عقد لقاء الأحزاب والقوى الوطنية في طرابلس اجتماعه الدوري في منفذية الحزب السوري القومي الاجتماعي في الجميزات في طرابلس، وتداول المجتمعون في “المستجدات الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الساحة اللبنانية التي تشهد بدورها متغيرات ومستجدات توحي بان الوضع قد وصل إلى مرحلة من الانهيار والتردي تستوجب الارتفاع إلى مستوى التحديات المتشابكة والمتناقضة التي يحول استمرارها دون الوصول إلى بلورة حلول توقف الانهيار والتردي وتبدأ مسيرة الإنقاذ وتبني خطة عمل واضحة المعالم تؤدي إلى إنقاذ الوطن بعد أن غرقت أطراف الشبكة الحاكمة في خلافات عبثية حفاظا على مصالحها التي يشكل استمرارها انهيار ما تبقى من مقومات الدولة المزرعة التي ما زالت تستند إلى اقتصاد ريعي عماده شبكة رأسمالية متوحشة يجسد مصالحها نظام مصرفي وهندسات مالية ابتكرها المصرف المركزي الذي يستمد قوته من تناقضات النظام الطائفي – المذهبي – المناطقي ويعتمد على استمرار سياسة الاستدانة وبيع ما تبقى من مؤسسات القطاع العام الذي أنهكته سياسة الاحتكار للمافيات المتحكمة بمؤسسات الدولة والمستندة إلى الفساد والنهب والمحاصصة واعتماد التبعية بديلا للكفاءة”.
وأصدرت أمانة سر لقاء أحزاب طرابلس في نهاية اللقاء جملة توصيات، منها: امل الحضور أن “يشكل السادس والعشرون من تموز بداية لمرحلة جديدة ومختلفة من المشاورات النيابية الملزمة لتكليف شخصية جديدة بتأليف الحكومة بحيث لا تتكرر مهزلة إضاعة الوقت تسعة اشهر دون التوصل إلى تبني معايير موحدة تسمح بتسريع عملية تشكيل حكومة مهمة من الاختصاصيين تأخذ على عاتقها البدء بتنفيذ خطة عمل واضحة المعالم تبدأ بها مسيرة الإنقاذ والإصلاحات وتشجع المجتمع الدولي على تقديم المساعدات المطلوبة التي تسمح ببدء عملية البناء خصوصا وان لبنان لم يعد يملك ترف إضاعة مزيد من الوقت في جدل عقيم هدفه تغليب وجهة نظر طرف على طرف آخر وصولا إلى إضعافه وتقليص نفوذه باسم الحفاظ على الدستور والميثاقية التي لم تحترم يوما على امتداد مئة عام كنتيجة لاعتماد ازدواجية المعايير بديلا لوحدتها”.
اعتبر الحضور ان” مصلحة الوطن تتقدم على المصالح الذاتية لمكوناته خصوصا إذا أخذت بعدا طائفيا أو مذهبيا أو مناطقيا سيؤدي حتما إلى التفتت والشرذمة وصولا إلى تكريس الأمن الذاتي كبديل للأمن الوطني والذي يتجسد عمليا بقطع الطرق بين المناطق بكل ما يعنيه من تكريس للانقسام على الأرض في مرحلة تتطلب تعميق التواصل والوحدة الوطنية بين مكوناته ودعوا الجيش والقوى الأمنية إلى التشدد في معالجة قطع الطرقات لضمان التواصل بين مكونات المجتمع اللبناني”.
توقف الحضور” أمام اتساع ظاهرة طوابير الذل وتمددها إلى قطاعات أخرى بكل ما تعنيه من غياب للدولة ومؤسساتها والرقابة الرادعة لانتهاك القوانين والأنظمة التي سمحت بتزايد مظاهر الاحتكار وشجعت على غياب الرقابة على الأسعار في ظل انهيار القدرة الشرائية للعملة الوطنية كنتيجة للارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار الذي تقف وراءه مافيات الاحتكار والتهريب وحصرية الاستيراد بقلة تتوارث مهمة جني الأرباح خصوصا بعد أن هيمنت على الأموال التي رصدت للدعم وهربت المواد المدعومة والثروات التي جنتها للخارج… وهكذا أصبحت طوابير الذل لا تقتصر على محطات البنزين والمازوت والغاز بل امتدت لتشمل الأفران والسوبرماركات والمواد الغذائية وغيرها. وترافق هذا مع ظهور مافيات أصبحت تستغل حاجة المواطن لتلك المواد لتقيم سوق سوداء جديدة يتضاعف فيها سعر المواد بعد أن وجد المواطن ان طوابير الذل تتسع بحيث أصبح يقضي نصف يومه منتظرا دوره للحصول على كمية لا تكفيه في الوقت الذي يستطيع فيه أن يحصل على ما يشاء بأسعار السوق السوداء… ويبقى السؤال إلى متى يستمر هذا الوضع وكيف يمكن معالجته”.
حيا الحضور “القوى الناصرية والجماهير العربية الوحدوية المقاومة بمناسبة حلول الذكرى 69 لثورة 23 تموز (يوليو) التي قادها الرئيس الراحل جمال عروبتها وأصبحت نموذجا يحتذى كمثال حي لثورات الشعوب وحققت أول وحدة عربية في تاريخ العرب المعاصر”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام