدفاع عن هذا البلد، وكسر أشكال الحصار المختلفة، خاصة البنزين والمازوت والفيول والغاز، وهو ما قررت الجمهورية الإسلامية في إيران مشكورة فعله، عن طريق إمداد لبنان بالمازوت والبنزين وباقي المحروقات، لتعزيز صمود لبنان وحفظ استقلاله، عبر نسف خطط واشنطن والصهاينة والعرب المتهودة، وبعض الداخل الذي يصر على لعب دور خائن وطن رخيص”.
وأكد أن “ما أعلنه سماحة الأخ الأمين العام السيد حسن في هذا المجال يشكل أكبر قرار سيادي على الإطلاق لحماية لبنان، وتعزيز صموده ووجوده، وإنقاذ استقلاله، ومنع خنقه وإبادة سيادته عبر مخالب واشنطن وحلفائها وبعض توابعها التافهين في الداخل. والبلد وناسه وقواه الوطنية والدينية إلى جانب سماحة السيد، ومعه، وهم مستعدون لأي كلفة لإنقاذ لبنان من خطط واشنطن التدميرية ومشاريعها التخريبية”.
وشدد المفتي قبلان على أن “الخيار هو الكرامة لا السمسرة الرخيصة، الخيار طهران لا واشنطن، والشرق لا الغرب، وخاصة لمن تعود السمسرة، فكفانا تهويلا وتبريرا. ومن هم بمركز القرار مطالبون ببعض الكرامة، لأن الأميركيين لا يحترمون إلا الأقوياء، ومن لا كرامة له، مصيره كمصير من شاهدناهم في مطار كابول”.
ووجه خطابه “للبعض المنبوذ الذي يدفع سلفا لنحر وطنه: تبقى إيران ضمانة بلد، وضمانة تحرير وإنقاذ، وإلا ماذا فعلت الدول التي راهنتم عليها، ومن يريد أن يلعب دورا في السياسة فشأنه، ولكن عليه أن يتذكر دائما القول المأثور: “كفى بالمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة”، كما عليه أن يتذكر جيدا أن من يدافع عنهم سيبيعونه بأبخس الأثمان. أما نحن فلا يمكننا السكوت عما يجري من تدمير ونهش وقتل لهذا البلد وأهله، بغرف سوداء من هنا وهناك، وأوكار أمنية ولعبة سفارات لا تترك وسيلة لخنقه وحصار شعبه إلا وتعتمدها”.
ورأى المفتي قبلان أن “على المسؤولين والمعنيين وكل الشرفاء والمخلصين، العمل على انتشال هذا البلد من بؤرة الفراغ، ومن كل هذا الخداع السياسي الذي يصل إلى حد الخيانة الوطنية، لأن من يمنع الحكومة ويمارس العرقلة والتعطيل في وجه تأليفها هو مشارك في هذه الخيانة، لا بل هو أساس المشكل، وسبب كل ما يشهده اللبنانيون ويعيشونه من تجويع وذل وحصار”. وقال:”لهؤلاء نقول: اللعبة انتهت، وكل من يتخلف عن نصرة البلد وإنقاذ شعبه سيلفظه الحاضر ويلعنه التاريخ، فلبنان لن تصنعه الأيدي الآثمة، ولا النظريات الخائنة، ولا وشوشة الأوكار النائمة، ولا الغرف السوداء، بل تصنعه الإرادات الوطنية والدماء الزكية، فزمن الانبطاح والرياء والنفاق ولى إلى غير رجعة، واليوم ليس كالأمس، وسيثبت الآتي من الأيام أن سماسرة الأوطان والأوكار والاحتكار والنفاق السياسي لا محل لهم في هذا البلد، ومن يسترخص نفسه وبلده هو أرخص عند واشنطن وأزلامها”.
واوضح ان “المعاناة كبيرة، ومصيبة هذا البلد بسياسييه وبمسؤوليه فاجعة حقيقية، ولكن بإذن الله وبمشيئته وبإصرار المخلصين والأحرار على إنقاذه، سنتمكن من اجتياز هذه المرحلة، وسنعبر إلى الوطن المعافى والموحد، القادر على قلب الطاولة على رؤوس الخونة والمتآمرين في الداخل والخارج، وسيرفع عنه كل الهيمنات الأميركية وغير الأميركية، وسيعود حرا سيدا مستقلا وغير تابع، وعصيا على كل مشاريع التطبيع والتوطين والانهزام”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام