عند الساعة الثامنة من صباح يوم الاحد 16 تموز/ يوليو 2006، قبل 15 عاما من اليوم، هز مدينة حيفا أول صواريخ المقاومة الإسلامية، الذي أصاب بشكل مباشر محطة للقطارات، وفي ذات اليوم أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ليتحدث عن استهداف حيفا ويتوعد بالمزيد، ملمحا الى ان الحزب قرر هذه المرة تحييد المنشآت الحيوية.
لم تهدف المقاومة إلى تدمير المنشآت الكيميائية القريبة من مدينة حيفا، بل إن صواريخها أوصلت رسالة إلى قيادة كيان الاحتلال العسكرية والأمنية والسياسية، بأن العدوان على لبنان سيتحول إلى حرب استنزاف في ظل احتفاظ المقاومة بقدراتها الصاروخية بعد أربعة أيام من القصف الإسرائيلي المجنون.
قصفت المقاومة حيفا ضمن معادلة الردع التي وضعت المدينة الفلسطينية المحتلة مقابل الضاحية الجنوبية، وبعد تجدد الغارات الجوية العنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء السبت 15 تموز/ يوليو 2006، فتح حزب الله مخازنه السرية وجهز منصات ثابتة ومتحركة، وأخرجتبعض صواريخ “فجر 3” لدك حيفا.
أحدث قصف حيفا صدمة في رئاسة الأركان الإسرائيلية، موشيه كابلينسكي نائب دان حالوتس وهو أكبر ضابط في سلاح المشاة طلب منه وقف الحملة الجوية، معتبراً ان الجيش الاسرائيلي بدأ بالسقوط.
هذا الموقف لم يكن انفعاليا من كابلينسكي، فالتقدير الاستخباري الذي تشكل بعد قصف حيفا كشف عن حقيقة مرة: الترسانة الصاروخية المتوسطة والبعيدة لحزب الله لم تتضرر بشكل يخرجها من معادلة الردع. والاهم من ذلك أن فعالية القدرات العملانية لطواقم الوحدات الصاروخية في المقاومة لا تزال قادرة على نقل هذه الصواريخ وتحضيرها ومن ثم اطلاقها عند صدور الاوامر.
المتحدثة باسم حكومة الاحتلال الإسرائيلي ميري آيزن قالت لوسائل الإعلام الغربية حينها إن حزب الله “يصعد الحرب” بقصف حيفا، متوعدة بـ”التأكد من اختفاء حزب الله من الخريطة في لبنان”، لكن الأيام التي تبعت ذلك اليوم، وصول إلى 14 آب/ أغسطس 2006، كشفت لآيزن جهلها وعجز حكومتها وجيشها، حين حسمت المقاومة الإسلامية نصرها بعد 33 يوما من الحرب.
المصدر: يونيوز