من الأخبار الجديدة حول تطبيع النظام الإماراتي مع العدو الاسرائيلي بروز حلقة من التعاون في المجال الفضائي، حيث أعلنت وسائل اعلام العدو ان “جمعيةSpaceIL الإسرائيلية وشركة الاستثمارات الإماراتية (المجموعة 42)، يعملان لدفع تعاون يجعل مشروع السفينة الفضائية بريشيت2 مشروعا مشتركا بين إسرائيل والإمارات”، وأضافت ان “هذا المشروع سيجعل من بريشيت2 أول مشروع علمي تقني من شأنه أن يخلق تاريخا مشتركا للشعبين: وضع أعلام الطرفين جنبا إلى جنب على القمر”.
هذا الإعلان عن فصل جديد من التعاون بين الكيانين الخليجي والصهيوني يثير المزيد من البحث عن خلفيات هذا التأكيد على تطوير العلاقات بين الطرفين، أليس بالإمكان للامارات البحث عن جهات غير إسرائيلية لتحقيق بعض الطموحات؟ وكأن الأرض لم تعد تتسع لمجالات التطبيع حتى خرجت الطموحات الى الفضاء، ومما لا شك فيه ان جانبا من رمزية الفضاء يُقصد منه الترويج بشكل ملفت في الدعاية لهذه العلاقات التي ما عادت هذه الدولة الخليجية تستحي بها وهي تتعمد الايغال اكثر فأكثر فيها بدون أي اعتبار للدماء العربية والاسلامية التي سفكها الصهاينة طوال عشرات السنين؟
الواقع ان التطبيع العلمي والبحثي هو أحد أوجه التطبيع التي يسعى العدو لتكريسها أملا في فوائد، منها:
– رفع مستويات البحث العلمي.
– الأرباح المالية للجهات الاسرائيلية التي تسعى لكسب المال الاماراتي.
– تظهر العدو وكأنه من مقدمي العلوم وداعمي نشرها بما يساعده على تلميع صورته البشعة.
اما نظام الامارات فربما اراد تقديم فكرة مضللة الى الشعب هي ان الهدف دائما هو تنمية القدرات العلمية لصالح المجتمع وان التطبيع يفيد في رفع مستوى العلم والتطور، الى جانب اظهار المزيد من التعاون في هذا المسار التطبيعي الذي اختاره هذا النظام لارضاء اسرائيل والولايات المتحدة اكثر.
يبقى ان على من يخطط لكل هذا التعاون الاسرائيلي الاماراتي ولمن ينفذ بدون اعتراض ان يدرك انه في النهاية “لا يصح إلا الصحيح” وان الظلم والضلال الى زوال حتى ولو جرت محاولات للالتفاف على الواقع والتاريخ والجغرافيا ولو استخدمت بعض الاساليب الناعمة لتسويقه، وعلى هؤلاء ان يدركوا ان الشعوب بات تمتلك من الوعي والدراية الكثير كي لا تنجرف ولا تبهرها بعض “عمليات التجميل” التي تجري على الصورة المقيتة للعدو الاسرائيلي وأدواته في المنطقة وان ارتداء الأقنعة لا يغير حقيقة الجهات القاتلة والمتآمرة.
وهذا الشعب الفلسطيني خلال العدوان الاخير على غزة والقدس والضفة بات يسمي الاشياء بمسمياتها، لانه يعرف من المتآمر مقابل من الذي يقف بجانبه ويدعم المقاومة لتحرير القدس والمسجد الاقصى وإعادة كل الحقوق فالشعوب باتت تعرف جيدا كيف يدس “السم في العسل” ولا تحتاج الى الكثير لتمييز الصديق من العدو.
المصدر: موقع المنار