قرر مجلس الأمن بموافقة أعضائه الخمسة عشر، تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى شمال غرب سوريا. وقالت حاملة القلم، النرويج، إنه لأول مرة منذ عام 2016، اتحد مجلس الأمن وصوّت بالإجماع على تمرير مشروع قرار يتعلق بالمساعدات عبر الحدود في سوريا.
وبحسب القرار، يتم تمديد القرارات الواردة في الفقرتين 2 و3 من قرار مجلس الأمن 2165 (2014)، لمدة ستة أشهر، أي حتى 10 كانون الثاني/يناير 2022، فقط لمعبر باب الهوى مع تمديد ستة أشهر إضافية دون الحاجة لتصويت، أي حتى 10 تموز/يوليو 2022. ويصدر الأمين العام للأمم المتحدة التقرير الموضوعي، مع التركيز بشكل خاص على الشفافية في العمليات، والتقدم المحرز في الوصول عبر الخطوط في تلبية الاحتياجات الإنسانية.
الأمم المتحدة ترحب
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بقرار مجلس الأمن والذي تقرر بموجبه تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود في شمال غرب سوريا من خلال معبر واحد هو باب الهوى الحدودي.
وفي بيان منسوب للمتحدث باسمه، قال السيد غوتيريش إن المساعدة الإنسانية عبر الحدود تظل شريان الحياة بالنسبة لملايين الأشخاص في المنطقة وخارجها. وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، للصحفيين من المقر الدائم: “ستضمن إعادة التفويض استمرار المساعدة الإنسانية لأكثر من 3.4 مليون شخص محتاج، بما في ذلك مليون طفل.”
وبحسب بيان الأمين العام، رغم تمديد التفويض، تستمر الاحتياجات في تخطي الاستجابة. وقد أوضح السيد غوتيريش للمجلس، أنه يمكن للأمم المتحدة أن تفعل المزيد لمساعدة الأعداد المتزايدة من الأشخاص المحتاجين، من خلال معابر إضافية وتمويل موسع.
وتابع دوجاريك قراءة البيان قائلا: “تواصل الأمم المتحدة العمل مع جميع الأطراف لتسهيل القوافل عبر الخطوط. إنها ضرورية لتوسيع الاستجابة الشاملة مع استمرار تنامي الاحتياجات الإنسانية.” وجدد الأمين العام دعوته جميع أطراف النزاع إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية لجميع الأشخاص المحتاجين وفقا للقانون الإنساني الدولي.
تمديد التفويض يجلب راحة مؤقتا
وردا على أسئلة الصحفيين بشأن مدى كفاية معبر واحد لنقل المساعدات، قال دوجاريك إن الأمم المتحدة ترحب بقرار مجلس الأمن “وحقيقة أن لدينا قدرة على استخدام هذا المعبر أمر سيجلب الراحة مؤقتا والمساعدات إلى ملايين الأشخاص.” وأضاف أن الاحتياجات كبيرة، ومن المهم الحصول على معبر حدودي للوصول للمحتاجين. “مع المزيد (من المعابر) يمكن خدمة المزيد من الأشخاص، ولكننا نرحب بشدة هذا القرار، ونرحب ونحيط علما بحقيقة أنه اعتُمد بالإجماع ولم تكن هناك قرارات منافسة.”
وفيما يتعلق بالتقرير الموضوعي الذي سيقدمه الأمين العام بالنسبة للعمليات عبر الخطوط، قال ستيفان دوجاريك “إننا دائما تحدثنا عن ضرورة نقل المساعدات عبر الخطوط أيضا. سنواصل الانخراط مع جميع الأطراف المختلفة لتيسير القوافل عبر الخطوط، فهي أداة مهمة أيضا نحتاج إلى استغلالها لزيادة نقل المساعدات.”
وشدد على أن هذه فرصة مُنحت للأمم المتحدة من قبل مجلس الأمن، “وسنضمن أننا سنقوم بكل ما بمقدرتنا الإنسانية على فعله لاستخدام هذه الفرصة وتقديم المساعدات الإنسانية.”
توافق روسي أميركي
في كلمتها، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس-غرينفيلد، إن ملايين السوريين يمكنهم أن يتنفسوا الصعداء الليلة وهم يعلمون بأن المساعدات الإنسانية الضرورية ستستمر في الدخول عبر معبر الهوى. “يمكن للأهالي أن يناموا الليلة وهم يعرفون أنه سيتم إطعام أطفالهم خلال الأشهر 12 المقبلة.” وأضافت أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه سينقذ حرفيا الأرواح. وأضافت أن تصويت اليوم لحظة مهمة بالنسبة لملايين السوريين الذين لن يقلقوا من الوفاة بسبب الجوع للأسابيع المقبلة، ولأنه يمكن دخول اللقاحات ضد كـوفيد-19. وقالت: “(التصويت) مهم لأن الولايات المتحدة وروسيا اجتمعتا في مبادرة تخدم مصالح الشعب السوري.”
من جانبه، قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبيزنا، إن صيغة الاتفاق الذي تم اعتماده اليوم يشكل علامة فارقة في طريق حل الأزمة السورية وتجاوز تداعياتها. وأكد أن روسيا ستراقب عن كثب العملية على مدار الأشهر الستة المقبلة وبعدها يجب على الأمين العام للأمم المتحدة أن يقدم تقريره الموضوعي حول وظيفة معبر باب الهوى، مع لفت الانتباه والتشديد على شفافية العملية المنفذة وعمليات التسليم عبر الخطوط.
وتنتهي صلاحية الآلية المعمول بها منذ عام في 11 تموز/يوليو، والتي تُنقل بموجبها المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى إلى المناطق الواقعة شمال غرب سوريا. ومع تمديد الاتفاق، يمكن للأمم المتحدة الاستمرار في إمداد ملايين السكان في شمال غرب سوريا بالمساعدات الإنسانية.
تحفظات سوريّة
وفي كلمته، أوضح مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بسّام صباغ، أن وفد سوريا “يؤكد على موقفه الثابت الرفض لهذه الآلية المسيّسة لما تمثله من انتهاك فذ لسيادة واستقلال ووحدة وسلامة الأراضي السورية.” وأضاف أنه توجد عيوب شابت عمل الآلية، وقال إن من ضمنها “غياب الشفافية والمصداقية والمهنية في الرقابة والتوزيع والفشل في ضمان وصول المساعدات لمستحقيها وليس للمنظمات الإرهابية.”
رغم ذلك، أكد أن الحكومة السورية مستمرة في بذل قصارى جهدها لتلبية الاحتياجات الإنسانية وتوفير الدعم لمحتاجيها “للتخفيف من الانعكاسات السلبية التي خلفتها الإرهابية التي فُرضت على سوريا،” مشيرا إلى مواصلة تقديم الدعم والتسهيلات لوكالات الأمم المتحدة والشركاء الوطنيين والدوليين لضمان وصول المساعدات.
وأعرب عن أسف وفد بلاده بسبب عدم تشاور حامليْ القلم الإنساني معه بخصوص مشروع القرار “مما يعني تغييب وجهة نظر البلد المعني عن هذه العملية ويمثل إخلالا بالتزاماتهما كعضوين في مجلس الأمن وحاملين لهذا القلم.”
المصدر: موقع الأمم المتحدة