أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، في كلمة خلال إحياء ذكرى عاشوراء، إلى أن “هؤلاء الذين يسعون وراء الفساد ارضاءً لأنانياتهم وغرائزهم لن يحقق لهم ذلك الشعور بالرضا والكفاية، وانما حالهم كلما حصلوا على شيء من ذلك كحال النار كلما زيد في وقودها كلما ازدادت اشتعالاً، هذا هو حال هؤلاء مع أنفسهم، فهم اول ضحايا الفساد. ان الفساد هو اعظم المشكلات التي عانت منها البشرية على مدى تاريخها، كما شكلت العائق الاكبر امام بلوغ مسيرة الانبياء غاياتها من نشر المفاهيم الحقه والمعارف الالهية وتحقيق العدالة الربانية التي تفتش البشرية عن السبيل الموصل الى غايتها، فيصرفها عنها الذين احاط الفساد بعقولهم وقلوبهم، لقد كانت مواجهة قوى الفساد من اخطر المهمات واصعبها التي انتدب الله سبحانه وتعالى لها انبياءه الذين واجهوا المفسدين في كل عصر بكل عزيمة وشجاعة ودفعوا في مواجهتهم افدح الاثمان، واستطاعوا دائما الانتصار في هذه المواجهة، وكلما زاغت امة عن طريق الحق وافسدت في الحياة واتبعت طريق الشهوات، جاءها رسول من الله ينذرها سوء العاقبة، مبيناً لها وجوه الفساد في الحياة داعياً الى الصلاح ومبيناً سبله وطرقه”.
وأكد أن “من اهم الامور التي تعمي بصيرة الانسان عن رؤية الحق تضييع موازينه، وأن يفتش عنه وفق موازين الباطل ومعاييره، فلن يهتدي للحق سبيلاً وانما حاله حال الذين قال الله تعالى عنهم وهم في البحر ينتابهم الموج من كل مكان وقد احاطت بهم الظلمات: (ظلمات في بحر لُجّي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا اخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور)”.
واشار الشيخ الخطيب، إلى أن “الفساد لم يستثني شيئاً في بلادنا المنكوبة بهذه الطغمة الفاسدة التي أهلكت الحرث والنسل سواء بنهب المال العام او في ادارة الدولة السائبة او في تجويع الشعب اللبناني، وتحريض بعضه على بعض، تضييعاً للحقيقة، او في بعض الاعلام السائب والمأجور الذي يرتضع من الحرام ويمارس التضليل والتهويل وقلب الحقائق وتصوير الوطنية خيانة، والعمالة وطنية، او في الدفع نحو ضرب المقاومة واتهام سلاحها الذي يدافع عن الوطن بأنه خطر على اللبنانيين، ولا ينبسون ببنت شفه حينما يعتدي العدو على ارضنا وينتهك سيادتنا، ويقتل ابناءنا ويستبيح سماءنا في كل يوم، افهم عمي لا يبصرون ام صم لا يسمعون؟, فلهم الويل مما اقترفت ايديهم ولهم الويل مما يصنعون، وليخافوا الله تعالى في انفسهم وفيمن ولوا عليهم وليتقوه في مواقفهم، فإلى اين يدفعون البلاد بهذا الاصرار على هذه الدعوات غير البريئة التي لن تكون نتيجة الاستجابة لها الا الخراب والدمار”.
وشدد على أن “الاولى بهم القيام بالإصلاحات المطلوبة في النظام وإنتاج قانون انتخابي على قاعدة مصلحة الوطن لا على اساس تغليب المصالح الشخصية والفئوية، خلفيته الاستئثار والتسلّط, وأن يتم ذلك مباشرة بعد تأليف الحكومة العتيدة على اساس قانون انتخابي وفق اتفاق الطائف. نسأل الله تعالى أن يلهم القوى المتحكمة بالتأليف بالإفراج عنها في أقرب وقت”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام