يقول الرئيس الدكتور سليم الحص القدس هي اصل القضية و قطب الرحى فإن ضاعت القدس ضاعت فلسطين وإن ضاعت فلسطين ضاعت الامة العربية.
لم يأت قول الرئيس سليم الحص من زاوية ترف سياسي أو بغرض تسجيل موقف بعينه، بيد ان الرئيس الحص الاكاديمي القومي العربي ونتيجة فكره المتعمق بتفاصيل القضية الفلسطينية كقضية قومية توصّل الى قناعة مطلقة نابعة من يقين حاسم بان القدس برمزيتها الدينية والسياسية تشكل المفصل الاساسي للقضية الفلسطينية وللامة العربية. ونظراً لاهمية القدس يرى الرئيس سليم الحص بضرورة العمل على توفير كل السبل الآيلة للاطاحة بمفاعيل احتلال القدس الامر الذي يؤدي تلقائياً الى انهيار الكيان الصهيوني وبالتالي الغاء مشروع تثبيت الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين.
في العام 1967 لم يقتصر الهجوم الاسرائيلي على مصر جمال عبد الناصر بل ان الصهاينة تقصدوا احتلال كامل مدينة القدس نظراً لمكانتها الدينية والسياسية، ومن جهة اخرى لان مشروع الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وطمس قضيتها لا يمكن اكتماله الا بعد احتلال القدس واعلانها عاصمة للكيان الغاصب.
اكتشف الرئيس سليم الحص بان القدس تشكل كلمة السر في القضية الفلسطينية وهي الشيفره المعقدة الواجب فكفكتها خصوصاً اذا ما اردنا احباط مشروعية الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وذلك نظراً لما تكتنزه القدس من قيمة ورمزية دينية وسياسية ليس لفلسطين وحسب بل للامة العربية برمتها.
في سياق متصل اطلق سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله استراتيجية جديدة لمحور المقاومة تمحورت حول وقف الاعتداءات الاسرائيلة عن القدس مطلقاً شعاره الاستراتيجي “المساس بالقدس ومقدساتها يعني الحرب الاقليمية”.
امام معادلة الامين العام السيد حسن نصر الله توقف الكثير من المراقبين والباحثين وحتى العدو الاسرائيلي بإعلامه وقادته العسكريين متفاجئاً بشعار السيد نصر الله نظراً لمصداقية الرجل المبنية على معطيات ودراسات تفيد بن تطوراً نوعياً واستراتيجياً تم حصوله في عمل المقاومة ما يمكنها من خوض حرب اقليمية وذلك نتاج التخطيط والتقدم التقني والعسكري في مجمل محور المقاومة.
لم يطلق السيد حسن نصر الله شعار القدس مقابل الحرب الاقليمية عن عبث بيد ان السيد نصرالله يعلم علم اليقين اهمية القدس دينيا وسياسياً وهو الخبير بخبايا ونوايا العدو الاسرائيلي تجاه القدس ولأن يقين السيد حسن نصرالله بان المعادلة الجديدة التي طرحها لا تعني المحافظة على الوضع القائم في القدس بل ان شعاره يعني البدء بالعد التنازلي لزوال الكيان الصهيوني ومفتاح لفك اللغز وانه شعار فيه حتمية زوال الاحتلال عن فلسطين كل فلسطين
المعروف عن السيد نصرالله بانه لا يطلق شعارات طنانة رنانة في الهواء او لمجرد التهديد فهو يعني ما يقول وبكل ثقة وبعد دراسة معمقة ومشبعة وهو رجل يحترم كل حرف وكلمة وكل جملة يتفوه بها ودليل ذلك ان العدو نفسه يصدّق ما يقوله نصرالله ويبني على كلامه وشعاراته
وتأكيداً على حتمية معادلة نصرالله عقد مؤخراً في لبنان المؤتمر الاعلامي الوطني لتطوير الخطاب المقاوم بما يتماشى ومرحلة تطور قدرات محور المقاومة وللبحث عن سبل ملازمة هذا التطور اعلاميا.
لم يبخل سماحة السيد نصرالله بالتكرم علينا بكلمة الافتتاح للمؤتمر الذي اكد فيها على شعار القدس مقابل حرب اقليمية مشدداً على ضرورة الوصول الى مرحلة تحقيق هذا الشعار وجعله نافذا اعلاميا وعسكرياً .
السيد نصرالله اكد بأن التطور التاريخي الذي خصل يكمن في معركة سيف القدس يكمن بأن غزة دخلت الحرب لتحمي القدس وأهلها وليس لحماية غزة فقط وهذا ما يجب على محور المقاومة البناء عليه .
فصائل المقاومة في غزة هبت لنجدة اخوتهم الفلسطينيين في حي الشيخ جراح في القدس بهدف ردع العدو الصهيوني عن التهجير القسري لأهل القدس الامر الذي منع سلطات الاحتلال عن استكمال عملية التهجير واحتلال منازل الفلسطينيين في حي الشيخ جراح تحت قوة النار، ما اعتبر تحولاً استراتيجياً ومقدمة ضرورية للوصول الى تفكيك وجود الكيان الصهيوني. وعلى هذا الاساس كان التحول الاستراتيجي الايجابي في الدفاع عن القدس الامر الذي يترجم شعار السيد نصرالله القدس مقابل الحرب الاقليمية بما يعنيه.
لقاءات وندوات اعلامية عدة عقدت في بيروت للبحثت في الاطر الواجبة لتثبيت مفاعيل مواجهة سيف القدس التي ادت الى انتصار فصائل المقاومة ولتثبيت ومواءمة شعار القدس مقابل الحرب الاقليمية لكن اللقاءات والندوات بقيت في اطار التشاور و لم تسفر عن وضع خطة عمل اعلامية واضحة وذلك للاسباب التاليه:
اولا :
لأن الاعلام هو وسيلة لتوصيل فكرة والترويج للعوامل المساعدة لكن الاعلام يعتبر ناقلاً لنتائج الحدث الذي يبنى عليه وليس العكس وبهذا الصدد لحظنا بان الاعلام المقاوم ظهّر النتائج الباهرة التي تحققت بحرب سيف القدس لكن ما لبث ان انكفأ عن الترويج للمعادلة التي افرزتها مواجهة سيف القدس بعد توقفها.
ثانياً عودة العدو الاسرائيلي الى محاصرة سكان حي الشيخ جراح واجبارهم على الاخلاء او على هدم منازلهم ترافق مع عودة اعتداءات الصهاينة على الاقصى و كل ذلك حصل في ظل غياب اي رد عسكري رادع للاسرائيلي من قبل فصائل المقاومة وهذا ما ادى الى تآكل انتصار سيف القدس ان لم نقل افراغه من مضمونه الامر الذي عطّل الاعلام المقاوم عن مواصلة الترويج للانتصار او الاستمرار في البناء عليه.
ثالثاً ان تثبيت شعار الدفاع عن القدس يحب الا يختصر بالدفاع عن المقدسات الاسلامية المسيحية بل انه يجب الاستمرار في عملية الردع لافهام العدو الصهيوني انه بعد واقعة سيف القدس لن يكون كما قبلها وان اي عملية تهجير لسكان القدس او العبث بجغرافيتها و بديموغرافيتها سيؤدي حتماً الى حرب اقليمية.
وبما ان الثابتة الوحيدة في صراعنا مع العدو بان ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة وجب على محور المقاومة وبالقوة العسكرية الصاروخية ردع العدو عن اي اعمال هادفة الى مصادرة الاراضي او تهجير للسكان او تهديم لمنازل القدس.
ان مهمة ردع العدو يجب مطابقتها بما حصل في جنوب لبنان مؤخراً عندما حاول العدو الاسرائيلي كسر قواعد الاشتباك التي كانت سائدة منذ 2006 بيد ان رد المقاومة الصاروخي ادى الى ردع العدو واعادته الى ما كان عليه. وبما ان العدو لا يفهم الا لغة القوة كان المفترض تثبيت معادلة سيف القدس بصلية صواريخ من غزة كرسالة رادعة لممارسات العدو .
ان مهمة الردع لا تقتصر على فصائل المقاومة في غزة بل ان الواجب الجهادي هو اشراك كل محور المقاومة من غزة الى جنوب لبنان وسوريه والعراق العراق وحتى اليمن في المهمة وذلك لجعل العدو متهيبا ومردوعاً من حاضر محور المقاومة ومن اجل تثبيت المعادلة الاستراتيجية للسيد حسن نصرالله وجعلها معادلة ثابتة فاعلة في اي زمان ومكان و لإفهام المطبعين مع العدو بان محور المقاومة بات يملك الارضية الصلبة والعزيمة والقوة التي تخوله خوض حرب اقليمية دفاعاً عن القدس وفلسطين في اي مواجهة مقبلة مع العدو.
الموقع غير مسؤول عن النص وهو يعبر عن وجهة نظر كاتبه
المصدر: خاص