انه الحُلُمُ اللبنانيُ لعامِ الفينِ وواحدٍ وعشرين: تفويلُ السيارةِ بنزين ، أو العثورُ على واحدٍ من أدويةِ مخفِّضاتِ الحرارةِ لطفلٍ تخطّت حرارتُه الاربعين.
لم تَسترح عطلةُ نهايةِ الاسبوعِ من طوابيرِ البنزين ، ولم يُفلح دولارُ 3900 في التخفيفِ من عبءِ الازمة، ولم تُقفِل الاسواقُ السوداءُ حنفياتِها ولو للحظةٍ واحدة، من أصغرِ تاجرٍ الى أكبرِ شركة ، فهل فعلاً دخلت شركاتٌ عملاقةٌ مستثمرةً على ظهرِ المواطن ، لتبيعَ المحروقاتِ بالسوقِ السوداء، مستغلةً الموسمَ السياحي؟
رسمياً دخلَ دلتا الساحةَ اللبنانية ، فيروس كورونا المعززُ بقدرةٍ أكبرَ على الانتشارِ والفتكِ صارَ بينَنا ، في وقتٍ يشهدُ القطاعُ الصحيُ مزيداً من التراجعِ بسببِ اخلالِ المصرفِ المركزي ببنودِ الاتفاقِ مع وزارةِ الصحة: فقدانٌ لمئاتِ الادوية ، والمعداتِ طبية، واقفالٌ بالجملةِ لاقسامِ العنايةِ بالاطفالِ وغيرِها.
وسْطَ هذا المشهدِ المتأزمِ بارقةُ أملٍ في مطارِ بيروتَ الدولي معَ تأكيدِ المعنيينَ أنَ هذا المرفقَ يسجلُ أرقاماً تفاؤلية، فالمعدلاتُ المسجلةُ في حركةِ المغتربينَ والسياح ِ لم يَشهَدْها لبنانُ منذُ أكثرَ من سنتين. وحتى لا تضيعَ الفرحةُ الاقتصاديةُ بغفلةٍ او اهمالٍ صحي، المعنيونَ مدعوونَ لاتخاذِ أقصى اجراءاتِ الحيطةِ والحذر.
سياسياً المعنيونَ مدعوونَ لصحوةِ ضمير، فطابورُ الازماتِ غطى البلاد، وبِتنا في الوقتِ بدلِ الضائع، فهل من جِديةٍ لكي لا تضيعَ آخرُ الفرص؟ اما صانعُ الفرص ، وعلى جديتِه المعهودةِ يُطلُّ الامينُ العامّ لحزبِ الله غداً للحديثِ عن آخرِ التطوراتِ في مؤتمرِ تجديدِ الخطابِ الاعلامي وادارةِ المواجهة.
المصدر: قناة المنار