عقد بعد ظهر اليوم، في مقر الاتحاد العمالي العام، لقاء تضامني مع الشعب الفلسطيني برئاسة رئيس الاتحاد الدكتور بشارة الأسمر، وحضور وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عماد حب الله، سفراء: فلسطين أشرف دبور، سوريا علي عبد الكريم علي، تونس بوراوي الامام وكوبا ألكسندر موراغا، النائب ميشال موسى، الوزيرين السابقين بشارة مرهج وكريم بقرادوني، نقيب المحررين جوزيف القصيفي، رئيس وحدة النقابات في “حزب الله” هاشم سلهب، من “الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين” علي فيصل، رئيس اتحاد عمال فلسطين – فرع لبنان عبد القادر عبد الله ورئيس “ملتقى حوار وعطاء بلا حدود” الدكتور طلال حمود.
فقيه
بداية كلمة عريف الحفل نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه قال فيها: “نلتقي اليوم في الاتحاد العمالي العام تضامنا مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه التعديات، ومهما حاول العملاء والخونة أن يغطوا وجه المؤامرة بالغبار نقول لهم فلسطين لا ولن تموت أبدا”.
أضاف: “نؤكد اليوم أن الحركة العمالية اللبنانية لم تكن يوما على حياد في معركة التحرير وفي وجه الاحتلال والذل، ندين الكيان الغاصب والمجرم ومن يدعمه من قوى ظالمة، فلسطين اليوم تصنع التاريخ وبالأمس واجهنا الإرهاب في المنطقة بالمقاومة واليوم فلسطين تقاوم الاحتلال بشعب موحد”.
الأسمر
بدوره، قال الأسمر: “إن مقر الاتحاد العمالي العام هو مقر الحوار الأول وهو الهيئة الجامعة الوحيدة المتحدة اليوم والهيئة الأكثر تمثيلا، ونحن هنا لنصرخ دعما لفلسطين ونصرخ لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني”.
أضاف: “الصرخة تطلق منذ سنين عديدة في مواجهة الصهيونية العالمية وما يحصل في فلسطين اليوم هو ملحمة بطولة”.
وتابع: “المطلوب من الشعوب أن تقف وتضع حدا لسياسات الهيمنة والاستسلام، ونحن هنا اليوم لنرفع الصوت من أجل دعم فلسطين ومحور المقاومة الذي أعطى الأفضل للشعوب في المنطقة”.
وختم: “إيماننا كبير ونحن على ثقة بأن القدس ستبقى عاصمة الأحرار وصلة الوصل وملتقى الأديان وهي العاصمة الأبدية لفلسطين”.
بقرادوني
من جهته، قال بقرادوني: “ما يحدث في فلسطين المحتلة يدل على تحولات استراتيجية عديدة، أكتفي الإشارة إلى ثلاث منها:
التحول الأول يبرز خلال توحد فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة والقدس ومناطق فلسطين 48. وجوهر هذا التوحد هو الإيمان بالمقاومة طريقا إلى تحرير الأرض وإحقاق حقوق الفلسطينيين وفي مقدمها حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
التحول الثاني يشبه ما شهدناه في لبنان في حرب تموز 2006 عندما فشل الطيران الإسرائيلي في إيقاف صواريخ المقاومة التي استمرت بقصف العمق الإسرائيلي 33 يوما، ويبدو أن المقاومة الفلسطينية تملك من الصواريخ لعدة أشهر، وقد فرضت حالا من الرعب داخل الكيان الإسرائيلي القائم بالعنف والإرهاب.
التحول الثالث يتمثل ببروز انقسام سياسي داخل إسرائيل، وبين يهود الخارج، وظهور مواقف دولية تنادي بضرورة إعطاء الفلسطينيين حقوقهم كشعب أثبت أنه لم يتخل عن أرضه بعد مرور 73 عاما”.
أضاف: “في اعتقادي أن هذه التحولات لها أسبابها القريبة والبعيدة ومنها انتصار الثورة الإيرانية، وصمود النظام السوري، وإرادة القتال عند الفلسطينيين في الداخل وليس في الخارج، وقد أدركوا أن المفاوضات ليست الطريق إلى الحل، كما أدرك اللبنانيون أن هزيمة المقاومة تعني توطين الفلسطينيين وحل قضيتهم على حساب لبنان”.
دبور
أما دبور فقال: “يسطر شعبنا الفلسطيني في القدس وغزة والضفة وكل فلسطين أروع ملاحم الصمود والبطولة في وجه العدو وعدوانه على شعبنا، متجاهلا أي حقوق إنسانية، في سياسة ممنهجة من البطش والاستخدام المفرط للقوة معتقدا بذلك أن باستطاعته من خلالها كسر إرادة شعبنا وقيادته، لكن شعبنا البطل بصموده وتحديه وصلابته وتصميمه على انتزاع حقه أذهل العالم أجمع مما جعل عدونا الصهيوني وقطعان مستوطنيه يقفون عاجزين أمام مقاومة باسلة، وأيقنوا أن مشروعهم لن يمر على الرغم من الدعم الذي حظي به أصحاب المشاريع والصفقات والتخاذل من هنا أو هناك. وأعلن شعبنا الفلسطيني بصوت مدو بأنه لا تستطيع قوة على هذه الأرض أن تفرض علينا أي انتقاص من حقوقنا الكاملة”.
أضاف: “نقول لأعدائنا أصحوا من أوهامكم فهذه فلسطين، هذه القدس، هذه غزة. وينتصر مشروع واحد هو فلسطين وستنتصر القدس قبلة الله الأولى، قبلة الحق. لقد حاولوا ويستمرون في المحاولة ولكن فيه الشعب جبار نعم هو شعب الجبارين الشعب الذي يقف بوجه الآلة العسكرية ليقول لا، وبأن موعدنا مع النصر والتحرير لقريب. فلتذهب الصفقات والمؤامرات والمشاريع إلى الجحيم، فهذه فلسطين العصية على كل المشاريع وسينتصر فقط مشروع واحد وهو مشروع تحرير فلسطين. نعم مشروع الحرية والاستقلال والعودة”.
وتابع: “لقد قالها الشعب الفلسطيني من فلسطين والشتات وفي كل أماكن تواجده نحن موحدون خلف فلسطين. فنحن أصحاب قضية عادلة وتجمعنا قضية عادلة ولها ننتصر جميعا. فهذا هو الشعب الفلسطيني الذي يناضل كله، أطفاله وشيبه ونساؤه وشبابه والجميع في المعركة ليقول لن تعود هذه النكبة ولن تعود النكسة كما قالها سيادة الرئيس لن تعود النكبة ولا النكسة. إن معركتنا مع هذا الاحتلال هي معركة وجود إما نكون أو لا نكون، ونحن سنكون وفلسطين باقية ما يبقينا ولن يستطيع أحد أن يأخذنا إلى ما يريد”.
وختم: “نحيي كل حر وشريف يقف إلى جانبنا، ومن هنا نخص لبنان الشقيق رئاسة وحكومة وشعبا بالتقدير على مواقفهم الوطنية. لكم التحية أيها الأوفياء لفلسطين ولكم المحبة والعهد والوعد، التحية لشهدائنا الأبرار والحرية لأسرانا البواسل والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال”.
علي
وقال السفير السوري: “على الرغم من أننا منهمكون في التحضير لانتخابات الرئاسة آثرت أن أكون اليوم معكم لتأكيد مؤازرة وموقف سوريا في الأرض المحتلة شعبا وقيادة في كل المجالات، وما يحصل اليوم في فلسطين أدى الى وحدة الأخوة الفلسطينيين، ما أصاب المسجد الأقصى وأحياء القدس وحد الشعب الفلسطيني والعربي والعالمي. ما قدمه أشقاؤنا في فلسطين معبر عن صحوة وعمق في الانتماء، وكذلك في الضفة الغربية والشتات وفي كل أماكن وجود الفلسطينيين في العالم، وما وقفت سوريا دائما إلا الى جانب الحق ضد الارهاب والتي هي واجهت إرهابا من أصقاع العالم مما طمس القضية الفلسطينية وسوريا استهدفت لأنها لم تفرط بالقضية الفلسطينية رغم إصابتها من أشقائها في الحرب الكونية”.
أضاف: “سوريا لم تفقد الهدف ولا تساوم على أشقائها، وهي تتعافى اليوم وتعتبر ويعتبر معها العالم أن الحق يعود الى أهله، وتمكنت سوريا من الصمود في وجه الارهاب ومن التحق بهذه القوى التي دعمتها أميركا. وانتصرت سوريا بجيشها وشعبها، وقد خسرت كل القوى التي دعمت الارهاب الرهان وهي تعيد النظر في سياساتها اليوم”.
وتابع: “نقدر أن المراجعة تفرضها مصلحة هذه القوى وما يحصل من التفاف شعبي عارم في فلسطين رهاننا سينتصر، رهان الحق، سوريا تراه اليوم يثمر في الأرض المحتلة بفعل البطولات لقوى المقاومة التي وحدها توحد الموقف، وهذا ما نرجوه لفلسطين”.
وختم: “نتمنى أن تكون سوريا مرحبة بأبنائها وأن يكون لبنان معافى، وأن التكامل بين سوريا ولبنان ضروري، ونرجو أن يكون أوسع وأشمل على مستوى الوطن”.
مرهج
وحيا مرهج الاتحاد العمالي العام على هذه “المبادرة الكريمة التي يحتاجها لبنان للتعبير عن محبة فلسطين وشعبها”، مؤكدا تضامنه مع “الشعب الفلسطيني في وقفته التي نعتز بها في هذه المعركة التي فرضتها إسرائيل والتي أثبتت أن الشعب الفلسطيني متمسك في أرضه”.
موراغا
بدوره، أكد السفير الكوبي على “تضامن الشعبين الفلسطيني والكوبي اللذين واجها الظلم والقهر”، وقال: “أعتقد أن ما يحصل اليوم في فلسطين يدفعنا الى التضامن مع هذا الشعب الذي ينتفض على المحتل والمغتصب لأرضه”.
القصيفي
وقال القصيفي: “تشكر نقابة محرري الصحافة اللبنانية الاتحاد العمالي العام ورئيسه الدكتور بشارة الأسمر على دعوتها للمشاركة في هذا اللقاء، وتعلن تضامنها المطلق مع أبناء الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الصهيوني لأرضه، وتدين المذابح التي يرتكبها جنود الاحتلال ضد المواطنين، وأعمال هدم المنازل قصفا وجرفا، وطردهم من بلداتهم وأحيائهم وإحلال المستوطنين مكانهم في سعي لتغيير طبيعة الأرض وهويتها، ومواصلة محاولات اقتحام المسجد الأقصى وتدنيس المقدسات”.
أضاف: “كما تدين النقابة بشدة، الاعتداء على الصحافيين والإعلاميين والمصورين في غزة وسائر فلسطين المحتلة، وقصف مكاتب محطات التلفزة والوكالات الدولية في القطاع، في محاولة من الكيان الغاصب لمنع نقل ما يحصل من مجازر في حق الشعب الفلسطيني الصابر والصامد. وتدعو إلى أوسع تعبئة دولية وعربية سياسية وإعلامية للاضاءة على المأساة التي تمثل فصولا في غزة والأراضي المحتلة، وتتوجه إلى الزملاء العرب للتقيد بقرارات الاتحاد العام للصحافيين العرب بوقف التطبيع الإعلامي مع إسرائيل، والتركيز على انتهاكاتها لحقوق الإنسان في فلسطين المحتلة والانتصار لحقها في الحياة، وفي دولة مستقلة ذات سيادة، وعودة من لجأ من أبنائها إليها انطلاقا من حق العودة المكرس بالقرار الدولي الرقم 194. كما الانتصار لحق الفلسطينيين بالمقاومة حتى تحقيق هدفهم بإنهاء الاحتلال”.
وتابع: “إن نقابة محرري الصحافة اللبنانية ترى أن ما أقدمت وتقدم عليه إسرائيل هو جريمة حرب موصوفة تقتضي إدانة شاملة، وإحالتها على مجلس حقوق الإنسان، كما يتعين على الاتحاد الدولي للصحافيين وسائر النقابات القارية والوطنية في كل أنحاء العالم اتخاذ التدابير الزاجرة في حق الصحافيين الصهاينة ومن يواليهم في طمس الحقائق، والتعمية على ما يحصل من انتهاكات”.
وأردف: “إن الاعتداءات الصهيونية المتكررة ضد المتظاهرين السلميين من لبنانيين وفلسطينيين على الجانب اللبناني من الحدود مع فلسطين المحتلة، مدان ومستنكر، وهو انتهاك لسيادة لبنان وحرمة أراضيه، ومناف لأبسط حقوق الإنسان. إن القدس بما ترمز إليه من مقدسات، هي عربية الهوية والهوى، ولن تنجح كل الأساليب المعتمدة، ولا الصفقات السياسية، ولا الصمت الدولي، والغياب العربي، في تبديل تاريخها وحقيقتها، لتجذرها في الوجدان والقلب”.
وختم: “إن فلسطين هي قضية حق لن تموت، طالما أن شعبها لا يستسلم، ويقدم الشهيد تلو الشهيد، لتبقى قضيته حية في الذاكرة والقلوب، يتوارثها أبناؤه جيلا عن جيل حتى يتحقق النصر المؤزر”.
الامام
وأكد السفير التونسي أن “الحق يعلو ولا يعلا عليه”، شاكرا الاتحاد العمالي على “هذه المبادرة وكل الاتحادات العربية والتونسية التي هي في الصف الأول في الدفاع عن حقوق الشعوب”، لافتا الى أن “ما يحصل اليوم في فلسطين هو سلسلة جديدة من الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني”.
وأكد أن “حق الشعب الفلسطيني في أرضه والسلام العادل والشامل لن يتحقق بوجود النظام الإسرائيلي العنصري”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام