هي الازمةُ اللبنانيةُ المتحورة، التي كلما تمَ تطويقُ سلالةٍ منها ولو بحلولٍ الرَتْقِ، انفتقت اخرى.
لا علاجَ مُكتشفاً الى الآن، وكثيرونَ لا يريدونَ اللقاحاتِ التي يمكنُ ان تخففَ من تفاقمِ الازمةِ وتوزعِها، وعروضُ المساعداتِ الايرانيةِ والعراقيةِ خيرُ دليل، فيما الوفدُ الروسيُ لا يزالُ يحاول.
بينَ اكوامِ الازمات، عادت كورونا لتظهرَ بمتحورِها الهندي كعنوانٍ لجولةٍ جديدةٍ معَ هذا الوباء، بعدَ ان لامسَ البلدُ انجازاً حقيقياً بمجابهةِ كورونا، فاعلنَ رسمياَ عن اصابات بالدلتا الهنديةِ لدى مقيمينَ ووافدين..
في الازماتِ المقيمةِ تمددٌ بفعلِ فاعل، وغيابُ النوايا الحقيقيةِ للحل. المازوتُ والبانزينُ ابرزُ العنوان، والطوابيرُ المصطفةُ تحملُ الشَّكَّ بل اليقينَ بانَ ثمةَ من لا يريدُ للازمةِ ان تستريحَ ولو مؤقتاً، وعلى توقيتِها المفروضِ من شركاتِ الاحتكارِ التهبَ سعرُ الرغيف، وبدأت ربطةُ الخبرِ تَنشُدُ القربى لصفيحتي المازوتِ والبانزين، حتى وصلَ سعرُها الى اربعةِ آلافِ ليرةٍ لبنانية، في سابقةٍ جديدة ..
في جديدِ تحقيقاتِ مرفأِ بيروتَ ملاحقاتٌ قضائيةٌ اطلقَها المحققُ العدليُ طارق بيطار محدِّداً موعداً لاستجوابِ رئيسِ حكومةِ تصريفِ الاعمال حسان دياب، وطالباً من مجلسِ النوابِ رفعَ الحصاناتِ عن الوزراءِ السابقينَ والنوابِ الحاليينَ علي حسن خليل ونهاد المشنوق وغازي زعيتر، كما طلبَ من نقابةِ المحامينَ بالشمالِ اذناً بملاحقةِ الوزيرِ السابق المحامي يوسف فنيانس.
وفي مسارِ قادةِ الاجهزةِ الامنية، طلبَ القاضي بيطار من رئاسةِ الحكومةِ اذناً لاستجوابِ المديرِ العامِّ لأمنِ الدولةِ اللواء طوني صليبا، ومن وزيرِ الداخليةِ اذناً لاستجوابِ المديرِ العامِّ للامنِ العام اللواء عباس ابراهيم. كما شملت قائمةُ الملاحقاتِ قضاةً وضباطاً بينهم قائدُ الجيشِ السابقُ العماد جان قهوجي.
وسْطَ كلِّ هذا اللهيبِ اللبناني، خرجَ مساعدُ وزيرِ الخارجيةِ الاميركيةِ السابقِ ديفد هيل بحكمٍ سياسيٍّ مُبرِّئاً حاكمَ مصرفِ لبنانَ رياض سلامة ومعتبراً انه شخصيةٌ أساسيةٌ للمضيِّ قُدُماً بالحل، من دونِ ان يَنسى لازمةَ الحديثِ عن الانهيارِ الذي باتَ وشيكاً.
المصدر: قناة المنار