تحت شعار” لن نترك فلسطين، ألقدس أقرب واسرائيل سقطت”، نظمت السرايا اللبنانية لمقاومة الإحتلال الإسرائيلي، إحتفالا حمل عنوان”النصر لشعب فلسطين الأبي، والذكرى السنوية لـ 25 أيار”، في منطقة داوود العلي في سبلين، بحضور حشد من الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية.
والقى كلمة حماس الحاج جهاد طه فقال” نقف في هذا اليوم، يوم من أيام فلسطين، يوم من أيام العزة والكرامة، يوم من أيام الانتصارات المجيدة في لبنان وفلسطين. ولا بد بداية من أن نتوجه بأسمى آيات التهنئة والتبريك إلى أهلنا في لبنان الشقيق، في ذكرى انتصار ايار2000, وإلى لبنان المقاومة ولبنان الرسمي والشعبي وللمقاومة الإسلامية أسمى التبريكات”.
وأضاف “هذا الانتصار الذي تحقق في أيار 2000 في لبنان، هو امتداد للانتصارات التي حققتها المقاومة على أرض فلسطين المباركة، هذا الانتصار الذي أطاح بايهود اولمرت في عام 2006, ويطيح ايضا بنتنياهو من خلال هذه المعركة البطولية، معركة “سيف القدس”، التي خاضتها المقاومة وسطرت فيها اروع ملاحم البطولة والفداء. قاتلنا في غزة وفي الضفة والقدس وفي أراضي ال48, ورسمنا معادلة ، ليس معادلة الصمود فحسب، لقد خرجنا من مربع الصمود، واتجهنا في مسار التحرير، ولذلك المقاومة خاضت هذه المعركة اليوم دفاعا عن القدس، لتقول لهذا الكيان الصهيوني، أن القدس والمسجد الأقصى بالنسبة إلينا يمثلان عمق القضية الفلسطينية”.
وتابع طه” منذ أن انطلقت هذه المقاومة، قلنا بأننا سنقدم الغالي والنفيس من أجل أن يبقى المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين، ومن أجل أن يبقى اهل القدس اعزاء كرماء شرفاء أحرار. قدمنا عشرات الشهداء، لكننا كنا نعي أن معية الله معنا، وعندما قرأنا التاريخ في كل موقعة، وفي كل غزوة خاضها النبي واصحابه، كنا ندرك أن هناك شهداء، وأن هناك تضحيات جسام. فكان النصر، وكسرنا معادلة هذا الجيش الذي لا يقهر، بصواريخ المقاومة بكل أطيافها السياسية، وخضنا هذه المعركة بكل الالوان السياسية الفلسطينية، لنرسل إلى هذا العدو رسالة إننا اليوم موحدون في خندق المقاومة من أجل انتزاع حقوقنا المشروعة على أرض فلسطين المباركة”.
وقال “لقد خرج قائد المقاومة ابو عبيدة، وقالها إلى قادة الصهاينة عندما اصابت صواريخ المقاومة تل أبيب، واعطاهم أذنا من أجل أن يخرجوا من ملاجئهم كي يشتروا خبزا قال لهم لديكم ساعتان، نحن نؤمن أنها ستأتي اللحظة التي سيقول فيها قائد المقاومة إلى هؤلاء الصهاينة أخرجوا من بلادنا، وإلا ستكونوا كالخراف والنعاج المنحورة، هذه المقاومة اليوم سطرت هذه الملحمة بعدما عجزت الجيوش العربية أن تسجل انتصارات في حروبها السابقة.”
وطمأن طه الشعب الفلسطيني والامة العربية والاسلامية بان المقاومة “اقوى من قبل، خضنا معركة الفرقان 2008-2009, وخضنا معركة حجارة السجيل 2012, وخضنا معركة سيف القدس اليوم وبرهنا أن قدرات المقاومة هي اقوى بكثير، لأن هذه القدرات قهرت كل الموازين العسكرية، قهرت نتنياهو الذي يحاول اليوم الهروب إلى الأمام، من أجل أن يحصل على إنجازات هنا وهناك، كي يخوض انتخاباته الخامسة في الكيان الصهيوني .نقول ونتنياهو أن المشهد الذي أطاح باولمرت عام 2006، سيطيح بك في الأيام القادم،ة وستدخل السجن كما دخله أولمرت”.
وقال المطلوب اليوم من أبناء أمتنا العربية والإسلامية أن يراهنوا على المقاومة في فلسطين، وأن يقدموا كل سبل الدعم من أجل أن يبقى هذا الشعب صامدا في الميدان، ويدافع عن حقوقه المشروعة على أرض فلسطين، نطالب أبناء هذه الأمة أن يكونوا شركاء في مسيرة التحرير، والعودة وأن يكونوا على قدر من المسؤولية، لأن هذه مسؤولية شرعية أمام الله، ومسؤولية أخلاقية ووطنية، لأنه اليوم عندما يدنس أولى القبلتين وثالث الحرمين وعندما يقوم الكيان الصهيوني بعملية التهويد ندرك أن هذا العدو يسعى من اجل تكريس القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني.”
واضاف “نحن اليوم رسمنا معادلة الانتصار، وسنمضي قدما في خيار المقاومة، حتى انتزاع حقوقنا المشروعة كاملة على أرض فلسطين، وسنمضي في مسار الوحدة الوطنية، ونبلسم جراحات أبناء شعبنا الفلسطيني من خلال هذه الوحدة وترتيب بيتنا الداخلي الفلسطيني بكافة عناوينه، ونكرس شراكة وطنية تحمي الهوية الفلسطينية، ونعد برنامجا وطنيا حتى نصل إلى التحرير الكامل، وننزع هذا الكيان الصهيوني وهذه الجرثومة السرطانية من أرض فلسطين المباركة.”
بدوره القى كلمة حزب الله الوزير السابق محمود قماطي فقال” نلتقي اليوم في احتفال يتميز، لأن منظميه هم السرايا اللبنانية لمقاومة العدو الإسرائيلي . نحن في وقت نعيش فيع عصر الانتصار، ورسم معادلات جديدة لمحور المقاومة على مستوى المنطقة، وعلى مستوى فلسطين والوطن . ان محور المقاومة وما يضم من تعدد وتنوع اسلامي وقومي وعروبي ويساري وناصري، نرى اليوم انه عاملا جديدا يعزز في لبنان محور المقاومة . السرايا اللبنانية لمقاومة العدو الاسرائيلي، تضم كل التنوع اللبناني بكل المكونات، وهي تضيف قوة الى قوة المقاومة، ولكي تعزز التنوع في مشروع المقاومة على مستوى لبنان، حتى لا تبقى المقاومة بلون واحد، ولا تبقى مصنفة مذهبياً وطائفياً، فهي مقاومة وطنية اسلامية بمشروع وطني صرف، لكن هناك من يصطاد في الماء العكر ويحول المقاومة الوطنية الاسلامية اللبنانية الى مشروع مذهبي، فأتت هذه السرايا لكي تكسر هذا التضليل . ”
وأضاف” انها سرايا لبنانية متنوعة ليست لمذهب واحد، وانما هي بتوجه وطني صرف متنوع وان توقيت الاحتفال في اوج الانتصارات التي تسجلها المقاومة في المنطقة، وفي فلسطين، حيث حقق محور المقاومة انتصارات هامة نوعية وتاريخية على مستوى المنطقة، من لبنان الى سوريا والعراق وايران واليمن، وأخيرا وأولاً الى فلسطين . ما حصل في 21 ايار الحالي يكمل ما حصل في 25 ايار العام 2000، نحن في اسبوع المقاومة، اسبوع انتصاراتها، وسوف نحتفل سنويا بهذا الاسبوع في فلسطين ولبنان عبر انتصار محور المقاومة في المنطقة .”
وقال :”ان ما حصل في فلسطين رسمت معدلات جديدة، وان سقوفا قد كسرت، وان فجرا جديدا انطلق على مستوى فلسطين والأمة . ما جرى حتما هو انتصار كبير . في العام 2000 عندما انتصرت المقاومة بإنسحاب اسرائيل من جنوب لبنان ذليلة دون شروط، سجلت المقاوم معادلات جديدة، ورسمت معادلة ردع قوية لحماية لبنان، ومنذ ذلك الحين، وهذه المعادلة مازالت قوية وتحمي لبنان، حتى العام 2006 ، حيث حاول العدو ان ينسف هذه المعادلة، فباءت محاولاته بالفشل وانتصرت المقاومة وانتصر لبنان وقتها. ان المقاومة في فلسطين اليوم كسرت سقوفا كان رسمها العدو، واستطاعت ان تحرك الجغرافيا الفلسطينية على كل الاراضي الفلسطينية . ”
وتناول الوزير قماطي محولات مشروع اسرئيل بتحويل دولة اسرائيل الى دولة يهودية صرف بعد طرد الفلسطينيين أصحاب الأرض الأساسيين، ليبنوا الدولة اليهودية خالية من العرب، محذرا من استمرار اسرائيل في تنفيذ هذا المشروع ، مؤكدا ان الشعب الفلسطيني اثبت تمسكه بفلسطين وارضها كاملة، وبالقدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وبالهوية الفلسطين والوطن الفلسطيني الثابت، لذا ما شهدناه هو للمرة الأولى، فكل الشعب الفلسطيني انتفض وهب وقاوم واعلن هويته وتمسكه بفلسطين وتحريرها، وبأن القدس هي عاصمة فلسطين المحررة .
وحيا قماطي كل الفصائل الفلسطينية التي اشتغلت في المقاومة، وكانت ضربة رجل واحد وضربة مقاومة واحدة، مؤكدا ان قوة المقاومة المسلحة لم تعد فقط لتحمي غزة، بل أصبحت اليوم ولأول مرة غزة تحمي القدس وكل فلسطين، مشيدا بالمقاومة الفلسطينية ودورها الاول في المباشرة بإطلاق الصواريخ على الكيان الصهيوني ردا على اعتداءت اسرئيل على حي الشيخ الجراح والمسجد الأقصى ، مشيراً الى ان القبة الحديدة الاسرائيلية لم تتمكن او تستطيع حمايتها من صواريخ المقاومة، مشددا على ان المقاومة الفلسطينية لم تستخدم اسلحتها كافة في هذه المعركة، واشار الى ان المقاومة في فلسطين كأختها المقاومة الاسلامية في لبنان كانت تخبئ المفاجآت للعدو الاسرائيلي .
وندد قماطي بالدعم الأميركي للكيان الصهيوني . مشيدا بالجمهورية الاسلامية الايرانية والدول العربية والاسلامية التي اعلنت استعدادها لاعادة اعمار غزة، مؤكدا ان غزة ليست بحاجة الى مساعدات اميركا، داعيا اياها والاتحاد الاوروبي واسرائيل الى فك الحصار عن غزة .
وحيا الشعوب العربية والاسلامية التي انتفضت ودعمت فلسطين ووقفت الى جانب المقاومة، وحيا الشعبين اللبناني والاردني والشعب الفلسطيني في الشتات الذين هبوا الى الحدود، لإيصال رسالة ان هذه الأمة تنتظر اللحظة التي تكسر فيها الحدود وتنزع الشريط الحدودي بين فلسطين ومحيطها العربي لتدخل الى فلسطين .
من جانبه حيا اللواء علي الحاج المقاومة في فلسطين وصمودها وبسالتها بوجه العدو الصهيوني، مشددا على ان المقاومة حتى السبيل الوحيد لتحريري الارض وليست القرارات الدولية ووعود السلام المزيف ودوران حلقات التفاوض، مؤكدا ان المقاومة قهرت الجيش الذي لا يقهر، مبشرا بمستقبل زاهر بفعل صواريخ غزة، مؤكدا انها احرقت صفقة القرن وتهاوت معها القبة الحديدية وسقطت قوة العدو الصهيوني .
المصدر: بريد الموقع