اعتبر السيد علي فضل الله، في خطبة الجمعة، ان “معاناة اللبنانيين الحادة مستمرة على صعيد المحروقات رغم القرار الذي صدر عن حاكم المصرف المركزي برفع الدعم عنه، لعدم قبول أي من القيادات المعنية بتثبيت هذا القرار وتحمل تبعاته والتي هي كارثية على المواطنين. ولذلك يستمر مشهد طوابير السيارات الطويلة على محطات الوقود إن توفر فيها، وفي ظل عدم توفر مادة المازوت الضرورية لتسيير المولدات الكهربائية والأفران والمستشفيات والمصانع، فيما تتفاقم أزمة الكهرباء والأعطال التي حصلت في عدد من محطاتها وأزمة الدواء الذي يكاد يختفي من الأسواق والارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية. هذا إلى جانب الفوضى الأمنية التي بدأت تطل برأسها وإن بشكل محدود عبر حوادث إطلاق النار أو تزايد السرقات وغيرها”.
وتابع “أمام هذا الواقع المأزوم والذي كنا ندعو اللبنانيين إلى التعاون في ما بينهم وأن لا يكونوا سببا لزيادة معاناة بعضهم، إذ من المعيب ما شاهدناه من التخزين لمادتين أساسيتين تمثلان السبب الأكبر في هذه المعاناة والذي كشف عن مدى الجشع لدى المحتكرين، سواء أكانوا أفرادا أم جهات وعدم مبالاتهم بوجع الناس ومعاناتهم والتي لا تمس حاجاتهم فحسب بل قد تمس حياتهم”.
وثمن السيد فضل الله “الخطوات التي قام بها الجيش اللبناني والقوى الأمنية لضبط هذه الكميات ومصادرتها وتوزيعها على المحتاجين لها”، مشددا على “حرمة هذا الاحتكار، وأن من يقوم به هو سارق لمال اللبنانيين، لأن الدعم يأتي منهم ومن يقوم بذلك هو خائن لوطنه”. وأمل أن “تستمر القوى الأمنية بهذه الخطوات، وأن لا تتوقف تحت أي اعتبار وأن تشمل قطاعات أخرى هي محل للتخزين كالدواء والغذاء، وأن يكون ما قامت به حافزا للوزارات المعنية والبلديات على القيام بالدور المطلوب منها، إن على صعيد كشف مستودعات الاحتكار أو ضبط الأسعار”.
وتوقف عند “المبادرات الأخيرة التي صدرت بالتخفيف عن المواطنين بتأمين مادة المازوت من إيران أو الخطوة التي تبعتها باستجرار الكهرباء لدعم محطات توليد أو لصيانتها”، منوها “بأي مبادرة تخفف من آلام اللبنانيين وتحل مشاكلهم بعد أن أصبح واضحا مدى حاجتهم إلى يد ممدودة تريد خيرا لهذا البلد ولا تلقي عليه أعباء أو أي تبعات”.
ودعا “الناس الذين يسارعون إلى تسييس القضايا وتطييفها أو رفضها إلى أن يكونوا سندا لأي خطوة تخفف عن كاهل المواطنين، وأن يساعدوا على إزالة العقبات من أمامها، أو أن يقوموا بمبادرات مماثلة، لا سيما عندما تأتي ممن كانوا حريصين على هذا الوطن وقدموا التضحيات في سبيله”.
وقال: “في هذا الوقت، لا يزال اللبنانيون ينتظرون تأليف حكومة تخفف من هذا الكم الهائل من الأزمات، فيما المعنيون بتأليفها لا يزالون غارقين بالحصص والأسماء ومن سيكون له الحظوة، ليكون سلما له على الصعيد الانتخابي لتضيف رصيدا إلى مستقبله السياسي في وجه خصومه أو في الاستحقاقات القادمة”.
وأمل أن “تكون الأجواء التفاؤلية التي نستمع إليها هي أجواء حقيقية وأن لا تكون تعمية عما يجري في كواليس المداولات، وقال: “إن من المعيب أن تحدث كل هذه الكوارث والتي تهدد حياة اللبنانيين وغذاءهم وسبل شفائهم ومتطلباتهم الأساسية وأمنهم، فيما يستمر الواقع السياسي المأزوم على حاله من إدارة الظهر وكأن البلد بألف خير واللبنانيون ينتظرون. إننا نجدد ما قلناه سابقا، أيها المسؤولون: اتقوا صولة الجائع إذا جاع والمريض إذا لم يجد الدواء أو مستشفى، أو صاحب الحاجة إن لم يجد حاجته”.
وتوقف عند “العدوان الإسرائيلي الذي حصل ليلة أمس وبالشكل الذي حصل من في استباحة جديدة للأراضي اللبنانية، وسعيه لتخويف اللبنانيين”. وقال: “إننا في الوقت الذي ندين هذا العدوان ونريد لكل اللبنانيين ذلك، لأنه مس بسيادة لبنان وينبغي أن تهم كل السياديين، وهو في الوقت نفسه تهديد مباشر وغير مباشر لهذا البلد لا لسوريا فقط، لا سيما أنه يواكب باستعدادات وتدريبات يقوم بها العدو الصهيوني لكيفية المواجهة مع القرى والمدن اللبنانية وتهديده المستمر للدولة اللبنانية. إننا لن نخاف من هذا العدو، ولكننا نخاف أن تصبح استباحته للأراضي اللبنانية قضية خلافية”.
وتوقف السيد فضل الله حيال ما جرى في أفغانستان، فاعتبر انه كشف عن قدرة أبناء هذا البلد على “فرض خيارهم على المحتل لأرضهم ومنعه من الاستمرار باحتلاله”. واضاف “إننا نهيب بمن يتولون المسؤولية أن لا يكونوا وقودا لفتنة بين مكوناته أو لمحيطهم، بل أن يوحدوا مكونات هذا البلد بكل طوائفه وقبائله، ليكونوا عنصر استقرار في هذه المنطقة التي يراد لها أن تتفجر بالصراعات بين مكوناتها”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام